[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]


بعد شيوع أفكار (التمتين®) من خلال المحاضرات وخلاصات، صرت أتلقى المزيد من الدعوات، ليس فقط لإلقاء محاضرات، وإنما لإرشاد المديرين والمتدربين على طريق النجاح. وكان مما لاحظته في لقاءات التدريب الشخصي الأخيرة هو أن المديرين الذين أرشدهم يحضرون وفي جعبتهم الكثير من الأسئلة متوقعين الإجابات الصحيحة. لكنهم يفاجأون بأن التدريب الشخصي الموجه نحو الأهداف المهنية والحياتية يقوم أساسًا على طرح عشرات الأسئلة التي على المتدرب أولاً أن يجيب عنها.

فما هو السر في تركيز التوجيه الشخصي على إثارة الأسئلة أكثر من تقديم الحلول والإجابات؟ يكمن السر في أن التعلم والتأقلم والتغيير والتطوير كلها أفعال إيجابية يجب أن تنبع من الداخل. فالتغيير الذي لا يصدر من الداخل، لا يغير. فضلاً عن أن الإنجازات الإنسانية، والنجاحات واكتساب المعارف العلمية والرؤية الفكرية والتمتع بالثروات المالية تبدأ دائمًا بفكرة أولية. يستطيع أي إنسان أن يعطيك فكرة، ولكن من المستحيل أن يعطيك معها تلك المسؤولية الأبدية التي يجب أن تتحملها أنت تجاهها. فلو استثنينا المناصب التي يتقلدها المنافقون، والثروات المنهوبة التي يسلبها الفاسدون، فليس هناك دخل عالي ورفاهية بدون مسؤولية، وليس هناك نجاح حقيقي وطبيعي وممتع ومشبع، بدون جهود وتضحيات ومسؤوليات.

السؤال الذي يتكرر في كل حالات التدريب الشخصي هو: لدي فكرة رائعة لمشروع مهم، ولا أدري ماذا أفعل! وبدلاً من تقديم النصيحة، يكون الرد بسؤال: ولماذا لا تفعل؟ لماذا لا تنفذ فورًا؟ وكثيرًا ما تكون الإجابة: أخشى أن أفشل! أو: ربما أن الوقت غير مناسب! أو: لا أعرف كيف ومن أين أبدأ! وهذا هو ما أسميه "الخوف المألوف"، وهو دائمًا خوف من لا شيء. وكلنا نخاف من هذا اللاشيء.

وهنا أيضًا لا توجد إجابات؛ بل المزيد من الأسئلة: هل تعرفون الفرق بين الهزيمة والفشل؟ كلنا نتعرض لهزائم مرحلية دون أن نفشل! فلا يفشل إلا من يستسلمون للهزيمة. وهناك فرق بين الرغبة في النجاح، وبين الأمل في النجاح، أو تمني النجاح. فالسر واضح؛ الخوف من الفشل حالة ذهنية لا تستحق أكثر من الخوف. لا ضير في أن نخاف قليلاً، ثم نحرك جيوش رغبتنا الجامحة في طلب العلا، لندحر الخوف، وننحي التردد جانبًا.

وفيما يتعلق بالتوقيت الملائم للتنفيذ، فالوقت لا يكون مواتيًا أبدًا، بل نحن الذين نجعله كذلك. الوقت المواتي هو الآن، لمن يملكون الرغبة الحقيقية والعزيمة والإرادة. الوقت دائمًا مواتي للمغامرين والشجعان؛ لمن سيدفعون ثمن النجاح، أو لمن هم على استعداد لدفع الثمن، إذا ما اقتضى الأمر أو شاء القدر.

في كتاب "السبب قبل الذهب" والذي لا أنفك أستشهد بقصصه وعبره ودروسه، يقول الحكيم للبطل: "عندما نريد شيئًا بحق، نريده بصدق، يتآمر العالم معنا فنحقق ما نريد." العالم والناس والظروف والمصادفات والمتغيرات والتطورات وقواك وعزائمك الداخلية، تقف دائمًا في صفك، لأنك مغامر، ولأنك مثابر، ولأنك شجاع.

فهل لديك فكرة؟ وهل تبحث عن السر لكي تضعها حقًا موضع التنفيذ؟ ليست هناك أسرار! وليست هناك آبار تستخرج منها الأسرار! هناك فقط إيمان برسالة! والإيمان كامن في داخلك، فسرك في بئرك! هناك فقط إصرار وأدوار يجب أن تلعبها! فإن كانت لديك فكرة تريد تنفيذها غدًا أو بعد شهر أو بعد عام؟ سأعطيك سرًا واحدًا: "نفذها .. الآن."

نسيم الصمادي