إن أي منظمة بغض النظر عن حجمها و شكل عملها تحتاج إلى تخصيص جزء من جهود إدارتها لموارد البشرية ، ذلك الجزء الذي يمكن أن يتخذ أشكال شتى ، اعتمادا على العوامل المشار إليها سابقا و شكل الهيكل التنظيمي للمنظمة ، حيث أن سلطة اتخاذ القرار في المنظمة و التي يشار إليها بالمركزية أو اللامركزية و شكل توزيع النشاطات فيها يؤثر بشكل كبير في أشكال تنظيم إدارة الموارد البشرية ، و التي يمكن أن تتمثل فيما يلي :
أ ـ الشكل القائم على الأقسام :
يشيع استخدام هذا الشكل في المنظمات الكبيرة التي تتعدد فيها وحدات الأعمال, علاوة على تمتع إدارة الموارد البشرية بجميع الأدوار الاستراتيجية والاستثمارية والإدارية التشغيلية ذات الطبيعة التنفيذية .
وفي هذا النوع من المنظمات ترتبط إدارة الموارد البشرية بالإدارة العليا من خلال نائب الرئيس للموارد البشرية ، الذي ترتبط فيه بالمستوى الأدنى مجموعة من الأقسام هي :
1 ـ قسم التوظيف : فمهمة هذا القسم ليس اتخاذ قرار التوظيف وإنما تنسيق الجهود مع الإدارة العليا للموارد البشرية التي بدورها تحاول الإدارة العليا في نوع الموارد البشرية المطلوبة وضع المرشحين لأشغال الوظائف الشاغرة , علاوة على ذلك فإن هذا القسم يجمع المعلومات من الأقسام الوظيفية الأخرى في المنظمة وبالتالي يحدد إجراءات التوظيف التي يعتمدها .
2 ـ قسم التدريب والتطوير : يركز هذا القسم على النشاطات المتعلقة بنقل المهارات للعاملين , أو تطوير المهارات القائمة لغرض إعداد الفرد لموقع إدارية على فبعد تحديد الاحتياجات التدريبية من قبل إدارة الموارد البشرية وبالتشاور مع الإدارة فيما تبدأ أعمال القسم في اختيار أسلوب التدريب المناسب.
ويمكن تحديد مهام هذا القسم في :
- دراسة وتحديد الاحتياجات التدريبية لكافة العاملين من عمال ومشرفين .
- إعداد البرامج التدريبية داخل المؤسسة .
- لاتصال بجهات أو أجهزة التدريب خارج المنشأة العاملين لحضور برامج التي تعدها هذه الأجهزة .
- إمساك السجلات وإعداد الإحصائيات بالتدريب .
- تزويد العاملين الجدد بالمعلومات اللازمة عن المنشأة والإدارات .
- تقييم سياسة التدريب الداخلي و الخارجي .
3 ـ قسم المزايا و المكافآت : يتمثل عمله الأساسي في :
- تحديد أجور ومكافآت ومزايا العاملين وإداراتها مع اللم أن مستوى الدفع يجب أن يكون عادلا ومقبولا وقائما على أساس الفروق الوظيفية بين عمل أخر .
ومن أهم أعماله كذلك:
- توصيف وتحليل الوظائف وتقييمها .
- أعداد مرتبات وأخور العاملين بطريقة عادلة بناء على تقديم الوظائف .
- إعداد البيانات الخاصة بالعلاوات والحوافز .
- مسك السجلات والإحصاءات الخاصة بالأجور المرتبات.
حيث تعتبر هذه الأقسام الأهم ، مع إمكانية وجود بعض الأقسام الأخرى مثل : فسم العلاقات , قسم البحوث والتخطيط .... الخ ، إذا استدعت الضرورة ذلك .
ب – الشكل القائم على المركزية :
يعتمد اتجاه المنظمة للمركزية أو اللامركزية على فلسفتها وكفاءتها وكفاءة الوظيفية الاستراتيجية فيها , وفي الشكل القائم على المركزية تكون القرارات الجوهرية وصناعة الاستراتيجيات والسياسات محصورة في قمة الهرم التنظيمي للمنظمة ولما كانت إدارة الموارد البشرية وخاصة تلك المتعلقة بالتخطيط والتوظيف والتدريب من القرارات الاستراتيجية نظرا لما تتضمنه من كلف وخاطر فإن سلطة اتخاذها تستند إلى الإدارة العليا للمنظمة وتتنوع بقية القرارات الخاصة بالموارد البشرية على الإدارات الوظيفية الأخرى , لذا فإن هذا الشكل من التنظيم يضفي الدور التنفيذي على إدارة الموارد البشرية .
ويشيع استخدام هذا الشكل من التنظيم في المنظمات التي تتميز بكثافة رأس المال فيها
مسؤول الأفراد مسؤول الأفراد مسؤول الأفراد مسؤول الأفراد
وبغض النظر عن نوع البناء التنظيمي المستخدم في المنظمة فإن تحديد شكل تنظيم إدارة الموارد البشرية يخضع لتأثير العوامل التي تم الإشارة إليها سابقا من جهة , وأهداف إدارة الموارد البشرية من جهة أخرى .
حيث تشير الاتجاهات العامة اليوم والمتوقعة في المستقبل بأن إدارة الموارد البشرية تتجه إلى
1- توسع في وظائفها ونشاطاتها.
2- زيادة مشاركة العاملين في صنع القرارات.
3- زيادة درجة المخاطرة في توظيف الموارد البشرية.
فمثل هذه الاتجاهات تحتم على إدارة المنظمات النظر بعمق أكثر إلى دور إدارة الموارد البشرية فيها و بالتالي تختار شكل التنظيم الذي يتناسب مع الدور أولا و تحقيق أهداف المنظمة و الفرد والمجتمع ثانيا .