[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]




الكبرياء هي أسوأ العقبات التي تقف في طريق تحقيق التضافر، فهي العازل القوي الذي يمنع الدمج الإبداعي لحالات
التضافر بين البشر، وهناك أنواع من التغطرس، بدءًا بعارض الامتناع عن استخدام كل ما هو نتاج للآخرين اعتقادًا في
انعدام قيمته ووصولاً إلى الغطرسة التي تؤدي إلى تدهور حال كل من يتصف بها، بما في ذلك المنظمات والدول. لقد
تعلم اليونانيون القدماء أن الغطرسة، أو الغرور الشديد، هي أبشع الجرائم. في تلك الأيام، كان الجندي الذي يتفاخر بقوته
ويذل عدوه يُتهم بالغطرسة، وكذلك الملك الذي كان يسيء معاملة رعاياه لتحقيق مصالحه الشخصية. اعتقد اليونانيون أن
الغطرسة سوف تجلب عليهم انتقام الآلهة أو الدمار المحتوم. اعتقدوا أن الغطرسة تؤدي في النهاية إلى أحداث مأساوية
وكانوا على حق. فاليوم، ما فتئنا نشهد انهيار أكثر المؤسسات التي حازت ثقتنا لأن الغطرسة بلغت بها مبلغها. وفي أثناء
الأزمة المالية التي شهدها عام 2008 ، كان العديد من المسؤولين البارزين متورطين في ارتكاب عدة أخطاء، بدايةً من
الثقة العمياء وحتى الاحتيال التام، ومن ضمن هؤلاء كان الرئيس السابق ل”رويال بنك أوف سكوتلاند“. فوفقًا للتقارير،
لم يتقبل هذا الرجل أي انتقادات، وكان يعقد اجتماعًا كل صباح مع دائرة المقربين إليه يوجه فيه في بعض الأحيان التوبيخ
الشديد للمسؤولين التنفيذيين، وقد دأب على الإشارة إلى الحالات التي اشترى فيها مؤسسات وخدمات دون رضا أصحابها
ك”نوع من القتل الرحيم“. أطلقت عليه مجلة ”تايمز“ الصادرة من ”لندن“ اسم ”القائد المتغطرس“. وبالتالي فقد أُخفيت
عنه الحقائق المتعلقة بالأزمة المصرفية الوشيكة، والتي قيل إن تعاملاته التجارية المحفوفة بالمخاطر الشديدة كانت من
ضمن أسبابها. وفي عام 2007 ، بلغت قيمة ”رويال بنك أوف سكوتلاند“ 75 مليار جنيه إسترليني، ولكنها تدهورت في
عام 2009 لتصل إلى 4,5 مليار جنيه إسترليني، مما كبد البنك أكبر الخسائر في تاريخ البنوك البريطانية.

ادارة.كوم