السبت القادم سيبدأ نظام نطاقات، وهو نظام يختص ويركز على حل للبطالة في المملكة التي أصبحت شيئا واقعيا لا يمكن تجاوزه، ووزارة العمل أعلنت رسميا بأن حجم البطالة في المملكة يتجاوز المليون ونصف مواطن ومواطنة، وهو ما يسبب خللا اجتماعيا بكل أبعاده السلبية وأيضا الاقتصادية، نظام نطاقات ليس هو الحل الوحيد ولا الأخير ، فحلول البطالة لن تأتي مع هذا النظام فقط ، بل هي مجموعة وحزمة متغيرات مفترض العمل بها لكي يمكن الخروج من نفق البطالة ، التي أصبحت تتزايد وترتفع سنويا مع تدفق الخريجين من الجامعات والكليات وغيرها ، وأيضا مع قدوم الخريجين من البعثات الخارجية ، وهنا نحتاج إلى التخطيط المستقبلي لكي يمكن استيعاب كل هذه الطاقات الشابة التي نحن بأمس الحاجة لها وفي اقتصاد ناشئ.


نطاقات يحتاج إلى ثقافة قبول العمل من المواطن والمواطنة، بلا شروط يضعها إلا ما يحفظ حقوقه ومستحقاته وهي لا شك مكفولة بنظام العمل والعمال والتأمينات الاجتماعية، نحتاج إلى مزيد من الفهم للشباب من الجنسين أن العمل في البداية لن يكون سهلا ولن يكون ممهدا بسهولة ، ويجب أن تعمل على انتزاع الفرصة والتمسك بها وشق طريق المستقبل، يجب أن لا تنتظر من سيعلمك أو تتوقع أن يأتي لك آخر ويقدم لك مكانه بالعمل وتأخذه، بل ستجد مصاعب وصعوبات وعقبات ويجب أن تتوقع ذلك ، نطاقات حل يمنح الفرصة ولكنه لن يعمل بدلا عنك ، ويجب أن تعمل بنظام مرحلي فطموحاتك لن تتحقق من أول وظيفة أو ثالث وظيفة بل عليك اكتساب المعرفة والمهارة والعمل والحرص والانضباط والألتزام، لا ينقص الشاب السعودي خاصة والشابة العلم والمعرفة والقدرات الذهنية ابدا بل هم من الأفضل في العمل فلدينا أطباء عالميين بدون مبالغات ومديرو شركات كبار بوزن أي شركة عالمية ، وهذا يعني أننا نحتاج منك عزيزي الشاب والشابة العمل بإصرار والصبر والمثابرة والالتزام، ولا تتوقع أن الشهادة هي الحل السحري للعمل ، فكم من صاحب عمل يريد " التزام وانضابط " وطموح بالتعلم لكي يحقق أهدافة هذا الشاب والشابة عوضا عن شهادة علمية يفتقد معها الشاب والشابة أساسيات العمل وهي الالتزام والانضباط.


نطاقات نطالب به وبكل ما لدينا تشجيع ومثابرة لا شك بها، وعلى وزارة العمل أن تستمر به ولا تتوقف حتى نهاية المطاف، وان تستمع للشركات والمؤسسات والشباب لكي نخرج بنظام عمل يقلص هذه البطالة التي اعتبرها مصطنعة يتحمل كل طرف مسؤولية بذلك، فهي ليست مشكلة طرف واحد فهي من التعليم والوزارة والشباب والقطاع الخاص، ولكن الآن دقت ساعة العمل لهم وعلى الجميع أن يؤدي عمله على أكمل وجه، شجعوا الشباب وامنحوهم الفرصة، وعلى الشباب إثبات قدراتهم وأنهم فعلا أهل لها .


*عن صحيفة" الرياض" السعودية