مفهوم التدريب
هـو العملية التي تهدف إلى تطوير العنصر البشري في تزويده بالمعارف والمهارات اللازمة وتنمية قدراته ومهاراته وتعديل اتجاهاته وقناعاته من أجل رفع مستوى كفاءاتــه و تحسين أدائه وزيادة إنتاجيته وتحقيق أهدافه الخاصة والوظيفية .
إن من أقدم من دعا إلى التدريب والتمرس هو: جابر ابن حيان ابن عبد الله الكوفي (أب الكيمياء) الذي ولد في خراسان سنة (101هـ) يقول في دعوته للتدريب " من كان رديا كان عالما ومن لم يكن دربا لم يكن عالما وحسبك بالدربة في جميع الصنائع "
وقـد عرفه " الفريق جعفر العبد " بأنه " نشاط مخطط يهدف إلى إحداث تغيرات في الفرد و الجماعة من ناحية المعلومات و الخـبرات و المهارات و معدلات الأداء و طرق العمل و السلوك و الاتجاهات مما يجعل هذا الفرد أو تلك الجماعة لائقين للقيام بأعمالهم بكفاءة إنتاجية عالية .
ويعرفه الأستاذ "أمين محمد أبو"ريا" بأنه عملية منظمة مستمرة تركز على الفرد
و ذلك لغرض إحداث تغييرات محددة سلوكية و فنية و ذلك لمواجهة احتياجات العمل الحالية أو المستقبلية التي يحتاج إليها الفرد أو يتطلبها العمل الذي يؤديه ذلك الفرد وكذلك تتطلبها المنشأة ذاتها .
ويعرفه الدكتور" علي محمد عبد الوهاب" بأنه عملية منظمة مستمرة محورها الفرد في محمله وتهدف إلى إحداث تغييرات محددة سلوكية وفنية وذهنية، لمقابلة احتياجات محددة حالية ومستقبلية يتطلبها الفرد والعمل الذي يؤديه والمنظمة التي يعمل فيها المجتمع الكبير .
وبناءا على التعريفات السابقة نستنتج أن:
1- التدريب جهد منظم ومخطط له
2- محور التدريب هو الفرد
3- الغرض من التدريب هو إحداث تغييرات سلوكية وفنية لدى الأفراد
تجعلهم يؤدون أعمالهم بشكل أفضل مما كانوا يؤدونه قبل التدريب .
التدريب هو استخدام خبرة دالة لتغيير المهارات و المعارف والـسلوكيات نحـو
الأفضل عند العاملين ويعتمد التدريب على ركيزتين أساسيتين توجيهات العاملين
Orientation والتي تمثل تأقلم العاملين الجدد مع الوظائف وزملاء العمل وسياسات المنظمة وخدماتها ، والركـيزة الثانيـة هي التـطبع الاجتـماعي Socialisation والـتي تتمثل في عملية التأثير بتوقعات العاملين الجدد وسلوكهم كجهود منهجية منظمة لتحسين الأداء من خلال زيادة المعارف والمهارات المكتسبة لدى العاملين ويمثل التدريب ظاهرة طبيعية بحكم التطور و التغير الحاصل في بيئة المنظمة الداخلية والخارجية .لذلك ،
تصنع المنظمــة البرامج التدريبية و تنفق عليها وهي تتوقع أن هـذا الإنفاق سيساهم
في زيادة الفوائد وخفض الكلفة بطرق وأساليب متعددة.
الفرع الأول : مفهوم التعليم
يرى قاموس أوكسوفورد للغة الانجليزية أن الغرض من التعلم هو اكتساب المعرفة أو المهارة في مجال معين.ويؤكد هذا التعريف على نتائج التعلم و ليس عملية التعلم ذاتها
و يعتقد الكاتب الأمريكي"بيتر سينج" (1990) وجهة النظر إلى تساوي بين التعلــم واستيعاب بين المعلومات .
إذ يرى أن استيعاب المعلومات عمل ضعيف الصلة بالتعلـم الحقيقي، و أن التعلم وثيق الصلة بمعنى أن يكون إنسان وهو يؤمن على نحو ميتافيزيقي ما بأننا " نعـيد خـلق أنفسنا من خلال التعلم و نصبح قادرين على فعل شيء لم نستطيع فعله من قبل أبدا .
و من خلال التعلم نحن نوسع قدرتنا على الابتكار وعلى أن نكون جزءا من عملية تجديد الحياة .
" هو عملية لا تنتهي أبدا نصبح من خلالها مختلفين عما كنا عليه " .
يقع التعلم في قلب التدريب و التنمية سواء كانت المنظمة تطبق منهجية رسمية أو ملتزمة بعملية التنمية الفردية و التنظيمية المستمرة والطويلة المدى من خلال أسـلوب منهجي فإن التعلم هوالشرط الأساسي المسبق لحدوث أي تغيير في الأداء والعمل .
الفرع الثاني : مفهوم التنمية
إن تعريف التنمية بأنها توسع خيارات الناس وتعزيز قدراتهم من أجل استخــدام أمثلة لهذه الخيارات والتنمية بحد ذاتها إذا استخدمت وفق فهم للواقع المعاش ومتطلــبات النهوض بالمجتمع .
و لقد ظهر مفهوم التنمية عندما أطلقه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية عام 1949 بهدف إدماج الدول النامية بالاقتصاد العالمي بعد أن نالت استقلالها السياسي . وفي مقدمة الإعلان العالمي عن حق التنمية الذي اعتمد ونشر في 4 كانون 1986م، ظهر تعريف التنمية على أنها "عملية اقتصادية اجتماعية وثقافية و سياسية شاملة، تستــهدف للتحسين المستمر لرفاهية السكان بأسرهم و الأفراد جميعهم على أساس مشاركتهــم الأنشطة الحرة والهادفة في التنمية وفي التوزيع العادل للفوائد الناجمة عنها"
ووفق هذا التعريف،فإن الإنسان هو الموضوع الأساسي في التنمية البشرية و دراسة أبعادها و مكوناتها و أنواعها وغاياتها كإشـباع الحاجات المختلفة و رفع مستوى المعيشة و مستوى التعليم و تحسين نوعية حياة الإنسان السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
وباختصار، فإن مفهوم التنمية يستند إلى الإنسان وتكون غايته،وهدف التنمية هو تنمـية الإنـسان في مجتمـع مـا مـن كـل النـواحي السيـاسية والاجتمــاعية والثقـافية والعلمـية والفكـرية.
وتعرف التنمية بأنها عملية تغير اجتماعي متعدد الجوانب غايته الوصول إلـــى مستوى الدول الصناعية و لاحقا تطور مفهومها الذي يهتم بدعم قدرات الفرد و قـياس مستوى معيشة و تحسين أو صناعة في المجتمع .
و يلاحظ أن مجموعة المفاهيم الفرعية المنبثقة عن مفهوم التنمية ترتكز على عـدة مسلــمات :
1/- غلبة الطابع المادي على الحياة الإنسانية حيث تقاس مسـتويات التنمـية المختـلفة بالمؤشرات المادية البحتة .
2/- نفي وجود مصادر للمعرفة مستقل عن المصدر البشري المبني على الواقـع المشاهـد والملموس أي بعبارة أخرى إسقاط فكرة الخالق.
الفرع الثالث : مفهوم الأداء
قبل أن نتطرق إلى الأداء لابد أن نحدد بعض المفاهيم المرتبطة بالأداء و تقييـمه.
و من المفاهيم المرتبطة بالأداء مفهوم الإنتاجية الذي يشير إلى ما يتضمن كلا مــــن
الفاعلية والكفاءة "Effectiveness and Efficieny "
حيث تشير الفاعلية إلى الأهداف المحققة أو تحقيق الأهداف المحققة من قـــبل المنظمة بغض النظر عن التكاليف المترتبة عن هذه الأهداف . أما الكفاءة فتشير إلى نسبة المدخلات المستهلكة إلى المخرجات المتحصلة حيث كلما كانت المخرجات أكثر من المدخلات، فإن الكفاءة تكون أعلى كما . و أنه كلما تم تحقيق مخرجات معينة بمدخلات أقل،فالنتيجة أيضا بمدخلات أقل.
فالنتيجة أيضا كفاءة عالية فضلا عن كون الإنتاجية تقاس بمعياري الكفاءة و الفعالية ، فإن الأداء يتضمن أيضا معلومات أخرى كمقاييس الـحوادث و معدلات الدوران و الغيابات و التأخيرات . حيث أن الفرد العامل الجيد هو الذي تكون إنتاجية عالية و كذلك الـذي يساهم أداءه في تقليل المشاكل المرتبطة بالعمل كالانتظام في الدوام و قلة حوادث العمل إضافة إلى صفات أخرى ترتبط بالأداء الفعال .
ويعرف الأداء بأنه " العملية التي تستطيع بها المنظمات تقييم أداء الوظيفة " ، كما يقصد به أيضا "تحليل وتقييم أداء العاملين لعملهم ومسلكهم فيه ، وقياس مدى صلاحيتهم وكفاءتهم في النهوض بأعباء الوظيفة الحالية التي يستـغلونها و تحـملهم لمسـؤولياتها و إمكانيات تقلدهم لمناصب و وظائف ذات مستوى أعلى" .
إن تقييم الأداءPerformance Appraisal يعني العمـلية المستـمرة لتقييم و إدارة الـــسلوك والنتائج فـي مكـان العمل ، أمـا إدارة الأداء erformance Management، فقد شاع استعمالها عندما كثرت و شاعت برامج إدارة الجودة الشاملة TQM و التي اعتبـرت الأداء واحد من العناصر التي يمكن استخدامها كأداة للارتفاع جودة العمل وتحقيق مفهوم إدارة الـجودة الشاملة والتزام جميع العاملين فنيين وإداريين بتقديم أفضل ما عندهم من إنجاز2.
الفرع الرابع : مفهوم التعليم
باعتبار مصطلح التعلم مرتبط بالتربية، فتجتمع التعاريف حول مفهوم التربيــة ، و كل فعل يمارسه الشخص بذاته بقصد من ورائه اكتساب معارف ومهارات وقيم ، لهذا يجب التفريق بين مصطلحي التعليم و التعلم ، فهما ملتصقان لدرجة الخلط بينهما .
فالتعليم عملية يقام بها الراشد لجعل المتعلم يكتسب المعارف و المهارات و بصيغة بسيطة المعلم يمارس التعليم و التلميذ يمارس التعلم و يقصد به اكتساب الشخص معرفة المهارات لتطوير عاداته واتجاهاته يقول الامام كرم الله وجهه : "لا غنى ولا فقر كالجهل ولا شرف كالعلم ولا ميراث كالأدب" .إذ يعتبر التعليم أحد أهم عناصر التنمية البشرية، و من أهم ركائز بناء مجتمع المعرفة وهو الوسيلة الفعالة لمحاربة الفقر والجـهل و الـتطرق و الحد من الأزمات الاجتماعية والاضطرابات السياسية و تأمين الاستقرار .
و بواسطة التعليم يمكن تزويد الفرد بالمعرفة التي تؤمن له العيش الكريم و تمنحه القدرة على استنباط الحلول والتفكير المنطقي لمعالجة أموره اليومية .
ركز علماء الاجتماع و خبراء التنمية على التعليم كوسيلة لمحاربة الفقر و الجهل وكعنصر أساسي في التنمية البشرية والاقتصادية لأن به يتوسع أفاق الابتكار والابداع .