(عندما ينجح مرءوسوك في حل المشاكل سيتعاظم لديهم الإحساس بالقدرة على الإنجاز والاعتماد على النفس).
د.وليام.أ.كوهين.
لابد أن يكون هناك قيود وعوائق تعيق كل مدير ناجح وهو في طريقه إلى القرار الفعال، فهذا أمر لا مفر منه لبلوغ الأهداف الكبيرة، فمن الطبيعي أن يكون هناك تحديات لابد من التغلب عليها، ولكن كيف تكون متأكدًا من حل هذه المشكلات؟ لابد أن تعلم أن هناك نوعين من المشاكل: نوعًا لا يجب عليك أن تحله بنفسك، ونوعًا آخر أنت وحدك الذي تستطيع أن تحله.
أولًا: مشاكل يُمكن أن يحلها غيرك:
وهذا النوع من المشاكل لابد وأن تُفوِّض أحد مرءوسيك ليحلها، فلو كنت وحدك الذي تتولى حل جميع المشاكل فستجد أن جميع من في المؤسسة سيتوجه إليك إذا تعرض لأي مشكلة، صغيرة كانت أو كبيرة، وبهذا ستقضي جميع وقتك في حل المشاكل التي ترد على المؤسسة، ولن يتبقى لك إلا القليل من الوقت من أجل أن تُمارس باقي مهامك كمدير، فلن تجد وقتًا كافيًا من أجل التخطيط الاستراتيجي، أو حتى للتفكير العام، وسوف ينسحب بساط الوقت من تحت يديك في حل الأزمات المشتعلة.
وهناك سبب آخر يُحتِّم عليك أن تعتمد على غيرك في حل المشكلات وهو أن تعطي لمرءوسيك الحق في التدريب النافع في مجال حل المشاكل، فقد فشل كثيرٌ من المديرين؛ لأنهم أصبحوا هم الوحيدين المسئولين في مؤسساتهم عن حل المشاكل، ثم جاء الوقت الذي احتاجت فيه المؤسسة إلى هذا المدير لحل مشكلة ولكنه لم يكن موجودًا.
فعند وجود مثل هذا المدير تجد المرءوسين يؤجلون حل المشاكل، حيث أنه ليس هناك متسع من الوقت لحلها، أو يأتون بحلول سيئة نظرًا لضعف تدريبهم.
فالمدير الناجح هو الذي يعلم الأمور التي يُمكن أن تُفوض فيُفوِّضها، فإذا قام المدير بتفويض مرءوسيه في حل المشاكل ثم تمكَّن هؤلاء المرءوسين في حلها، سيتعاظم لديهم الإحساس بالقدرة على الإنجاز والاعتماد على النفس، وكل ذلك من شأنه أن يُحسِّن من الأداء العام للمؤسسة في المستقبل.
فإذا قام المدير بحلِّ جميع المشاكل فسوف يحرم مرءوسيه من كل هذه المزايا، كما أنه ليس المقصود من عملية التفويض أن يجلس المدير واضعًا رأسه على كفيه مبتسمًا أمام كل المشاكل التي تواجه مرءوسيه، بل يجب عليه أن يساعد مرءوسيه في حل مشاكلهم بأفكاره ومقتراحاته إذا استشاروه، ويحاول بقدر الإمكان أن يُيسر لهم حل تلك المشاكل، يقول الجنرال بيري م. سميث: (إذا كان القائد هو آخر من يلجأ إليه الآخرون لحل المشاكل، فإنه بذلك يُساعد المؤسسة على النمو والإزدهار).
ثانيًا: المشاكل التي لا يستطيع غيرك أن يحلها:
وهناك نوع آخر من المشاكل لا يستطيع أحد أن يحلها غيرك، وفي هذا النوع لابد وأن تحل فيها المشاكل بنفسك، أيًّا كان المستوى الذي تعمل فيه.
يقول إي. أم. لي الرئيس التنفيذي لقسم تحليل ومعالجة المعلومات لشركة إنجلوود بكلورادو: (يجب على الرئيس التنفيذي أن يقوم بحل المشاكل وعليه أن يدرسها ويحللها، ثم يطلب من الآخرين الاستفادة من خبراتهم ويقلل من حجم المشكلة حتى يسهل التعامل معها وصولًا في النهاية إلى تكوين هيئة أو هيكل لمعالجة المشاكل، وإليك بعض الحالات التي يجب عليك فيها أن تتولى حلها:
  1. المشاكل المتعلقة بالقيادة في مؤسستك.
  2. أن تكون الوحيد ذا الخبرة أو المعرفة اللازمة لحل المشكلة.
  3. وجود موقف طارئ.
  4. أن يقع مرءوسوك في مأزق لا يستطيعون الخروج منه).
وخلاصة القول فالمدير الناجح هو الذي يستطيع أن يحل المشكلات التى تتعرض المؤسسة – سواء بنفسه أو بتفويض غيره - ويتخذ القرار الفعال.