البيوقراطية
الايطار النظرى :-
البيروقراطية احدى الظواهر التى نشأت فى خضم الثورة الصناعية باوروبا لتثير الجدل بمدى قدرتها على تحقيق الاهداف الاساسية للمنظمة ولقد تعرضت لانتقادات شديدة من مفكرى الادارة فيما يتعلق بجوانبها السلبية فى قيادة المنظمة نحو بلوغ اهدافها اضافة الى تعرض مصطلح البيروقراطية الى تقولات واسعة انطلاقا من مفاهيم شائعة ومشوهة حتى ظن عامة الناس ان البيروقراطية هى المنظمة المتسمة بالروتين وعدم المرونة والمعاملة اللانسانية . الا ان ذلك يتنافى مع حقيقة البيروقراطية التى اسهمت بفاعلية فى تطور الفكر الادارى والممارسة التنظيمية وشكلت اضافة عظيمة لحركة الادارة العلمية خاصة خلال المراحل الاولى للثورة الصناعية وما رافقها من منافسة وعدم استقرار .
  • اصلها وبداياتها :-
اشتق مصطلح البيروقراطية من مقطعين هما ( بيروBureau ) بالفرنسية وتعنى المكتب الاخر (قراطية Gracy ) باليونانية وتعنى الحكم اى انها حكم المكتب ووفقا لذلك انها التمسك بحرفية القواعد والتعليمات والاسس بما قد يؤدى الى الابتعاد عن الجوهر ويمنع التصدى للمشاكل ومهمة ايجاد الحلول . ( د . بشير عباس العلاق 1981 ص 90 )
يعد عالم الاجتماع الالمانى ماكس فيبر ( 1864 – 1920 ) اول من استخدم هذا الاسلوب فى بدايات القرن قبل الماضى وقد هدف من خلاله الى وصف المنطمة المثالية التى تتميز بالرشد الكامل والتام وتحقيق اقصى درجات الكفاءة بعملياتها Robbin P. 309 stephenP

  • نبذة عن ماكس فيبر :-
هو رائد هذه الفكرة كان فى صباه يعمل بالجيش الالمانى وفى ذلك صفات الانضباط فى العمل العسكرى عمل بعد ذلك استاذ جامعى وتخصص فى علم الاجتماع كان يهتم بان المانيا قد تقدمت عليها دول كثيرة قادته هذه الفكرة الى صياغة فكرة تدور حول تطور المجتمعات وهى يمكن ان تتطور من خلال ثلاثة مراحل على اساس المصدر الذى يستمد منه الحكام السلطة او الشرعية وهى كالاتى :-
  • مرحلة السلطة التقليدية :- تحديد الوظائف فيها يكون تقليدى اى حق مورث وهى ادارة بدائية لاتحتاج الى تخصيص العمل الادارى يعتمد على التجربة والخطأ الوظيفة ملك شخصى لشاغلها
  • مرحلة السلطة الكرزماتية :- الاشخاص الذين يتقلدوا الوظائف فى هذه المرحلة يتميزون بقوة الشخصية والقدرة على التأثير.
  • مرحلة السلطة القانونية :- تقلد الاشخاص للوظائف حسب الكفاءة والتوصيف الوظيفى ووفق القانون وتتوفر فيهم التأهل والتخصص والجدارة .
ان اهتمامات ماكس فيبر الاساسية تتجلى بدراسة المتغيرات الاجتماعية والنفسية التى تزامن انشطتها مع اكتشاف العواقب التنظيمية لبلوغ النتائج وقد قام فيبر من خلال نموذجه بطرح العقلانية او الية الرشد للتنظيم البيروقراطى كحل للتعقيدات المتلاحقة التى تواجه المنظمة . Simon 1958 P36
  • خصائص البيروقراطية :-
يقوم النموذج البيروقراطى فى رأى ماكس فيبر على الافتراضات والخصائص التالية :-
  1. تقسيم العمل والتخصص الوظيفى وتوزيع الاعمال على الموظفين بصورة رسمية وباسلوب ثابت ومستقر .
  2. وضوح خطوط السلطة عن طريق التسلسل الرئاسي وتقسيم التنظيم الى مستويات تتخذ الشكل الهرمى Hierarchy تتشرف المستويات العليا على انشطة المستويات الدنيا .
  3. اتباع نظام الجدارة فى التعيين وترقية العاملين ويتابع العاملين مسلكهم الوظيفى فى المنظمة حتى النهاية واعتبار الادارة مهنة تحتاج للتأهل والتدريب مع سيادة العلاقات الرسمية بعيدا عن العواطف والتحيز .
  4. وجود قواعد وتعليمات محددة لسير العمل تتصف بالشمول والعمومية .
  5. الاهتمام بالتوثيق وتنظيم السجلات وحفظ المستندات .
  6. دفع مرتبات وتعويضات عادله للعاملين .
  7. فصل تام بين العمل والحياة الشخصية منعا لاى تداخل وتأثير على الاداء الوظيفى . (StephenP . Robbin 1990 P310 )
ان افكار هذه النظرية تتسم بالانضباط والمثالية والدقة وتؤمن باستخدام السلطة والسيطرة على المرؤوسين وهى بذلك تتناسب مع مواصفات الجهاز الادارى المثالى التى تصلح لضبط العمل فى المنظمات الحكومية وبذلك فهى تتصف بالرشد وتمتاز بالاتى :-
  • الدقة – كل شئ مكتوب.
  • الوضوح.
  • السرعة والعقلانية والرشد فى الاداء وذلك بنمطية الاداء.
  • العامل يستطيع ان يكتسب خبرة ومهارة فنية فى العمل عن طريق التدريب ونمطية العمل وتكرار التطبيق للوائح فهو على المام جيد بتفاصيل لوائح العمل.
  • خفض الاحتككات بين العاملين وذلك نسبة للتخصص والتقسيم وكتابة المهام.
  • خفض التكلفة تكلفة العمل .
  • الانضباط فى العمل وخضوع المرؤوس للرئيس .
بالنسبة للاجهزة الادارية فى السودان تعتبر هذه المواصفات فعَالة من حيث بعض الاشياء أو الخصائص مثلا الضبط فى جميع نواحى العمل الادارى والتوثيق وغير ذلك ولكنه فى بعض الجوانب غير فعَال بسبب الروتين وتعقيد العمل لابعد الحدود والتزرع بالقوانين واللوائح والنظم وشخصية المدير الروتينية المحدودة والمحجمة كل ذلك يؤدى الى عدم التفكير وعدم القدرة على اتخاذ القرار فى الوقت المناسب . ان كل العيوب التى نجدها فى المؤسسات الحكومية السودانية ماهى الا انعكاس لعيوب البيروقراطية . وفى رأى الشخصى هناك عيوب واضحة فى الاجهزة الحكومية السودانية نتاج لتطبيق النظرية وهى :-
  1. تضخم الاعباء الروتينية والاوراق والتوقيعات والاختام والرسوم .
  2. عدم اهتمام الموظفين بمصالح المنظمة حيث ينصب اهتمامهم على الاجراءات وليست تحقيق الاهداف .
  3. شعور العاملين بانهم يعاملون كالالات وانتقال نفس الشعور لمن يتعاملون معهم من العملاء.
  4. تحجر الشعور وتجمده بسبب الالتزام بالاجراءات .
  5. القضاء على روح المبادأة والابتكار النمو والتطور الشخصى .
اخيرا اقول هى يمكن ان تكون ايجابية فى بعض الجوانب وسلبية فى البعض الاخر .
المراجع :-
(1) Robbins , StephenP . organization Theory and Design – South Westren Thomosn learnig USA200
(2) March,James and Simon,Harbert – organization John Wiley 1958
(3) د . على السلمى تطور الفكر التنظيمى وكالة المطبوعات الكويت 1975
(4) العلاق د . بشير عباس- معجم مصطلحات العلوم الادارية الموحد الدار العربية للموسوعات ط1 بيروت 1983
* عمار احمد بلال – ماجستير الادارة – الدفعة الرابعة – جامعة البحر الاحمر