إخواني إن فقدوا وجهي فلا يفقدوا معروفي

جاء في "تهذيب الكمال" (22/37) في ترجمة التابعي الجليل عمرو بن سعيد بن العاص أبي أمية القرشي الأموي المدني المعروف بالأشدق رحمه الله تعالى ما نصه:

«عن عبد الملك بن عمير، عن أبيه قال: لما حضر سعيد بن العاص الوفاة جمع بنيه، فقال: أيكم يكفل ديني؟ فسكتوا.

قال: ما لكم لا تكلمون؟
فقال عمرو الأشدق وكان عظيم الشدقين: وكم دينك يا أبة؟

قال: ثلاثون ألف دينار.

قال: فبم استدنتها يا أبة؟

قال: في كريم سددت فاقته، وفي لئيم فديت عرضي عنه.

فقال عمرو: هي عليَّ يا أبة.

فقال سعيد: مضت خَلَّةٌ وبقيت خلتان.

فقال عمرو: وما هما يا أبة؟

قال: بناتي لا تزوجهن إلا من الأكفاء ولو بعُلق الخُبز الشعير.

فقال: وأفعل يا أبة.

قال سعيد: مضت خلتان وبقيت خلة واحدة.

فقال: وما هي يا أبة؟

فقال: إخواني إن فقدوا وجهي فلا يفقدوا معروفي.

فقال عمرو: وأفعل يا أبة.

فقال سعيد: أما والله لئن قلت ذلك، لقد عرفت ذلك في حماليق وجهك وأنت في مهدك.

ثم قال سعيد: ما شتمت رجلاً منذ كنت رجلاً، ولا كلفت من يرتجيني أن يسألني، لهو أمَنّ علي مني عليه إذا قضيتها له إذ قصدني الحاجة».