العربيةينصح الخبراءُ المتقدمين إلى أي عمل أن لا يتطلعوا إلى المال فقط، بل دراسة الجوانب الصحية للمهنة خوفاً من أن ينفقوا رواتبهم ومدخراتهم على أمراض خطيرة قد تكلفهم حياتهم.

وعلى الرغم من أن المخاطر الصحية لأي مهنة أصبحت معروفة، إلا أن صحيفة "وول ستريت جورنال" حددت 7 وظائف هي الأكثر خطورة على حياة الإنسان وتزيد من عزلته الاجتماعية، مشيرة إلى أن أصحاب العمل والشركات يدركون مدى مخاطر الوظائف، لكنهم لم يتخذوا الإجراءات الكافية لحماية العمال منها، إلى حد أنهم يجبرونهم على التعامل مع مواد كيميائية مثل الأسبستوس والفورمالديهايد. ووفقاً لـ"وول ستريت جورنال" فإن الأمراض الأكثر شيوعاً في أماكن العمل السبعة هي: السرطان وأمراض الرئة والقلب.

وتعتبر مهنة متعهدي دفن الموتى من أكثر المهن خطورة، فبالرغم أن العاملين فيها يتقاضون أجراً يبلغ 52 ألف دولار سنوياً، إلا أنهم معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بسرطان الدم.

وتظهر دراسات المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة الأمريكية زيادة كبيرة في عدد الوفيات بين العاملين في صناعة الجنازات والتشريح نتيجة استخدامهم الفورمالديهايد المصنفة رسمياً بمادة مسرطنة وتدخل في صناعة التوابيت والتحنيط.

أما المهنة الثانية الأكثر خطورة فيحظى بها عمال الصرف الصحي المتخصصون بتمديد الأنابيب، فهؤلاء ينتشر وسطهم أورام خبيثة تهدد حياتهم نتيجة تعرضهم لمادة الإسبستوس التي انخفض استهلاكها بنسبة 99.8%، لكن العاملين في إزالة الأنابيب يتوجب عليهم حملها واستنشاق الجزئيات المتطايرة منها. وتغري الشركات العمال بأجر مرتفع يبلغ 47 ألف دولار في السنة.

ويتشاطر هذا الأجر تقريباً أيضاً عمال تصنيع الخرسانات الإسمنتية، وينتشر مرض تليف الرئة بين هؤلاء نتيجة استنشاق غبار السيليكا، الذي يستخدم في إنتاج الإسمنت. وهذا المرض يؤدي إلى ضيق شديد في التنفس، وفقدان الشهية، وآلام في الصدر، وفشل الجهاز التنفسي الذي يمكن أن يسبب الموت. ويصاب أكثر من مليون عامل بناء بأمراض رئوية بسبب السيليكا في الولايات المتحدة الأمريكية.

وبعيداً عن مواقع البناء ودفن الموتى ننتقل إلى السماء، حيث يصاب العديد من الطيارين بسرطان الجلد نتيجة التعرض المكثف لأشعة الشمس. وتشير الدراسات إلى أن متوسط معدل إصابة الطيارين بسرطان الجلد يفوق المعدل العالمي بحوالي 25 ضعفاً، الأمر الذي يزيد احتمال تعرضهم للوفاة بسبب المرض الذي تتجاوز كلفة علاجه أضعاف متوسط راتب الطيار البالغ 103 آلاف دولار.

لكن تبقى الوفيات وسط الطياريين أقل بكثير مقارنة برجال الأطفاء المعرضين بشكل دائم لنوبة قلبية بسبب ما يتطلبه عملهم من إجهاد بدني ونفسي، عدا عن مخاطر تنشق الأدخنة السامة. وتقول الدراسات إن وجود رجل الإطفاء وسط الحرائق يزيد احتمال تعرضه لأزمة قلبية بنسبة تفوق 100 مرة المعدل لدى الإنسان العادي، لذلك فإن هذه المخاطر تحتم رفع أجورهم المتواضعة والتي بالكاد تصل إلى 45 ألف دولار سنويا.

وليس رجال الإطفاء وحدهم يشكون من ضعف رواتبهم، فنفس المشكلة تواجه عمال مناجم الفحم ولحامي المعادن، حيث يبلغ متوسط أجرهم 43 ألف دولار و35 ألف دولار على التوالي، وقلة منهم من يتمتع بصحة جيدة. فخلال الفترة الممتدة من عام 1968 إلى 2006 فقد 29 ألف عامل في مناجم الفحم أرواحهم، وذلك بعد توقف رئاتهم عن العمل لإنسدادها بغبار الفحم. أما لحامو المعادن الذين يستنشقون جزئيات المنغيز المتغلغلة وسط الأبخرة المتصاعدة من المعادن فإنهم مرشحون للإصابة بمتلازمة باركنسون التي من أبرز عوارضها الرجفة وبطء الحركة وتصلب العضلات، وفقدان التوازن.