فليس هناك تعريف عام للنجاح، فلكل فرد رؤيته الخاصة بالنسبة لما يريد تحقيقه، فالنجاح يعني أشياء كثيرة، فهو مفهوم وتجربة، كما أنه لحظة وتطور، إنه دمج طموحاتك بالواقع، ونسخ آمالك وأحلامك مع مهامك اليومية، وهو شيء دائم وسريع الزوال، وهو أمر خادع يخيل إليك أنه يمكنك قياسه.
فالنجاح يتم تقييمه بمقاييس خارجية، لكنه أمر تشعر به في داخلك، فهو عملة ذات وجهين، إذ يتم تقييمه على أسس موضوعية وذاتية، ويكمن الجوهر الحقيقي للنجاح ـ وهو شيء أعمق من المعايير والأهداف الظاهرة ـ في إحساسك الذاتي بالرضا، وإشباع الذات.
فالنجاح يختلف من شخص لآخر؛ حيث يمكن تعريف النجاح بأنه المجد، كما هو الحال بالنسبة للاعب القوى الذي يفوز بسباق، أو متسلق الجبال الذي استطاع تسلق قمة إفرست، وكذلك هؤلاء الجنود الذين يخدمون بلادهم يمكن أن يعرفوا النجاح بهذا التعريف.
ويمكن أن تكون الشجاعة نموذجًا للنجاح، كما هو الحال بالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذين يضطرون إلى الغوص في أعماقهم؛ لاكتساب قوة تحمل تعينهم على التغلب على مرض خطير، أو هؤلاء الذين يضطرون إلى مواجهة مآسي وأهوال الحياة، وربما كانت "هيلين كيلر" أشهر الأسماء المرتبطة بالشجاعة؛ لأن انتصارها في الحياة من داخل عالمها المظلم الأصم يعتبر رمزًا لإمكانيات وقدرات الروح البشرية.