ليس المؤمن بطعّان ولا لعّان ولا فاحش ولا بذئ


منذ بداية الثورة وأنا أتابع على التويتر الكثير من الشباب الذي خرجوا إلى المظاهرات ولكن بعد إنتهائها فوجئت بسيل من السباب
البذئ الذي انتشر وأصبح عادة يستخدمه الناس للتعبير عن إعتراضهم على شئ ما. أي شئ صغيرا كان أم كبيرا وهذه اللغة طالت الفايس بوك أيضا وأصبحت الموضوعات الإخبارية المثيرة للجدل تمتلئ بالتعليقات الخارجة وأحيانا يشترك الفتيات فيها وليس الشباب فقط.

قام المجلس العسكري ومجلس الوزراء بعمل صفحة على الفايسبوك من أجل إحترام الشباب والوصول لهم بأسلوبهم ولكنهم لم يقوموا بعمل الصفحات من اجل استقبال ألوان السباب وكأنهم قد بنوا صفحة على قارعة الطريق ليتلقى من كل من هب ودب ما لا يصح.

أصبح السب حق للجميع وأصبح مخاطرة تهدد الجميع لأنك إذا خالفت رأيا ستصبح ضحية لهذه التعليقات التي لا ترحم كبيرا أو صغيرا ولا تذكر لأحد معروفا أو تحترم منصبا أو عقيدة. لقد أصبحت تلك أخلاق الفايس بوك. لم يعد هناك من يناقش بل هناك من يسب بأفظع الشتائم لمجرد سماع خبر من مصدر مشبوه لم يتم التأكد منه حتى إن إنتفى الخبر ظلت الفئة التي وقع عليها السب تحمل في نفسها غضاضة ولها كل الحق في هذا. من الذي اعتقد أن حريته تعني أن من حقه أن يسب الجميع. إنها بذاءة وليست حرية وإن المسلم ليس ببذئ.

عن عبد الله بن مسعود ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " :
" ليس المؤمن بطعّان ولا لعّان ولا فاحش ولا بذئ " رواه الترمذي والحاكم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة ، من تركه الناس لشره ، واشرّ منه من أكرمه الناس اتقاء شره" رواه البخاري

ما هي البلطجة؟ إنها إكراه الناس على أفعال لا يرضون بها بأساليب تخويف مختلفة منها البذاءة. أليست بذاءة النت بلطجة لتخويف طرف وإجباره على الخضوع لرأي الطرف الآخر.

هذا السب منكر وعلى المسلم الحقيقي أن يسعى لتغيير هذا المنكر إما بيده كأن يكون الشخص تحت إمرته كإبنه أن زوجته فيكفهم عن هذا الفعل أو بالنصيحة إذا كان الفاعل صديق أو زميل أو ما إلى ذلك أو أن يكون غريبا ولا يصلح معه إلا أضعف الإيمان وهو التعيير بالقلب وهو ما قال عنه الشيخ الشعراوي أنه "المقاطعة" لأن للمقاطعة تأثيرا كبير حين يشعر المرء أنه منبوذا من المجتمع بسبب أفعاله فيعود عنها كي يستطيع الحياة بين الناس مرة أخرى.

وفي رأيي أن المقاطعة على الفايس بوك تعني حذف الأصدقاء الذين لا يرضون عن السب والبذاءة بديلا وهذا هو التغيير بالقلب. فلنكن حازمين مع كل من لا يعرف أصول الحوار والحديث ولنا حرية أن نسمع ما نريد.

بقلــــم داليــــا رشــــوان