مخاطر الخواطر بقلم طارق عبد الفتاح الجعبري –فلسطين قد تخاطر احيانا ببوح خواطرك...لكنك ستجني جميل ثمارك... نكوص الوفاء لماذا الملل من القديم ..ولماذا الناس عادة ما يتنكبون لماضيهم من الرجال والاحداث ..ما سر الهوس بالجديد والولع بالحديث حتى ولو لم يكن يفيد...تبصرت في الحوادث كيف أن الناس تنكبوا لزملاء واصدقاء الماضي المليء بالصعوبة والتحديات ... وهالني تفلّت البعض من ماضيهم وذكرياتهم وتناسيهم المعروف واهله ..يستسهلوا النسيان للمعروف واصدقاء فيهم من الضعف او قلة ذات اليد او الحيلة ...ويستقبلوا قابل الايام ومستقبل الرجال وسراب الاحلام مستدبرين الماضي واحداثه ورجاله ،يتنكبوا لصديق الفترة العصيبة والمنتدب نفسه لهم وقت الحاجة ،وينفضوا عنه من غير جزاءا ولا شكورا . اللعنة على المتنكبين في غير حق ايا كانوا ...وويل لمسكين في مصيره دخل ضعيفا وعمل جادا ولم يقنع ،فالظاهر أن الناس دائما ما يسقطون من حساباتهم الضعيف ،ويتملصون من ذوي الحال الوسط (البين بين ) ..واذا كان لا بد مما ليس منه بد ،علينا دخول قلوب الناس وحياتهم بقوة ،علينا الاجادة والاتقان في اعمال حياتنا ،ولا بد من خرق وخرم جدار عدم الثقة من الناس اليك ،وان تمد الجسور على نفوس الاخرين شاؤا ام ابوا ...احتراما أم خوفا ،محبة او سطوة . لا تكن بعد اليوم فضل طعام او رديء ملبس يهوى بك الى مزابل الذكريات المنسية لحظة وصول الاقوى والاحدث ،ولا بد من فهم اللعبة ،واتقان الصراع مع الاقوى ،ومن منهم ادوم وابقى . اين انت ايتها الراحة الراحة لا يستشعرها الا تعبان،ولا يلتذ بها الا من أسهره الجهد وأنهكه العمل ،فتكون ساعتها الراحة المخدع الآمن والمهجع ذي السكينة ،ومن غمس في الراحة وعاش ايامه كلها راحة ،فانه لا يكاد يميزها ولا يطلع على حقيقة امرها بمعرفة ضدها ،فان الاشياء تعرف بأضدادها فما عرفنا النهار الا بالليل ،من كانت حياته الراحة فهو حتما سيملّ ويتقلب الما منها ،وكذا تجد لذة الاكل من بعد الجوع فتستلذ بالطعام ايا كان ،في حين أن التكرار والروتين على امر يفسده وتمل منه النفس مهما كان ..إن الخير في معاني الحرمان ....واللذة من رحم الهجران ،لا يدركها كل انسان . أغضبني صباحا في يوم أشرق حب النفس فيه ،ولم تشرق الشمس بعد ، تنفس الصباح غبار الاعوجاج ،واصطبحنا بتعارك الأضداد ويقظة الأنداد ، ألا لعنة الله على ابليس وجنده ،وايقظ اللهُ النفس الامارة بالسوء الى رشدها وملاومتها ومنحها الله الطمأنينة والسكينة . يجول في البال خاطر الغضب ، وتتحرك في نفسي قواميس الشتيمة والألفاظ التي منا هي غريبة ، تود نفسي لو انثر كنانة لساني او قلمي واشد قوس نفسي وعزتها لكن هيهات هيهات ،هذا صباح الخير والحب والمودة صباح الصيام ،فاللهم اني صائم ، ربما لو شاء القلم المكابرة او سمّها المغالطة او للنفس مسايرة ،لرسم قلمي أبعاد النفس(لهذا الصديق) بشبح وظل بصورة دميمة ، او جعلها جثة هامدة من الاخلاق ،او أحالها الى كتلة من نشاط وحيوية من الاخلاق المقيتة . لكن يا نفس ارعوي ،ويكأن الله الحليم ناظر اليك ،ولنذكر محاسن إخواننا عند اساءة ،ولنلزم نفسنا تقوى الله ساعة غضب ولتذكري ايتها النفس ،ان تكوني ذا اصل طيب ،تعبق الطيب ولنعامل الناس لما انت اهله،ولا ندفع السيئة بالسيئة ،وما احسن الدفع بالحسنة والغضب بالابتسامة والسخط بالرضى. فلا تأخذ العزة انفسنا بالإثم ولتسكنها دار السكينة وننزلها منازل الرضى ،وليس هنا العزة ولا مكانها ولا الاستعلاء ولا محلّه ،فلله العزة ولرسوله وللمؤمنين ،والمؤمنون حتى يكونوا مؤمنين هم أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين . تقتلني الحيرة ساعة بعد ساعة ،وانا ارى حب النفس يسري في دمائنا مستذكرا حديث الرسول عليه السلام( بمعناه) والله لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه واهله والناس اجمعين ، وايضا حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ،فحب النفس نارا في صدورنا تأكل الخير ،وان سرى هذا الخبيث في نفوسنا انبت خبيثا واعطر خبيثا واحاط بجانبه جنود الخبائث. ليس لي الا الله بان يصلح الحال ويعدل البال ...داعين الله دوما ألا يكلنا الى انفسنا طرفة عين او اقل من ذلك .وارى الهمة تقول لا بد من حمل الحراب وملء الكنانة وشدّ القوس وشحذ الهمم واستحضار النية الخالصة والهمة العالية ولنرمي عن قوس واحدة: حب النفس وجذوره واصوله حب النفس وساقه وفروعه حب النفس وثماره وزهوره حب النفس وعطره وريحه (خاطرة حول حادثة خلاف بين اصدقاء بعد الفجر في المعتقل)