يشهد العالم اليوم صراعات فكرية وإيديولوجية لاسيما في الفكر الاقتصادي الذي عرف تطورا كبيرا وأصبح التفكير للدخول في الأسواق العالمية محل اهتمام المنظمات وذلك في غضون معالم شديدة التحديات .
المطلب الأول :التوجهات الحديثة للإدارة
وتتمثل في :
- التغير المتلاحق والمستمر في كل جزء من أجزاء للعمل.
- زيادة شدة وضراوة المنافسة.
- العولمة الكاملة للأعمال.
- ظهور التكنولوجيا الحديثة المتقدمة والمتميزة.
- التغير في مكونات ومزيج قوة العمل بما في ذلك توقعاتهم قيمهم.
- النقص المتزايد في الموارد بداية من الموارد المائية إلى البشرية المدربة.
- التحول من الاقتصاد الصناعي إلى الاقتصاد المعرفي المعلوماتي.
- عدم الاستقرار في الظروف الاقتصادية والأسواق العالمية.
- زيادة تعقد بيئة العمل.
ومن خلال مواكبة التغيرات الحاصلة كان لابد على المنظمات العمل بالتوجيهات الحديثة للإدارة:
1- التوجه الاستراتيجي:
أصبح على المنظمة أن ترسم لنفسها مسارا يحدد أهدافها ورسالتها من خلال تحديد ما يلزم لها، تحديد نقاط الضعف لمعالجتها والقوة لتعزيزها لاتخاذ القرارات الصائبة تخدم الاستراتيجية بشكل واضح.
2- التوجه نحو المستقبل:
أفرزت التحديات الحديثة أن التفوق يكون لمن يستطيع للمستقبل واعتبار الماضي المنطلق، فالسؤال الذي يطرح كيف نصنع المستقبل ؟

3- التوجه الإنساني:
التطور الذي تعيشه المنظمات مست مختلف المجالات بما في ذلك العنصر البشري والذي أصبح عماد نجاح المنظمة ولذلك أصبح التركيز على معرفة حاجاته وإشباعها، الهدف من ورائها تحقيق أهداف المنظمة من خلالها وهي تتمثل في:
- حاجات نفسية.
- حاجات أمنية.
- حاجات اجتماعية.
- حاجات شخصية.
- حاجات تحقيق الذات.
4- الإدارة بالأهداف:
تعمل هذه الإدارة بتحديد أهداف المنظمة بوضوح وبدقة موضوعية منطقية من أجل تحقيق الكفاءة والفعالية، وذلك من خلال تحقيق الأهداف بالتعاون بين مختلف أعضاء المنظمة كل على مستوى وظيفة من خلال:
- ترتيب الأهداف حسب الأولوية.
- تقسيمها إلى ما هو رئيسي وثانوي.
- تقسيمها من حيث الوقت والتكلفة والحجم.
- المتابعة المستمرة للأهداف من أجل التعديل في الوقت المناسب.
- استعمال التغذية العكسية.
والعمل وفق هذا الاتجاه يكون باختيار فريق عمل متعدد التخصصات وحتى تتمكن من معالجة المهام من مختلف النواحي وسير العمل يكون تحت قيادة رئيس مشروع أو الإدارة العامة، ويلتحقوا بمناصبهم الأصلية بعد انتهاء المهمة، كما أن الإدارة بالأهداف لا تعوض الإدارة العامة، وإنما بتحديد المشاريع بدقة، وتنظيم موازي للتنظيم المعتمد، كما أنها تؤدي إلى رفع فعالية الأداء والإنجاز وتخفيض التكاليف.
5- الإدارة بالمشاركة:
تتم بإشراك عدد من الأعضاء في شكل فريق ينتمون إلى قسم تشغيلي أو إداري واحد، ليعملوا معا في تخطيط وتوزيع المهام، ويتحلوا مسؤولية نتائجهم، من أجل تفادي المشاكل التسييرية، لأن هذه المشاركة تمنح نوع من التفاهم، فمساهمة الكل في تحديد وصياغة الأهداف العامة للمنظمة والإدارة بالمشاركة تؤدي إلى:
- روح المسؤولية.
- المرونة والفعالية في الأداء.
- تحفيز العمل وتحسين الجودة.
6- التوجه نحو التعلم المستمر ونحو الفكر الجديد وقبول ما هو جديد:
أصبح التعلم أحد دعائم المنظمة للدفاع عن بقائها، لأنه الاستفادة من معلومات جديدة واستثمارها في تعديل أو تغيير السلوك لضمان التوافق مع معطيات الموقف المتغير، بتجنيد كل طاقاتها خاصة البشرية بمواجهة التغيير، وبالتالي تعمل على التفكير في الجديد والتجديد هي من تخلقه كما تقبل الفكر الجديد وتتغير وفقه حسب ما يخدم ويتماشى واستراتيجيتها.
7- التوجه نحو إعادة الهندسة Benchmarking:
تعتبر إعادة بناء أنظمة العمل أحد المناهج الإدارية الحديثة المعمول بها بهدف تحسين وتطوير الأداء ومن ثم خدمة تنافسية المنظمات كما أنها التغيير بشكل جذري وإعادة تصميم العمليات في مجال أعمال معين بغرض إحداث تحسينات جذرية في المقاييس الحيوية والهامة للأداء
8- التوجه نحو إدارة الجودة الشاملة:
تعتبر الجودة الشاملة منهجا لتنمية المهارات والمعرفة على جميع مستويات وأقسام المنظمة من خلال العمل على التحسين والتطوير المستمر، وهي تعني عدم وجود أي عيب أو نقص في المنتج انطلاقا من التصميم، التنفيذ، والإنجاز...إلخ، بمعنى تجمع بين جودة الأداء والمنتج في نفس الوقت.