هناك مقولة قديمة تقول: (في ظل الظروف المثالية يفوز الشخص المحبوب، وحتى في ظل الظروف غير المثالية، يفوز الشخص المحبوب)، هي بحق مقولة صحيحة إلى حد كبير؛ ولذلك أسباب عدة، من أهمها ما يلي:
  1. رضا الله وعونه:
فنحن نتعامل مع الله قبل أن نتعامل مع الناس؛ فإن الإحسان إلى الناس، وتفريج كربهم، هو اتباع صريح لأوامر الله عز وجل، ووصايا رسوله صلى الله عليه وسلم، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (... ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة، فرَّج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله يوم القيامة) [متفق عليه].
فما أعظمها من فائدة، فكل دقيقة تصرفها في خدمة الآخرين، يعطيك الله عز وجل بها من الفوائد الكثير الكثير، فيفرج عنك كربة، ليست من كرب الدنيا الفانية، بل من كرب القيامة وما أشدها من كربة!
  1. نجاح أعظم:
فهناك دراسة يذكرها لنا ديل كارنيجي في كتابه كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس، وتؤكد أن هناك 15% من نجاح الشخص ترجع إلى معرفته الفنية، بينما 85% الباقية ترجع إلى المهارة في الهندسة الإنسانية، وترجع إلى الشخصية والقدرة على قيادة الناس.
وليس الأمر يتوقف عن هذا الحد، بل إن زيج زيجلار ليصف نجاحًا من نوع آخر، يتعلق بالصلات الاجتماعية والاهتمام بها، فيقول: (ستكون ناجحًا عندما تعرف كيف تحول أعداءك إلى أصدقاء، وكيف تحصل على الحب والاحترام ممن يعرفونك جيدًا).
  1. سعادة أكثر:
وهناك بعد آخر للسعادة في العلاقات الإنسانية، ذلك البعد الذي تكشف لنا عابدة المؤيد اللثام عنه في كتابها (كيف نتقبَّل الناس ونتجنت إيذاءهم؟)، حين تقول: (إنا إن أسعدنا من حولنا بحسن خلقنا وطيب تعاملنا وتسامحنا، سعدنا نحن معهم؛ لأن التعايش السليم مع الناس يزود الفرد بحاجاته المعنوية الضرورية).
  1. مفتاح النجاح الوظيفي:
بل هي سبيل للحصول على الوظيفة؛ وهذا ما يؤكده أحد أكبر رجال الأعمال وأغناهم في عصره، وهو جون د. روكفيلير حين يقول: (إن القدرة على التعامل مع الناس لهي سلعة تباع مثلها مثل الشاي والقهوة، وسوف أدفع لمن لديه هذه القدرة أكثر مما أدفع لأي شخص آخر على الإطلاق).
  1. علاقة طردية:
إن العلاقة بين النجاح المستمر، وبين النجاح في العلاقات الإنسانية علاقة طردية، كلما ازداد طرف فيها، ازداد الآخر، تمامًا كما يقول الدكتور عبد الكريم بكار: (كلما ارتقى الإنسان في مدارج الكمال، زادت حاجته إلى الآخرين ـ على خلاف ما يتوهم ـ وصار المزيد من نموه واكتماله مرتبطًا بالمزيد من العلاقات الجيدة مع أسرته وزملائه وعملائه).