إن المنظمات الملتزمة بالمسؤولية الاجتماعية المؤسسية لديها معدلات مرتفعة من ارتباط الموظفين بوظائفهم، وتوفر خدمة عملاء أفضل، وتتفوق بشكل كبير على تلك الشركات التي لاتلتزم بهذا الأمر.

فلقد أوضحت الدراسة التي أجرتها Kenexa High Performance Institute -على حوالي 30 ألف موظف في 21 دولة مختلفة حول المسؤولية المؤسسية وتأثيرها على منظماتهم- أنه على مستوى العالم هناك أكثر من نصف الموظفين -56%- أشاروا إلى أن منظماتهم أظهرت التزاما حقيقيا تجاه جهود المسؤولية المؤسسية. وهؤلاء الموظفين يعتقدون أيضا أن شركاتهم وازنت بشكل مناسب بين قرارات الأعمال قصيرة الأمد، و الاستثمارات طويلة الأمد داخل المجتمع.

وأشارت الدراسة إلى أن الموظفين في المنظمات التي تعتبر فيها المسؤولية الاجتماعية المؤسسية قيمة ثقافية، ويتم ممارستها بشكل منتظم ومستمر، أظهروا معدلات مرتفعة من الارتباط الوظيفي وهذا بنسبة 89%، بالمقارنة بنسبة قدرها 21% بالنسبة للموظفين العاملين في المنظمات التي تعمل بثقافة مسؤولية اجتماعية منخفضة.

ووجدت الدراسة أن الموظفين الذين يعملون في المنظمات التي تملك حسا أكبر من المسؤولية تجاه مجتمعاتها وبيئتها على المستويين البيئي والاجتماعي، تمتلك معدل ارتباط أكبر بمقدار أربع مرات عن الموظفين الذين يعملون في ثقافة مسؤولية اجتماعية مؤسسية منخفضة.

كما وجدت الدراسة أيضا أن الشركات التي تعطي أولوية للمسؤولية الاجتماعية المؤسسية تملك تقييما أعلى من حيث تقديم خدمة عملاء ممتازة. وفي حقيقة الأمر، فلقد ذكرت الدراسة أن 84% من الموظفين العاملين في ثقافات تقوم على المسؤولية الاجتماعية المؤسسية يقيمون أداء منظماتهم بأنه مرتفع، و 91% يعتقدون أن عملائهم كانوا راضين للغاية.

وفي المقابل أيضا فإنه في الشركات التي لاتعتبر المسؤولية المؤسسية قيمة ثقافية، فإن هناك 29% فقط من الموظفين أشاروا إلى وجود أداء منظمي قوي، و 27% فقط يعتقدون أن منظماتهم توفر منتجات ذات جودة أفضل عن منافسيها.