لكي نضع الفرد المناسب في المكان المناسب لابد من دراسته دراسة انسانية وافية وشاملة وتحليل المهنة التي يميل إلى مزاولتها .
وتنطوي هذه الدراسة في جانب منها على تقدير الميول والقدرات السمات المختلفة الجسمية والحركية والحسية والعقلية والخلقية
والاجتماعية للفرد مع الإشارة إلى الأهمية النسبية لكل منها بالنسبة لمختلف الأعمال . وهي تتناول في صورة أكثر تحديداً دراسة
الميول والذكاء والقدرات والاستعدادات والسمات الشخصية .
الميول :
يعتبر الميل من أهم العوامل التي توجه الفرد لإختيار مهنته وتوفره شرط أساسي للنجاح ولكنه غير كاف لأن النجاح يتطلب توفر قدرات
وسمات أخرى إلى جانب الميل.
ونشوء الميل المهني أمر بالغ التعقيد بالنظر لتأثره بعوامل متعددة ومختلفة تتضافر على إيجاده وتعمل على تغييره من وقت لآخر حتى
حين معين والتي منها الصداقة ورغبة ذوي القربى وتقاليد الأسرة ...و الرغبات الملحة في التماس الأمن والتقدير الإجتماعي.
أما فيما يتصل بالعلاقة بين ميل الفرد إلى مهنته وبين انتاجيته فيها فإن من المنتظر أن تكون العلاقة وطيدة والأرتباط موجباً . إلى جانب
أنه قد تبين أن ميل الفرد يفتر إلى العمل الذي يعجز عن اتقانه . كما أن بعض الأفراد يحرصون على اتقان أي عمل وينتجون انتاجاً كبيراً
في أعمال لا يحبونها...
الذكاء :
على الرغم من اختلاف العلماء حول تعريف الذكاء وبيان ماهيته وهو خلاف نظري لا مجال للإفاضة فيه فإن من الممكن القول إذا اقتنعنا
بإجابة مختصرة بأن الذكاء قدرة عامة تهمين على جميع أنواع النشاط العقلي فتؤثر في جميع العمليات العقلية كالإدراك والتذكر والتفكير
والتصور والتعلم والإبداع والإبتكار ... وبوجه خاص في التفكير الراقي والرمزي والإبداعي وتشخيص المشكلات وعلاجها.
وقد تبين أن الذكاء قدرة فطرية موروثة تتأثر إلى حد ما بظروف البيئة والتعلم والتدريب . وهو وثيق الصلة بالنجاح المدرسي والأكاديمي
إلا أن ارتباطه بالخلق غير وثيق لأن الخلق السليم رهن بعوامل أخرى كسلامة الأهداف والمثل و القدرة على ضبط النفس.