على أساس من الأفكار والمبادئ الأساسية التي سبق ذكرها، يحدد مهندس الطرق أهدافا بعيدة وقصيرة المدى. وبالنسبة للأهداف بعيدة المدى عليه في سبيل التطلع للتحول بالمصنع إلي المصنع الآلي الذي يعمل بالضغط على الأزرار، أن يتعرف على الاستثمار الرأسمالي الكبير الذي يلزم لتحقيق ذلك , وكميات الإنتاج التي تبرر هذا الاستثمار، وأن يقيِّم الوضع الراهن للمصنع والنمو المتوقع له، ثم يحدد على ضوء الدراسات التي يجريها برامج زمنية تقريبية، على مدى السنوات القادمة، الخطوات التي ينبغي اتخاذها لتحقيق الأهداف بعيدة المدى.
وبالنسبة للأهداف قصيرة المدى، عليه أن يعمل على الاستفادة من الفرص العديدة المتاحة له، ويتعرف على المشرفين المسؤولين الذين يمكنهم تنفيذ مقترحاته وتوصياته، ويدفعوا بها للتنفيذ الفوري. كما يدرس موضوع المواد الخام، فمثلا إذا افترضنا أن مرحلة التشكيل الابتدائي للكميات الصغيرة يمكن أن تتم بتكلفة منخفضة نسبيا، عن طريق شراء قطع مسبوكة، فإنه نظرا إلي أن تشغيل القطع المسبوكة على الآلات لإنتاج قطع منتهية يكلف كثيرا، فإن عليه أن يدرس ما إذا كانت الكميات المطلوبة كبيرة، حيت يمكن أن تستخدم في هذا التشغيل مكابس هيدروليكية، أو حيث يمكن السبك في قوالب أو القولبه اللدنه، أو التشغيل الآلي. وعليه أيضا أن يدرس ما إذا كانت المصانع الأخرى، ذات المعدات والمهارات المتخصصة، يمكنها أن تنتج القطع المنتهية بتكلفة أقل ليقارن بين تشغيل القطع أو شرائها تامة الصنع.
كما يدرس عدد القطع التي تستخدم، ويفاضل بين صلب السرعة العالية والصلب السبائكي، والخزفيات والإلكترونيات، على أساس مزايا وعيوب كل نوع، فمثلا قد تسبب الحرارة المتولدة عن القطع بمقادير كبيرة وسرعات عالية، مشكلة تتطلب استخدام سائل تبريد عند نقطة القطع.
وكذلك يدرس طرق وصل القطع وهل يستخدم البراغي والصواميل , أو البرشمة الساخنة أو الباردة أو اللحام بأنواعه المختلفة أو اللصق، وذلك على أساس المعدات والمهارات التي تلزم لكل طريقه والكميات المطلوب إنتاجها. ثم يدرس مواقع العمل في محطات التجميع، ويسعى إلي إعادة ترتيبها، بحيث يقرب القطع من مواقع تجميعها ويقلل من التنقل بقدر الإمكان، ويضع حاويات القطع في متناول حركة الذراع الدائرية العادية، لتقليل الحركات الزائدة. ومن الأقوال الشائعة في هذا المجال " مكان لكل شيء وكل شيء في مكانه ". ومن أمثلة تطبيق هذا المبدأ تعليق المفكات الآلية للبراغى مباشرة فوق مكان الاستخدام.
مما تقدم، تتضح الأهمية الكبيرة لدور مهندس الطرق في إنجاح المصنع، وخاصة المصانع الصغيرة والمتوسطة، إذ أن أي تقليل في وقت التصنيع مهما كان صغيرا، يؤثر على السعة الإنتاجية للمصنع، وكمية الإنتاج والمخزون ووقت التسليم للعملاء. كما أن الإجراء التصحيحي الذي يمكنه أن يتخذه في مجالات كثيرة، يؤثر على ربحية المصنع, وأهم من ذلك كله روح المنافسة التي يخلقها هذا السعي المتواصل للتحسين في جميع النواحي، بواسطة الأفراد سواء كانوا مشرفين أو منتجين. الأمر الذي يجعل من السهل تحقيق الأهداف الأكبر والبعيدة المدى.