مع تخوف المسوقين الشديد من التدهور، والخوف من العودة إلى الكساد مرة أخرى، أصبح من الواضح أن المعضلة الاقتصادية الحالية تعتبر واحدة من أطول وأعمق المعضلات التي واجهت الاقتصاد منذ أعوام. وهذا الوضع الذي تسبب في ارتفاع معدلات البطالة والتوقعات الاقتصادية السيئة كان له تأثير كبير على الموظفين صغيري السن.

فلقد أبرزت عدة دراسات سابقة أن بدء الأفراد لحياتهم العملية خلال فترة من فترات الكساد يكون له تأثير سلبي وطويل الأمد عليهم.

وذكرت الدراسة التي أجرتها جامعة Yale أن الموظفين صغيري السن الذين بدأوا العمل في ظل ظروف اقتصادية سيئة يفقدون في المتوسط 100 ألف دولار من مكتسباتهم، وهذا نظرا لأنهم يبدأون حياتهم الوظيفية في ظل أوضاع غير مستقرة.

وأوضحت نفس الدراسة أن الموظفين صغيري السن الذين يواجهون فترات من البطالة في بداية حياتهم العملية يكونوا أكثر عرضة لخطر الاكتئاب في حياتهم.

كما وجدت دراسة أخرى أجرتها Stanford أنه بالإضافة إلى أمور أخرى، فإن الكساد سوف يؤثر على طريقة قيام جيل الموظفين الجدد للأعمال في المستقبل. فالأفراد الذين يواجهون صعوبات في شبابهم، تتأثر سلوكياتهم تجاه عمليات الاستثمار لعدة عقود، مما يقلل من شهيتهم لتحمل المخاطر.

فالأفراد الذين واجهوا عائدات مرتفعة من سوق الأسهم خلال حياتهم كانوا أقل إقبالا على المخاطر، وأكثر احتمالية لأن يشاركوا في البورصة، وأكثر التزاما باستثمار نسبة أعلى من ثرواتهم في البورصة. وعلى العكس، فإن الأفراد الذين عانوا من معدلات تضخم كبيرة أقل احتمالية لاستثمار أسهمهم في البورصة حيث يفضلون الاستثمارات التي تدر عائدات نقدية.