مؤسسة بلا مدير !!
بقلم : عماد الحاج

ينشغل الكثير من المدراء بأعمال تنفيذية بحتة ككتابة بعض الرسائل على الحاسوب و تنسيقها أو إجراء بعض التعديلات الفنية على ملفات أخرى .. فيقع في متاهات التنسيق ومشاكل الحاسوب الكثيرة .. وقد تأخذ هذه العملية من وقته الكثير .. وينشغل غيرهم بإجراء بعض المشتريات بشكل ذاتي .. فيخرج إلى السوق .. ويستطلع الأسعار .. ويشتري ما يراه مناسبًا حتى الأمور التي يجهلها يقوم بشرائها .. فيقع في متاهات مالية أو فنية !!
وآخرون ينشغلون في أمور أخرى .. ليست من مهامهم .. أملاً إشغال نفسه في شئ مفيد !!
منذ زمن طويل اعتبر علماء الإدارة أن المدراء أو القادة أو ما يسمى بالإدارة العليا مهامهم الأساسية هي التخطيط والتنظيم والتطوير والإشراف وإدارة الأزمات واتخاذ القرارات .. وليس من مهامهم الأساسية القيام بالأعمال التنفيذية التي تخص الجهات الفنية المتخصصة ..
إن انشغال الإدارة أو المدراء بتلك الأعمال التنفيذية التقليدية .. يعني إهدار مزيد من الوقت في أعمال يمكن أن يقوم بها أشخاص فنيين متخصصين تمرسوا وتدربوا على مثل هذه الأعمال في وقت أقل وجودة أعلى .. ويعني أيضًا عدم القدرة على التفويض الفعال .. وإهمال في تحمل المهام الأساسية للمدير .. وترك المؤسسة تسير كالساقية !!
إن المؤسسة التي لا يكون لها أهدافًا واضحة .. ولا تضع لنفسها خططًا إستراتيجية .. أو تنفيذية .. هي مؤسسة تعمل بلا تخطيط .. و المؤسسة التي تعمل على نفس الوتيرة .. بلا تطوير .. بلا تحسن .. أو سرعة في الإنجاز .. وبدون حل جذري للمشاكل التي تواجهها .. هي مؤسسة تعمل بلا قيادة !!
كثير من المدراء يمكنهم قيادة السفينة في البحر الهادئ .. فهي نزهة يقضونها في الغرف الفارهة .. ولكن كم منهم يستطيع قيادتها في المحيط المتلاطم الأمواج وفي ظل العواصف والأمطار والأزمات !
إن للمدراء مهامًا كبيرة .. أكبر مما يتخيلون .. مهامًا في التخطيط وإدارة التنظيم وتشكيل فرق العمل .. ومهامًا أخرى في صنع القرار وإدارة الأزمات .. وأخرى تتعلق بالتفويض والاتصال والتحفيز والتحقق من تحقيق الأهداف المرسومة .. أما إن كان المدراء يجهلون ذلك .. أو لا يستطيعون فعل ذلك .. فهذا يعني أن المؤسسة .. بلا مدير