عمليات إدارة المعرفة:
إن نشاطات المنظمات الاقتصادية تعاملت مع المعرفة من خلال وجهتي نظر:الأولى كونها شيئا وركزت على حقيقة المعرفة الموجودة في المورد البشري.
أما وجهة النظر الثانية فتعاملت مع المعرفة كعملية لعا كينونة اقتصادية يمكن إيجادها وتراكمها.
وعلى ضوء ذلك نجد أن مختلف الباحثين اختلفوا حول عدد عمليات المعرفة وعلى ترتيبها وعموما يمكن إجمال عمليات إدارة المعرفة في النقاط التالية:
1-تشخيص المعرفة:إن تعريف المعرفة الحرجة داخل المنظمة عن الزبائن والسوق أو المنتج تعتبر الخطوة الأولى لإدارة المعرفة ثم البحث عن مكان وجودها :هل توجد في رؤؤس العاملين أم في النظم أم في الإجراءات؟
وانه لتحقيق الهدف الثاني لإدارة المعرفة وهو ابتكار المعرفة لابد من الفهم والمقارنة بين موجودات المعرفة الحالية في المنظمة ،وموجودات المعرفة المطلوبة للمنظمة ،إلى جانب ذلك يجب لوضع إطار عام للقيمة المضافة لإدارة المعرفة

توضيح القيمة ذات العلاقة من حيث تعريفها وتقييمها ،ثم اختيار مصادر المعرفة التي تزود عناصر القيمة المحددة بالمعرفة المطلوبة وبعدها يتم اكتساب المعرفة وتنظيمها وتمكين العاملين من استخدامها ونقلها.
2-اكتساب المعرفة :بعد عملية التشخيص تأتي عملية اكتساب المعرفة من مصادرها المختلفة ،وهي إما داخلية مثل مستودعات المعرفة أو حضور المؤتمرات والندوات والنقاش والاتصال بين جماعات العمل والمدير الأقدم والزبائن والعاملين ،أو من بيانات أساسية مثل البيانات المالية والاقتصادية التي يتم من خلالها نقل المعرفة وتحويلها من ضمنية إلى واضحة والعكس ،وينتج عن ذلك إبداع المعرفة التنظيمية ،وقد تكون مصادر خارجية تتولى إدارة المعرفة إحضارها عبر الحدود التنظيمية أو المشاركة فيها مثل المؤتمرات والشبكة العالمية مثل الانترنت ،أيضا من استقطاب العاملين الجدد.
وبالنسبة إلى قنوات اكتساب المعرفة فان استقطاب العاملين الجدد وخاصة المتميزين منهم والشبكات الخارجية مثل مؤسسات البحث العلمي فهي تمثل أكثر من تجميع للبيانات إنها تجميع للمعرفة المتراكمة.
3-توليد المعرفة:توليد المعرفة يعني إبداع المعرفة عند عدد من الكتاب ،ويتم ذلك من خلال مشارك فرق العمل وجماعات العمل الداعمة لتوليد رأس مال معرفي جديد في قضايا جديدة تساهم في تعريف المشكلات وإيجاد الحلول الجديدة لها بصورة ابتكاريه مستمرة ،كما تزود الشركة بالقدرة على التفوق في الانجاز وتحقيق مكانة سوقية عالية مثل تطوير مهارات المهنيين ومساعدة الإدارة في توظيف المواهب والاحتفاظ بها ،وهذا ما يعزز ضرورة فهم أن المعرفة والابتكار عملية مزدوجة ذات اتجاهين:فالمعرفة مصدر للابتكار والابتكار عندما يعود يصبح مصدرا لمعرفة جديدة.
وفيما يلي توضيح مختصر لعملية توليد المعرفة:
المعرفة المشتركة:تتولد من خلال مشاركة المعرفة الضمنية بين الأفراد عند مزاولة العمل.
المعرفة الخارجية المجسدة:تتم من خلال تحويل المعرفة الضمنية إلى معرفة واضحة.
المعرفة التركيبية:تتم بتحويل المعرفة الواضحة إلى معرفة واضحة من خلال الاتصال بين الجماعات.
المعرفة الداخلية:تتم من خلال تحويل المعرفة الواضحة إلى معرفة ضمنية.
4-تخزين المعرفة:أي الاحتفاظ بها :
عملية تخزين المعرفة تعود إلى الذاكرة التنظيمية والتي تحتوي على المعرفة الموجودة في أشكال مختلفة بما فيها الوثائق المكتوبة والمعلومات المخزنة في قواعد البيانات الالكترونية ،والمعرفة الضمنية المكتسبة من الأفراد وشبكات

العمل،وأنه مع الزمن تتراكم المعرفة التنظيمية إذ تلعب تكنولوجيا المعلومات دورا مهما في تحسين توسيع الذاكرة التنظيمية واسترجاع المعلومات والمعرفة المخزنة.
ويمثل تخزين المعرفة جسرا بين التقاط المعرفة وعملية استرجاعها ،فالكثير من القيمة المتحصلة لإدارة المعرفة ناتج من خلال عناصر المعرفة المختلفة وموضوعاتها وضرورة الربط فيما بينها وإدامتها وتحديثها.
5-تطوير المعرفة وتوزيعها:إن تطوير المعرفة يركز على زيادة قدرات وكفاءات عمال المعرفة وهذا يقود إلى ضرورة الاستثمار في رأس المال البشري الذي ينعكس على قيمة المنظمة ،ويساعدها في ذلك جذب واستقطاب أفضل العاملين في مجال المعرفة من سوق عمل المعرفة الذي يتميز بالمنافسة العالية.
أما توزيع المعرفة فانه ما لم تقم المنظمة بتوزيع المعرفة بشكل كفؤ فلن تولد عائدا مقابل التكلفة.
وتستخدم الشركة قنوات توزيع للمعرفة بعضها رسمي مثل :جلسات التدريب والاتصال الشخصي ،والبعض الآخر غير رسمي مثل :حلقات الدراسة لكن هذه الأخيرة لا تعطي ضمانة أكيدة على انتقال المعرفة إلى كل الأعضاء.
6-تطبيق المعرفة:إن المعرفة تأتي من العمل وكيفية تعليمها للآخرين حيث تتطلب المعرفة التعلم والشرح والتعلم يأتي عن طريق التجريب والتطبيق مما يحسن مستوى المعرفة ويعمقها ،وعلى ضوء ذلك فانه يجب أن يؤخذ تطبيق المعرفة في المقام الأول وانه لا يوجد عمل بدون أخطاء وما على الشركة إلا أن تستوعب ذلك ،وان نظام المعرفة الكفء لا يكفي لضمان النجاح في الشركة لكنه بمثابة خطوة ايجابية للتعلم وان القوة فيه تكمن في استخدامه ،ولن تقود عمليات الإبداع والتخزين والتوزيع إلى تحسين الأداء التنظيمي ،وخاصة في العملية الإستراتيجية في تحقيق الجودة العالية للمنتجات والخدمات لمقابلة حاجات الزبائن لذلك فالمعرفة قوة إذا طبقت .