آهٍ حقاً لو كنتم تعلمون الغيب !

فلقد تزوج الشاعر الإنجليزي العظيم ميلتون صاحب " الفردوس المفقودة " من ابنة قاض انجليزي .. ولم تكن زوجته في البداية سعيدة بزواجها منه لأن عمره ضعف عمرها ومزاجه كمزاج بعض الفنانين عنيف بعض الشيء ، وقد ظلت تسأل نفسها طويلاً : ماذا سأفعل حين أنجب أولاداً منه ثم يموت زوجي وهم صغار وأواجه الحياة كأرملة وحيدة !! وأثّرت هواجسها من المستقبل على حياتها معه فلم تنجب منه ، وهجرته في عام زواجهما الأول ، وعادت لبيت أسرتها وبقيت به عامين ، ثم ثَابَتْ إلى رشدها وعادت إليه وأنجبت له ثلاث بنات . ولم تتحقق مخاوفها من أن تواجه الحياة كأرملة وحيدة فلقد ماتت " هي " وتركت بناتها في رعاية الشاعر الذي كُفّ بصره وهو في الرابعة والأربعين فتقبل أقداره بشجاعة وقال في إحدى قصائده :
" أنا لا أعترض على مشيئة السماء"
" ولم أضعف ولم يمت الأمل في قلبي "
...
وبعد قليل تزوج ميلتون من زوجة أخرى فماتت أيضاً بعد سنة من زواجها منه فتزوج بعدها من زوجة ثالثة كانت " هي " التي طال بها العمر وعاشت بعده