الإدارة بعيداً عن الكلمات الطنانة
بيتر هوران


إن استخدام الكليشات أو الكلمات الطنانة لن تجعل منك مديراً ناجحاً. فبدلاً من أن تنمق لغتك وتطعّمها بألفاظ وجمل غالبا ًما تكون لا معنى لها، أو أنها صعبة الفهم، أو يمكن اختصارها بكلمين نافعتين، مثل "الرأس مال الفكري intellectual capital "، "عولمة globalization"، "كفاءة الجوهر"...تحرّ الطرق التي تجعلك تتكلم وتكتب بوضوح وبشكل مفهوم بعيداً عن الكلمات المعقدة.

من خلال تواصلك مع الآخرين بشكل بسيط وواضح، أنت تمنح زبائنك الحقيقيين والمحتملين وموظفيك حافزاً للاستماع لك، وفي أسواق اليوم التي تتسم بالكثير من المنافسة والاكتظاظ بالأعمال أصبح جذب انتباه أحدهم مفتاحا هاماً لضمان مكانة في السوق.

هناك عشرة استراتيجيات ستساعدك في كسر عادة استخدام الكلمات المتحذلقة والمنمقة والتعابير التي لا يفهم منها شيئً..

توقف عن التظاهر: بعض الأفراد يستخدمون الكلمات المنمقة الطنانة كي يبدوا أذكياء، قد يخدمهم هذا بعضاً من الوقت إلا أنه في النهاية لا بد وأن يكتشف أحدهم ما وراء الأكمة ويضع الأمور في نصابها.. فكما هو الحال مع الطفل الذي اكتشف أن الملك عار، لن يحتاج الأمر لأكثر من شخص واحد – ونأمل أن لا يكون الزبون- ليكشف أن هذه الكلمات اللامعة لا تخفي وراءها سوى حقائق غير مرضية.

كن شجاعاً: إذا كان الجميع يفكرون ويتصرفون بطريقة معينة، فهذا لا يعني بالضرورة أن تنضم إليهم، تشجع واخرج عن القاعدة، حاول أن تبتعد عن استخدام الكلمات الطنانة فترة من الزمن، وستجد أن الوضوح والكلمات البسيطة ستصبح هي القاعدة، كن أنت المبادر...

تكلم (واكتب) وتصرف كقدوة: ليراك موظفوك كيف تتكلم بوضوح مع عدم اعتمادك على الكلمات الرنانة في تواصلك مع مدرائك، قاوم استخدام الكلمات المعقدة مثل: "التناسب الاستراتيجي"، خارج العروة أو الحلقة "out of the loop"، "brain dump"...

راقب وكن يقظاً.. انتبه إلى الخطابات الواضحة والبسيطة التي يطرحها منافسوك: إذا لم تكن حذرا بما يكفي، فإن منافسك الذي يستخدم لغة سهلة وواضحة ليصف منتجاته وخدماته وأهميتها ومميزاتها وفوائدها قد يجد طريقه إلى منطقتك. تذكر أنك عندما تفقد موقعك من الصعب أن تسترجعه.

أخرج منتجاتك وخدماتك من دائرة اللغة الصعبة: خفف من الكلمات الصعبة قدر الإمكان عندما تقوم بطباعة نشرات تشرح عن خدمتك أو منتجك، لأنك بهذا تخفف من اتصالات الزبائن الاستفسارية، والتي لا تفيد شيئاً بل تساهم في هدر وقتك ووقت الزبون. حدد بوضوح مواصفات منتجك وحاول أن تحيط بكل مميزاته في النشرة التي تصممها لمنتجك.

لا تنس الزبون: ها أنت قد استغنيت عن استخدام المفردات المعقدة مع موظفيك،اتبع نفس الأسلوب مع زبائنك، سيلمسون الفرق ويجدون أن أسلوبك الجديد أكثر فائدة لهم، وقد يغير الكثيرون رأيهم فيك وفي منتجاتك بالاتجاه الإيجابي.

تجنب الكليشات "المفردات المقولبة الجاهزة": إذا كانت الكلمات مستخدمة جداً فربما تتخذ شكل الكليشيات وهذا أمر بدوره يجب تفاديه، الكليشيات تفقد معناها ووقعها بوقت قصير، مما يحولها في النهاية إلى كلمات رنانة. انتبه لكلماتك و تعابيرك، لا تستخدم تلك التي قد تكون مؤذية في بعض الأحيان أ وتحمل في طياتها معان خفية أو نوايا غير جيدة...

لا تستخدم الكلمات المعقدة: قد تبدو كلمة "متحذلق" أضخم وأشد وقعاً من كلمة "متكلّف" إلا أنها تولد لدى السامع أو القارئ شعوراً بالتعقيد في الأسلوب الذي يستخدمه المتكلم أو شعوراً بالتظاهر، فالكلمات الكبيرة لا تعني بالضرورة الكلمات الذكية، تحرّ البساطة.. كلما كنت أقل تعقيداً كلما كانت أمورك أفضل.

ابحث عن مدقق: ليكن لديك صديق أو موظف موثوق يدقق لك كلماتك المكتوبة ليتأكد من أنها خالية من الكلمات المعقدة أو المربكة، والاستعانة بموظف تحديداً لهذا الغرض يفيد في نقل صورة لموظفيك حية عن أهمية عدم استخدام الكلمات المعقدة في التواصل مع الآخر.

ضع حصالة للكلمات المعقدة: في كل مرة يستخدم بها أحد موظفيك كلمات معقدة في مكان العمل يضع في الحصالة ربع دولار، وفي نهاية الشهر اشتر شيئا مفيداً بهذه النقود تضعه في مكان بارز يذّكر لموظفين كلما رأوه بأن استخدام الكلمات المعقدة أمر مكلف!.