المصدر : وحدة المعرفة Knol
تبرز أهمية إدارة العمليات كأحد أهم الوظائف الادارية في منظمات الاعمال الحديثة في انها تمثل القلب النابض بالحيوية ، والمنبعث على العمل الدؤوب ، كونها تمثل الجوهر الحقيقي لنشاط المنظمة من جانب ، وأنها تعمل على بناء التكامل الشمولي بين وظائف المنظمة الاخرى كالتسويق والمالية والانتاج من جانب آخر. فغالبا ما تعمدهذه الادارة على تحديد وضع المنظمة التنافسي في السوق من خلال تحديد الانشطة التي تضيف قيمة مضافة للمنتج او الخدمة وذلك لاشباع احتياجات العملاء. ولعل اهمية هذه الادارة تاتي ايضا من انها تنظر الى البناء التنظيمي للمؤسسة أو المنظمة من جذوره ، وتعتمد على إعادة هيكلة وتصميم العمليات الإدارية وذلك بهدف تحقيق تطوير جوهري وطموح في أداء المنظمات يكفل تحقيق ما يلي:

1-سرعة الأداء. 2-تخفيض التكلفة. 3-جودة المنتج. ومن أشهر وأبسط تعاريف إدارة العمليات هو التعريف الذي أورده معهد ادارة العمليات في المملكة المتحدة ، والذي ينص على أن إدارة العمليات هي إعادة التفكير بصورة أساسية وإعادة التصميم الجذري لانشطة المنطمة مما يضمن تحقيق قيمة اضافة على المنتج او الخدمة الرئيسية بالمنظمات لتحقيق نتائج تحسين هائلة في مقاييس الأداء العصرية والمتمثلة بالخدمة والجودة والتكلفة وسرعة إنجاز العمل.
ولتبسيط هذا التعريف فإنه يمكن ملاحظة اشتماله على أربعة عناصر أساسية وهي:

  1. إعادة التفكير بصورة أساسية (Fundamental Rethinking) .
  2. إعادة التصميم بصورة جذرية: فإدارة العمليات تسعى إلى حلول جذرية لمشاكل العمل لا حلول سطحية ومؤقتة.
  3. نتائج تحسين هائلة: فإادارة العمليات تسعى إلى تحقيق نتائج هائلة من التحسين في مقاييس الأداء المختلفة ولا تكتفي بالتحسين الطفيف للأداء. ولذلك نجد ان ادبيات تلك الادارة انطوت على تحديد مفهوم واضح للجودة Quality ، بأعتبارها جزءا هاما من عناصر تقديم المنتج او الخدمة للمستهلك النهائي مما يضمن تحقيق اعلى درجات الاشباع لاحتياجاته .
  4. الانشطة الرئيسية والقيمة المضافة (Activities and Value- Added): تتميز إدارة العمليات بتركيزها على الانشطة وليس الإدارات ، فالعمليات أشمل وأكبر وتغطي سلسة الإجراءات المتعلقة بالعمل ابتداءً من طلب العميل وانتهاءً بتقديم الخدمة المطلوبة مروراً بكافة الأقسام والإدارات ذات العلاقة بما يحقق الصورة الكبيرة والشاملة لأعمال المنظمات.

وبوجه عام ، فإن تلك الاهمية التي توليها االادارة العليا في منظمات الاعمال لتلك الوظيفة تتأتى من التكامل الشمولي الذي توجده هذه الوظيفة داخليا وخارجيا ، ومن الحرص الذي تعنى به في تحقيق التناغم بين الادارات الاخرى لتحقيق الهدق الكلي لمنظمة الاعمال وصولا الى تنفيذ رؤيتها ورسالتها . الكفاءة في ادارة العمليات Efficiency in Operations Management عادة ما يعبر عن الكفاءة في ادارة العمليات على انها الانتاجية Productivity والتي يرمز لها بعلاقة المخرجات للمدخلات الممثلة بعناصر العملية الانتاجية كما في العلاقة ادناه:
Productivity = Output / Labor + Material + Energy+ Capital + Miscellaneous
إلا ان الكفاءة تشير الى البعد الاداري في تحقيق الاعمال على نحوها الافضل Doing the jobs well ، وذلك من خلال الاستخدام الامثل للموارد المتاحة للحصول على افضل العوائد باقل التكاليف وأقل معدلات التلف Waste. وفي هذا المضمار نقول : ان تسخير الموارد المتاحة لدى منظمة الاعمال ينبغي ان يكون ضمن الحدود التي تضمن كلا من تحقيق الاشباع Satisfaction لدى العملاء للوصول بهم الى حالة الرضا عن تلك الخدمة وتحقيق التوازن الداخلي لموارد المنظمة ، فهذا يضمن للمنظمة ان تحافظ على ولاء عملائها بتقديم احتياجاتهم من الخدمات بالسرعة والجودة الملائمين لهم . وقد ركزت إدارة العمليات الحديثة على تلك المفاهيم باتخاذها كافة الوسائل والسبل التي من شانها ان توفر المطلوب باقل زمن واقل كلفة مما يعود على كل من المنظمة بالربح وعلى المستهلك بالوصول به الى حالة الاشباع. الإدارة اللوجستية Logistics Management: مفهوم آخر لتحقيق الكفاءة ولهذا فقد كان لتطبيق مفاهيم الادارة اللوجيستيه في كل من تحقيق السرعة في خدمة العملاء، جودة المنتج او الخدمة.... الخ ؛ الأثر الاكبر في زيادة كفاءة ادارة العمليات وذلك بتحقيق النسق الداخلي والخارجي في الوصول الى رضا العملاء عن مطالبهم. ولعل أهم ما يميز الأنشطة اللوجيستية عن غيرها أمرين: أولهما أن هذه الأنشطة تتم على نحو تكاملي أي تطبق عليها مفاهيم التكامل بهدف الإستفادة من إقتصاديات الحجم Economies Of Scale أما ثانيها فإن تلك الأنشطة تتم تحت مظلة نظم المعلومات. من هنا ؛فإن تطبيق اللوجيستيات في مجال العمليات كمفهوم يقوم على إدارة تدفق وتخزين السلع والخدمات والمعلومات بكفاءة وفاعلية من مرحلة المادة الخام الى مرحلة الإستهلاك النهائية وبما بحقق رضاء العميل وزيادة ربحية المنتج ،قد يسر تطبيق عمليات التكامل الرأسي على مستوى الصناعة والتكامل الأفقي والرأسي على النطاق العالمي، أي أنها ساهما في إرساء دعائم عولمة الإنتاج والتجارة بل وفي صياغة النمط الجديد للتقسيم الدولي للعمل. ويشار في هذا المجال الى انه وبالرغم من حداثة هذا الفرع من فروع إدارة العمليات، إلا أنها تتسم بالتطور السريع إذ تطورت من التوزيع العيني Physical Distribution الى إدارة للمواد Material Management ثم تحولت الى لوجستيات متكاملة Integrated Logistics تضم كل من إدارة المواد والتي أصبحت تعرف بإسم اللوجستيات الداخلة Inbound Logistics والتوزيع العيني تحت مسمى اللوجستيات الخارجة Outbound Logistics فضلاً عن المناولة الداخلية ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تطورت اللوجستيات لتصبح سلسلة للإمداد Supply Chain. التي تطورت بدورها لتكون سلسلة كونية للإمداد Global SupplyChain. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل إستمر التطور يوماً تلو الآخر. مما أفرز العديد من المفاهيم والإتجاهات الحديثة في هذا المجال. نموذج حسك السمكة Fishbone Diagram “" يحقق الكفاءة المثلى في ادارة العمليات لعل ما جاء به العالم الياباني إشيكاوا "Ishikawa " في نموذجه المفترض" حسك السمكة" Fishbone Diagram والذي يعبر عن الأسباب الرئيسية والفرعية المؤدية إلى تأثير (عرض) ما ، قد فسر بطريقة او باخرى الطرق المؤدية الى تحقيق الكفاءة العالية في ادارة العمليات خصوصا عند ضبط العرض بمؤثره Cause – And –Effects . وقد جاء في هذا النموذج ان الاسباب الرئيسية في مشاكل الانتاج والعمليات تنطوي خلف أحد العناصر الستة المكونة لمدخلات الانتاج والعمليات والتي عرفت بالعناصر الستة وقد رمز اليها في هذا النموذج ب “6M” وهي: 1.العاملون Manpower 2.المواد Materiel 3.المعداتMachines 4.الأساليبMethods
5.القياسات Measurements 6.الظروف المحيطة Mother nature إن الكفاءة في إدارة العمليات تعني ضبط هذه العناصر اولا، ثم ضبط مخرجات تلك العناصر للوصول الى المنفعة القصوى للمنظمة ، علاوة على التركيز على الاسباب الرئيسية التي تنطوي على تعطيل او تقليل كفاءة اي من تلك العناصر .ولهذا فقد برز مفهوم تحليل السبب الجذري Root Cause Analysis (RCA) ليعبر عن المحاولات التي ينبغي على مدير العمليات ان يمعن النظر فيها للوصول الى السبب الرئيسي في المشاكل التي تواجهه ضمن حدود ادارته والتي تنطوي خلف واحد من تلك العناصر الستة .