أظهرت دراسة أجريت في جامعة ستانفورد أن الأطفال الذين يواجهون صعوبة في حل الرياضيات لديهم اختلاف في وظائف الدماغ.

فعندما يتعلق الأمر بالمعادلات والصيغ الرياضية لدى طلاب الصف الثاني والثالث، فإنه يبدو أن ما كل ما عليك أن تخافه هو الخوف نفسه، حيث تظهر أنشطة الدماغ المرتبطة بمشاعر الذعر والخرف انخفاضا في نشاط الدماغ في الجزء الذي يعالج الرياضيات.

وتعد هذه الفرضية مثيرة للاهتمام، وإذا ثبتت صحتها فسوف تساعد الأطفال الذين يعانون من مشاكل في حل الرياضيات عن طريق تقديم استشارة، وبالتالي زيادة قدراتهم.

وأكد قائد الدراسة بروفيسور علم النفس والسلوك في جامعة ستانفورد، فينود مينون "جزء الدماغ الذي يستجيب للمواقف المخيفة مثل رؤية عقرب أو عنكبوت، هو نفسه أيضا الجزء الذي يظهر استجابة عالية عند الأطفال الذين يصابون بتوتر عالي عند حل الرياضيات. وحالة التوتر هذه معروفة منذ وقت طويل إلا أنها لم تدرس سابقا من ناحية مدى تأثيرها على الطلاب، وخاصة الصغار منهم، عند بناء مهارات حل الرياضيات"

استخدم د. مينون وفريق من الباحثين تصوير الرنين المغناطيسي لفحص وظائف الدماغ لما يقارب 50 طالبا يعانون من توتر عالي أو قليل من حل الرياضيات. كما خضع الأطفال لاستبيانات خاصة لتقييم حالة التوتر من حل الرياضيات لديهم، بالإضافة إلى اختبارات قياسية للذكاء والإدراك.

وأظهرت نتائج هذه الدراسة أن التوتر عند حل الرياضيات هو توتر عصبي حيوي كأي توتر أو حالة رهاب. ونظريا، قد تنطبق هذه العملية على كل الأمور التي يجد فيها الأطفال والكبار صعوبة في التعامل معها.

في كلتا مجموعتي التوةر العالي والتوتر القليل عند حل الرياضيات أظهرتا اختلافا في الأداء. الأطفال الذين يعانون من توتر عالي عند حل الرياضيات، كانوا أقل دقة وأبطأ بشكل كبير في حل المسائل الرياضية من الأطفال الذين يعانون توترا أقل عند حل الرياضيات. وتدل هذه النتائج على أن توتر الرياضيات يعطل قدرة الدماغ على معالجة المعلومات وقدرته على اخراج نتيجة مسألة رياضية. وربما تكون عملية الشعور بالخوف، على طريقة الحيوان في النجاة والبقاء، قد أنشأت الدماغ على أن يتصرف بطريقة عفوية وبديهية في الحلات المخيفة بدلا من الطريقة المنطقية والحسابية.

ويرى الباحثون أن الدراسات والأبحاث المستقبلية قد تتعمق في تأثير التوتر بشكل عام على كيفية وأداء وقدرة الدماغ على معالجة المعلومات.