بسم الله الرحمن الرحيم


سؤال: ما حقوق الأزواج؟


أولاً: حق الزوج على الزوجة: قال صلى الله عليه وسلم: (الزوجة الصالحة كنز من كنوز الجنة)، ما صفاتها يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: (إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته).


أول حق عليها أنها دائماً تقابله بالبشر والسرور والترحاب. جاء مرهقاً من العمل لا تقول له: أمك فعلت كذا، وأختك فعلت كذا، وفلان عمل كذا، وتجهز له محضر الخير، هذا لا يجوز، ولا بد أولاً من اللقاء الطيب حتى تخفف عنه من أعباء التعب والعمل الذى أتى منه. (إذا نظر إليها سرته): بالكلمة الطيبة، والوجه دائماً يكون هاشاً وباشاً. والبسمة لن تكلفنا شيئاً، ولكنها تعطى رضاً وسروراً.


(إذا أمرها أطاعته): إذا أمرها بأى أمر فى حدود الشرع - لأنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق – إذا أمرها بأمر فيه معصية لا يجوز لها أن تطيعه، يعنى قال لها افطرى فى نهار رمضان، – لا يجوز، أمرها أن تَنْزِعَ الحجاب وتُظْهِرَ شعرها حتى يقول الناس أن شعرها كذا وكذا، فهذا أمر يغضب الله – ولكن تطيعه فى المعروف الذى لا يخالف الشرع الشريف.


(وإذا غاب عنها حفظته فى نفسها وماله وولده): قال صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الأخر أن تخرج من بيتها إلا بإذن زوجها)، لا تخرج إلا بإذنه، وإذا لم يأذن لا تخرج، ولا تخرج شيئاً من بيته إلا بإذنه. تريد أن تخرج شيئاً من البيت لأمها أو أختها، أو هنا أو هناك، لابد من إذنه. ولا تدخل أحداً بيته إلا برضاه. تعرف أن فلاناً لا يحبه زوجها، لا تدخله البيت – كونها تدخله البيت معناه أنها تغيظه – ولا تدخل أحداً البيت إلا من تشعر أنه يفرح به، أو يوافق على دخوله البيت. وهذه حقوق الزوج فى الأمور العامة.


أما حقوق الزوج فى الأمور الخاصة، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الأخر أن تمتنع عن زوجها إذا دعاها بليل أو بنهار، حتى لو كانت أمام التنور). حتى لو كانت تجلس أمام الفرن، وإذا دعاها لا تمتنع. وقال صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة باتت وزوجها عنها غير راضٍ، باتت والملائكة تلعنها حتى تصبح). وإذا كانت مريضة تعتذر، لأنه لو كانت هناك مودة بين الاثنين فالأمور ستكون على الرضا.


والإسلام يريد أن يكون هناك تفاهم بين الطرفين – فلو أنها مريضة وتعبانة لا بد أن تعتذر – لكن تتمنع وهى سليمة، يعنى تتعزز عليه!! – الإسلام ليس كذلك – إذا كانت مريضة فعلاً، الزوج لن يقول شيئاً، وإذا كانت مرهقة من العمل لا بد للزوج أن يقدر ذلك.


الكشف عند الطبيب: لا بد من وجود الزوج، فى الإسلام ممنوع أن تكشف امرأة عند الطبيب بمفردها، ولو كانت طبيبة تقول لها: بعد إذنك أحضر زوجى لكى تقولى له هذا الكلام.


الزوجة تستطيع أن تشكل زوجها كما تريد بالأسلوب الطيب، تشكل زوجها كما تريد، لكن التجهم، والعبوس، والكلام الآخر هو ما يأتى بالمشاكل.
بعض الأزواج أخلاقهم سيئة، الزوجة أيضاً تستطيع أن تغيِّره، لكن مهما كان سيئ الخلق فى الخارج يأتى لزوجته ويصبح كالطفل الصغير، المهم أن تكون حكيمة. الزوجة الناصحة تستطيع بكياستها ولباقتها أن تستحوذ على الرجل، وتجعله كما تريد – لكن بالكلمة الطيبة.


والحق الأخير: أن تعينه على برِّ أهله، خاصة أبيه وأمه. ولا تقول له: يا أمك يا أنا، يا أخوتك يا أنا، – هذا لا يجوز – تريد أن تدخل الجنة؟!! تساعده أن يدخل الجنة برضا أبيه وأمه، وتساعده على برِّ أهله وخاصة أبيه وأمه.


ثانياً: حقوق الزوجة على الزوج: سألت إمرأة النبى صلى الله عليه وسلم: ما حق الزوجة على زوجها؟ النبى صلى الله عليه وسلم قال: (أن يطعمها إذا جاعت، وأن يكسوها إذا تعرت، وألا يضرب الوجه، ولا يقبح، ولا يهجر إلا فى الفراش). ومعناه أنه إذا حدث خلاف لا يترك الحجرة وينام فى حجرة أخرى، لا، ينام فى نفس الحجرة ومعها، لكن هو فى مكان وهى فى مكان ليس هناك مانع.


ويوفر لها طلباتها الضرورية، الأكل مثل الوسط الذى هى فيه، والملبس مثل الوسط الذى هى فيه، والعلاج. بعض الرجال عندما تمرض زوجته يقول لها: إذهبى عند أبيك واجعليه يعالجك – وما لأبيها ولهذا؟ .. هل أبوها هو الذى يستفيد منها أم أنت الذى تستفيد؟!! وما ذنب أبيها؟!! واجب على الزوج الإنفاق عليها، وكل مستلزماتها يوفره لها حسب الوسط الذى هم يعيشون فيه، لا تكون هى من وسط عادى وتقول له أنا عايزة كذا وكذا!! وهذه الأمور ليست فى استطاعته، فالإسلام لا يوافقها على هذا الطلب.


واحدة تعيش بيننا والأمور ماشية، تقول له: لا أنا أريد شقة فى الأقصر، يقول لها أنت تعرفى أنى لا أملك شراء شقة فى الأقصر، فتقوم الزوجة تتعوج، الإسلام لا يوافقها على ذلك. لكن هو يوفر لها ضرورياتها بالوسط الذى هى فيه.


(ولا يضرب الوجه): فالإسلام نهى عن ضرب الوجه، وأنتن أيضاً لا تضربن الأولاد على الوجه أو على الرأس، الوجه ممكن الضربة تأتى على العين، وتضيع العين، ممكن الضربة تكون على الرأس شديدة فيضيع عقله، فنهى الإسلام عن الضرب على الوجه والرأس.


(ولا يعاملها بالألفاظ التى لا تليق): وهذه نوعية أخرى من الأزواج، لا يكلم زوجته إلا بالشتم -يا بنت كذا وكذا – هذا مخالف لشرع الله ونقول لها لماذا اخترتيه؟!! أنت التى وافقت عليه، لابد من السؤال عنه والتحرى عنه قبل الزواج.


الرجل الذى جاء للصحابى وقال له: إبنتى جاء لها ثلاثة أو أربعة رجال للزواج، لِمَنْ أزوِّجها؟ قال: زوِّجها لصاحب الخلق والدين، قال: لماذا؟ قال: إذا أحبَّها أكرمها، وإذا كرهها لم يُهِنْهَا، لأن الدين والأخلاق سوف تمنعه، لكن إحنا نسأل كم يقبض؟ ماذا عنده؟ كم معه؟ ولا نبحث عن ناحية الدين.


وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

:0041: