طالب العالم الدكتور أحمد زويل، الحاصل على جائزة نوبل، رئيس الجمهورية القادم، والحكومة، ومجلس الشعب، بتبنى رؤية وآليات جديدة لتطوير التعليم والبحث العلمى، بعيداً عن الآليات القديمة.

وأكد زويل، أمام لجنة التعليم بمجلس الشعب، اليوم، على ضرورة زيادة ميزانية التعليم والبحث العلمى فى مصر، لافتا إلى ضرورة وضع الإنفاق على التعليم على رأس أولويات الدولة، مشيرا إلى أن مصر تملك كنزاً بشرياً فى الجامعات المصرية، وليست عبئاً كما يعتبرها البعض دائماً.

وقال زويل "لا يملك أحد عصا سحرية لحل قضية التعليم بمن فيهم أنا، وتلك المعاناة منتشرة فى العالم أجمع، ولا تقتصر على مصر، فأمريكا تناقش إمكانية الارتقاء بوضع التعليم فيها ليلحق بنظيره فى الصين"، موضحاً أن مصر تمتلك موارد طبيعية عظيمة، لكننا بحاجة إلى خريطة موارد بشرية صحيحة.

وشدد زويل، على ضرورة محو الأمية للشعب المصرى بالكامل خلال 3 سنوات على حد أقصى، ومشاركة الأسرة فى تعليم الطالب، بإرشاد أبنائهم وحثهم على استخدام التكنولوجيا الحديثة بشكل سليم ونافع، لا أن يستخدموها فى الترفيه والتسلية، وألا يقتصر دورهم على توفير الأموال لدروسهم الخصوصية، أو إدخال أبنائهم فى المدارس الخاصة، قائلاً "إذا أصبحت التكنولوجيا للمصرى وسيلة للتسلية فقط، فذلك أمر خطير".

وفيما يتعلق بالتعليم العالى فى مصر، أكد زويل، على ضرورة مواجهة سياسات الاستيعاب فى الجامعات، منتقداً ازدحام الطلاب بالجامعات المصرية، مما يؤدى إلى خلق فجوة بين الطالب والأستاذ، وهو ما يتطلب تغيير المنظومة العلمية- على حد قوله- بحيث يتم تمكين الطالب من التفاعل والتعلم بطريقة تحترم عقله، قائلاً "نحن بحاجة إلى زيادة الميزانية بجانب تغيير الفكر، لأن زيادة الميزانية بدون منظومة جديدة لن يجدى شيئاً"، مؤكداً ضرورة إعداد قانون جديد لتنظيم الجامعات.

ويرى زويل ضرورة وضع مجموعة من الأساسيات للتغلب على الصعاب التى تواجه نهضة البحث العلمى فى مصر، ورفع مستوى معيشة القائمين على البحث العلمى فى مصر، وإعادة صياغة القوانين الخاصة بالبحث العلمى وإعادة التقييم للأساتذة.

وأكد الدكتور زويل، على أنه يحاول منذ 15 عاماً الاستفادة من المعرفة التى حصل عليها على المستوى العالمى فى قضية التعليم، مشيرا إلى أن قضية التعليم ترتبط بالاقتصاد والسياسة وكل شىء، فالعلماء على مستوى العالم يستطيعون معرفة التركيبة الجينية للفيروس خلال ثوانى، لافتا إلى أن انتشار الفيروسات، سواء أنفلونزا الطيور وغيرها، تعد من أخطر ما يواجه العالم، مشيرا إلى أن العلماء هم من غيروا فى التركيبة الجينية لفيروس أنفلونزا الطيور لينتقل من الطيور للإنسان، مؤكدا أهمية وقوة البحث العلمى بالنسبة للأمن القومى المصرى.

وأشار زويل إلى الوضع السيئ للتعليم فى مصر، يتضح فى زيادة نسبة الأمية، والزحام والتكدس داخل الجامعات، قائلا "ننفق فى التعليم الأولى 500 دولار سنويا على الطالب الواحد، بينما تنفق بعض الدول فى المرحلة الابتدائية ما لايقل عن 7 آلاف دولار سنويا، منتقداً تدنى ميزانية البحث العلمى فى مصر، مقارنة بدول أخرى صاعدة، حيث تترواح ميزانية التعليم فى مصر ما بين 0,2% إلى 0,5%، بينما دولة مثل سنغافورا تنفق 7%،
مؤكدا على عدم قبوله بوجود ما يقرب من 40% أو 35% أمى فى مصر.

وكشف الدكتور زويل، عن أنه وعلى مدار 12 عاماً حاول جاهدا البدء فى إنشاء المدينة العلمية فى 6 أكتوبر، لكن النظام السابق لم يسمح له خلال تلك المدة سوى بوضع حجر الأساس.

من جانبه، أكد النائب شعبان عبد العليم، رئيس لجنة التعليم، على ضرورة الاهتمام بالقضية التعليمية فى مصر، مشيرا إلى أن اللجنة دأبت على مخاطبة الخبراء من أجل أخذ آرائهم حول إصلاح المنظومة التعليمية، كاشفاً عن إرسال اللجنة عدداً من الخطابات لرؤساء الجامعات والأساتذة بالمجالات المختلفة، لوضع استراتيجية جديدة للتعليم.