الشركات الناجحة عادة ما تقوم على عقلية إدارية ذكية تساعدها على اجتياز المصاعب التقليدية التي تنتظر في طريق كل من يرغب في إنشاء شركته، وهذه المرة كان الحل ذكيا يستوجب الحديث عنه في مدونة شبايك. منذ عشرين سنة أو يزيد، وتحديدا في 1982 في مدينة نيويورك، كان لدى الشاب كينيث كول Kenneth Cole فكرة لتصنيع أحذية فاخرة، تحديدا 40 ألف زوج من الأحذية غالية الثمن، وهو ما تمكن هذا الشاب من فعله، لكنه بعدها لم يجد منفذا لبيع هذه الأحذية، فمن جهة كانت أسعار إيجار محلات في الأماكن الراقية مرتفعة جدا وتطلب شروط دفع يصعب تلبيتها، في حين أن المحلات ذات السعر الرخيص لم يكن يمر عليها من يشتري أحذية غالية الثمن.
ما الحل؟
ثم حدث أن كان هناك مؤتمر في فندق هيلتون نيويورك، سيحضره ألفان من الأنيقين، ولذا بادر بطلب استئجار جناح في هذا الفندق لبيع أحذيته، لكن السعر كان مبالغا فيه بشدة. ما العمل؟ استعار كول شاحنة طويلة من صديق له، وكانت فكرته بسيطة، سيستغل الشاحنة لتقف قريبا من الفندق، ثم يستغل عرض الشاحنة لتكون واجهة المحل الذي سيبيع منه، وكذلك المخزن. السؤال الآن كان: كيف يحصل على ترخيص من المدينة ليقف بهذه الشاحنة في هذا المكان؟

لا مشكلة

تبين أنه في ذلك الوقت، لم تكن بلدية نيويورك لتسمح بوقوف شاحنة مثل هذه في شوارعها إلا لغرضين: الأول هو لشركات الكهرباء والمياه والمجاري وما في حكمها، والثاني: لغرص تصوير الأفلام والمسلسلات والبرامج التليفزيونية! لم يتردد كول وقام بتغيير اسم شركته وعاد في اليوم الثاني وتقدم للحصول على تصريح بتصوير فيلم: ميلاد شركة أحذية أو The Birth of a Shoe Company في شوارع نيويورك، وهو ما تم له!
نعم، للبيع!
لمزيد من الحبكة، استعان كول بطاقم من المخرجين والممثلين المزيفين، واستأجر بعض الكاميرات الخاوية والتي حملها ممثلون زعموا أنهم مصورين، وعارضات ارتدين هذه الأحذية ومشين بها أمام الكاميرات، وحين تساءل جمهور المارة المتجمع (ربما للظهور في الفيلم؟) هل هذه الأحذية للبيع، كانت الإجابة نعم.
ماذا حدث؟
خلال يومين ونصف، كان كول قد باع 40 ألف زوج أحذية. حتى هذا اليوم، الاسم التجاري لشركة كول هو: شركة كينيث كول للإنتاج السينمائي، في تذكار لأساس قيام هذه الشركة!

الشاهد:

لكل مشكلة حل، وكلما كان هذا الحل عبقريا، ذكيا، غير مسبوق وغير مكرر، كلما كانت النتائج مبهرة، بتوفيق الله.