إغتيال الشخصية ... كأحد مظاهر الفساد

مصطلح حديث ظهر في الآونة الأخيرة ويمكن تعريفه بأنه " إبعاد شخص مؤهل من وظيفة وإحلال آخر بدلاً منه يحقق رغبات وأهداف مجموعة متنفذه داخل الجهات " وينشأ هذا المصطلح بسبب ضعف الوازع الديني وانعدام الأخلاق والسعي وراء المادة وتقديم المصلحة الخاصة على العامة واستخدام الشللية لتمرير الإشاعات والشعارات التي تخدم مصالحهم وأهدافهم وإيذاء الشخص الذي لا يتفق مع ميولهم وأهدافهم واستخدام مختلف الطرق والأساليب التي تظهر حسن النوايا وإظهار حبهم للمصلحة العامة ورفع شعارات الإصلاح وإخفاء الوجه الحقيقي لأهدافهم ورغباتهم بغية التأييد والألتاف على المسئول الأعلى وإيهامه بأن هذا الشخص غير مناسب في موقعه وضرورة تغيره بشخص مناسب وذو مؤهلات معينة يفهمها الطرف الآخر بأن الأمور تسير في تحقيق المصلحة العامة وفي حقيقة الأمر الهدف من ذلك هو إبعاد هذا الشخص بسبب أنه لايخدم مصالحهم الشخصية أو أن هناك شخص معين محسوب عليهم يريدون تعينه بدلاً عنه .إن اغتيال الشخصية هو هدم للكفاءات الإدارية وتعظيم المصالح الخاصة على العامة وتحقيق أهداف ومبادئ إذا استمرت في المجتمع فإنه تؤدي إلى وهدمه وتقويضه وبالتالي مخالفة المبادئ السامية التي تقوم على وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وهو ما يتفق مع الحديث الشريف إذا ضاعت الأمانة فانتظروا الساعة وقد قال أحد الصحابة وماضياع الأمانة قال أن يوكل الأمر إلى غير أهله .وعلى المسئول الأعلى التصدي لهذا الأسلوب والتعامل معه بكل حزم وموضوعية وعدم التصديق والبحث والتقصي عن مثل هذه الأساليب امتثالا لقول الله عز وجل " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " أن الأثر النفسي الذي يحدث لهذا الشخص من جراء ما لحق به من إيذاء له بغير وجه حق أكبر أثر من الإيذاء الجسدي الذي يمكن للشخص معالجته والتخلص من أثاره ولكن الأثر النفسي يصعب معالجته وأن عولج صعب التخلص من آثاره .في نهاية الأمر يجب على الإنسان أن يتقي الله في السر والعلن وعدم إيذاء الآخرين وبث الإشاعات المغرضة لأنها هلاك ووبال على المجتمع فما انتشرت الإشاعات في الوسط الاجتماعي إلا أدى إلى دماره وتقويضه ويعكس سلباً على إنتاجية المجتمع ويسود قانون الغاب القوي يأكل الضعيف . وأن يسود في المجتمع تغليب المصلحة العامة وتعظيمها والابتعاد عن إيذاء الآخرين واغتيال شخصهم بصفته أحد مظاهر الفساد الذي حرمه الله وسنت الدولة التشريعات والقوانين التي تحارب الفساد بكافة أشكاله وصوره ومراعاة الله عز وجل في كل خطوة يخطوها الإنسان ويستشعر عظم المسؤولية وإن كل إنسان محاسب أمام الله سبحانه وتعالى .
مشعان الشاطري