كما سبق أن أوضحنا إن وجود هيكل أو بناء مستقر، هو أحد الملامح الرئيسية للجماعات بمفهومها الصحيح، وعندما يتحدث علماء الإجتماع عن هيكل الجماعة، فإنهم يعنون العلاقات المتبادلة بين الأفراد الذين تتكون الجماعة منهم، والخواص التي تجعل أداء الجماعة منتظمًا وقابلًا للتنبؤ، وفيما يلي سوف نعرض لأربعة جوانب هامة لهياكل الجماعات، وهي بالترتيب: الأدوار، الأعراف، المكانة، والترابط.
  1. الأدوار: (القبعات العديدة التي نرتديها)
فمن أهم العناصر الهيكلية التي تميز الجماعات، ميل أعضائها للعب أدوار محددة (وغالبًا متعددة) في التفاعلات الإجتماعية، ويمكننا تعريف الأدوار بأنها السلوكيات المحددة التي نتوقع أن تميز تصرفات شخص ما في سياق إجتماعي محدد.
ومن أمثلة بعض الأدوار الرئيسية التي تلعب في الجماعات:
  1. الأدوار الموجهة نحو المهام:
  2. المبادر/ المساهم (يقترح بعض الحلول لمشاكل الجماعة).
  3. الباحثون عن المعلومات (يسعون لجميع الحقائق اللازمة).
  4. عارضو الآراء (يشاركون الآخرين في آرائهم للوصول إلى أفضل المقترحات).
  5. الشاحن يحث الجماعة على العمل، كلما لاحظ فقدان الحماس.
  6. الأدوار الموجهة نحو العلاقات:
  7. المنسق (يتوسط في الصراعات داخل الجماعة).
  8. أصحاب الحلول الوسط (يعدلون آراءهم للوصول إلى التناغم الكامل بين الأعضاء).
  9. المشجعون (يحمسون الآخرين ويمتدحون أفعالهم الإيجابية).
  10. الأدوار الموجهة نحو النفس (الأنانية):
  11. المقاومون (يرفضون التجاوب وتقديم التنازلات، ويعارضون الجماعة في كل شيء).
  12. الساعون للتقدير الشخصي (يحاولون باستمرار جذب الأنظار لإنجازاتهم الشخصية).
  13. المتجنبون (ينعزلون عن الجماعة ويرفضون الاختلاط بأعضائها).
  14. الأعراف (القواعد غير المنطوقة للجماعات):
إن نشوء الأعراف هو واحد من الخواص، التي تساعد الجماعات على الأداء بشكل منتظم ومتوقع، ويمكننا تعريف الأعراف، بأنها قواعد غير رسمية متفق عليها، تحكم سلوكيات أعضاء الجماعة الواحدة.
والأعراف تختلف عن القواعد التنظيمية، في أنها ليست رسمية ولا مدونة كتابيًا، وأحيانًا يكون أعضاء الجماعة على غير علم أصلًا بوجود هذه الأعراف، التي تحكم وتنظم سلوكياتهم، ولكن الأعراف الجماعية في كل الأحوال لها آثار عميقة على سلوكيات وتصرفات الجماعة، فهي مثلًا قد تحث العاملين على الاتسام بالأمانة والولاء للمنظمة.
والأعراف نوعان رئيسيان: الأول هو الأعراف الإرشادية (وهي تحدد السلوكيات المستحب، أو المفروض القيام بها في مواقف معينة)، والثاني هو الأعراف التحذيرية (وتشير إلى السلوكيات، التي يجب على أعضاء الجماعة اجتنابها).
  1. المكانة (الوجاهة الإجتماعية لعضوية بعض الجماعات):
فهي تعتبر واحدة من أهم العوائد المحتملة الناتجة عن هذه العضوية، ومن ثم فهي من أهم الدوافع العضوية أيضًا.
وداخل أغلب المنظمات، يمكننا بسهولة التمييز بين نوعين من المكانات الإجتماعية هما المكانة الرسمية والمكانة غير الرسمية، ويشير مصطلح المكانة الرسمية إلى محاولات التمييز بين درجات السلطة الرسمية الممنوحة للعاملين من قبل منظمتهم، مثل مسميات الوظائف (مدير، نائب مدير، وغير ذلك)، والأشياء المحجوزة مقدمًا باسم الفرد (مثل أماكن انتظار السيارات، أو المقاعد حول طاولة الاجتماعات المخصصة دائمًا لمديرين أو أشخاص بعينهم).
وتشير المكانات غير الرسمية إلى الوضع الإجتماعي الجيد نسبيًا، الذي يتمتع به أشخاص ذوو سمات خاصة، غير منصوص عليها رسميًا من قبل إدارة المنظمة، فعلى سبيل المثال، من الشائع أن الموظفين الأكثر خبرة والأكبر سنًا يتمتعون في أغلب المنظمات بمكانات إجتماعية أفضل من تلك التي يتمتع بها زملاؤها الأقل خبرة أو سنًا.
  1. الترابط (العمل بروح الفريق):
من أوضح محددات بناء أية جماعة هو مدى ترابطها، والترابط أو التماسك هو مدى قوة ورغبة الجماعة في البقاء والعمل مع بعضهم، ومتقبلين لأهداف جماعتهم ومستعدين للعمل بجد على تحقيق هذه الأهداف.
وأشارت الأبحاث، أنه كلما زادت حدة التهديدات، أو المنافسة الخارجية التي تواجه الجماعة، طالت المدة الزمنية التي يقضيها أعضاء الجماعة مع بعضهم البعض، وكلما كانت الجماعة أصغر حجمًا من حيث عدد أعضائها، وأخيرًا كلما كانت الجماعة تتمتع بتاريخ طويل من النجاح.