ولكي تتعرف أكثر ـ عزيزي القارئ ـ على ما يعنيه مصطلح القيمة الاقتصادية المضافة، إليك مثالًا يتضح به المقال، فمثلًا لو كان صافي أرباح شركتك خلال العام بعد خصم الضرائب هو 10000 ريالًا، فهذا يعرف بالربح الصافي كما في الأنظمة المحاسبية التقليدية، وعلى أساسه يتم حساب أرباح الشركة وعائدها على الاستثمار.
ولحساب تلك القيمة الاقتصادية المضافة، تحتاج إلى حساب رأس المال المستثمر في الشركة لتحقيق هذا الربح بعد أن تستخرج الربح الصافي للشركة، فإن كان رأس مال الشركة قيمته 300000 ريالًا، عليك أولًا أن تضع نسبة تكلفة لرأس المال المستعمل، ثم تطرح هذه التكلفة من الربح الصافي.
المعادلة الأولى نسبة تكلفة رأس المال المستعمل × رأس المال = تكلفة رأس المال


فمثلًا: إن كانت نسبة تكلفة رأس المال المستعمل هو 10%، فإنك ستقوم بضرب 10% (رأس المال المستعمل ) × 300000 (رأس المال)= 30000 فتكون تلك هي تكلفة رأس المال.
المعادلة الثانية القيمة الاقتصادية المضافة = الربح الصافي – تكلفة رأس المال


ففي المثال السابق، قم بطرح تكلفة رأس المال (30000 ريالًا) من الربح الصافي؛ لتحصل على القيمة الاقتصادية المضافة.
القمية الاقتصادية المضافة = 100000- 30000 = 70000
نستنتج من ذاك أن القيمة الاقتصادية المضافة تذهب إلى أبعد من النظم المحاسبية التقليدية بتضمنها تكلفة رأس المال المستعمل في حساباتها.
لماذا يتم خصم تكلفة رأس المال؟
قد يتساءل متسائل ويقول: لماذا يتم خصم تكلفة رأس المال من الربح الصافي؟ على الرغم من أنني حقيقة في الواقع لا أقوم بدفع هذا المال وإنما يكون ذلك في الحسابات فقط؟ والرد على ذلك بأنه: قد يوجد فرصة بديلة أفضل لرأس المال المستثمر في هذا المشروع، فمثلًا بدلًا من أن أضع هذه الثلاثمائة ألف ريال في هذا المشروع، كان من الممكن أن أضعها في مصرف إسلامي بمتوسط معدل ربح 10% مثلًا، وبالتالي علي طرح تكلفة الفرصة البديلة من الربح الصافي.
عندما تكون القيمة الاقتصادية المضافة بالموجب فهذا يعني أن الشركة تولد عوائد من استثمار رأس المال هي أعلى من عائد الاستثمار في فرصة بديلة.
عندما تكون القيمة الاقتصادية المضافة بالسالب، فهذا يعني أن الشركة لم تولد عائد كافي لتغطية رأس المال .
ومن ثم فإن الربح قبل خصم الضرائب، إذا طرح منه الضرائب يساوي الربح الصافي (الربح المحاسبي)، وإذا طرح من الربح المحاسبي تكلفة رأس المال نستطيع معرفة القيمة الاقتصادية المضافة.

ومن هنا نعرف أن القيمة الاقتصادية المضافة تقيس الربح الاقتصادي وليس الربح المحاسبي، والفرق بين الربح الاقتصادي والربح المحاسبي هو تكلفة رأس المال، حيث أن المحاسب لا يخصم تكلفة رأس المال المستعمل في المشروع، بينما يخصم الاقتصادي تكلفة الفرصة البديلة لرأس المال المستعمل في المشروع.
وبالتالي المبدأ الأساسي هو أن القيمة الاقتصادية المضافة لا تقوم بحساب ما إذا كان المشروع أو الصفقة مربحة أم لا ؟ ولكن تقيس إذا ما كان الربح الناتج كافٍ لتعويض رأس المال المستعمل في المشروع أم كان يمكن استغلاله في فرصة بديلة أخرى؟
وهكذا نستطيع أن نجد مشروعًا ما رابحًا بالنسبة للتقارير المحاسبية، بينما هو خاسر بالنسبة للتقارير الاقتصادية، وهذا في حالة إذا كان هذا الربح المحاسبي لا يغطي العائد المطلوب على رأس المال المستعمل.
النتيجة النهائية أنه حتى الشركات الرابحة ليست دائمًا تصنع قيمة حقيقية ما لم تكسب بالدرجة الكافية التي تؤهلها لتغطية تكاليف الديون التي عليها، وتكاليف الفرصة البديلة لاستعمال رأس المال.
بمرور الوقت، الشركة التي تعطي قيمة اقتصادية مضافة بالسالب، سيتجنبها المستثمرون؛ لأنها لا تعطي معدلًا كافيًّا على رأس المال وسيقوم المستثمرون بتحويل استثماراتهم إلى مكان آخر.
تدريب عملي:
قامت شركة "س" بتحقيق مبيعات خلال العام تساوي 500 ألف ريال، بينما كانت تكلفة المبيعات تساوي 200 ألف ريال، وتدفع الشركة تكاليف تشغيلية تساوي 50 ألف ريال وتقوم بدفع 40% ضرائب على صافي الربح المحاسبي قبل الضريبة، كل تمويل الشركة من رأس المال الملاك ويساوي مليون ريال، والمطلوب هو حساب القيمة الاقتصادية المضافة إذا كانت نسبة تكلفة رأس المال 10% .
حساب الأرباح:
المبيعات 500,000ريال
تكلفة المبيعات 200,000 ريال
الربح الإجمالي 300,000ريال
التكاليف التشغيلية 50,000ريال
الربح التشغيلي قبل الضريبة 250,000ريال
الضرائب 100,000ريال
الضرائب 150,000ريال
تكلفة رأس المال 100,000 (10% من مليون ريال)
القيمة الاقتصادية المضافة 50,000 ريال .

إذا كانت "القيمة الاقتصادية المضافة" إيجابية فالعمل يولد قيمة.
وأخيرًا فإن "القيمة الاقتصادية المضافة" هي النظام الإداري المالي الوحيد الذي يوفر لغة موحدة بين جميع الموظفين في المنظمة ويعطي طريقة متسقة وموحدة في عملية اتخاذ القرارات الإدارية وتوصيلها والرقابة عليها.