هل انت بقلظ؟؟؟؟؟؟




...

ذات يوم .. مرض "بقلظ" مرضاً شديداً، فذهب إلى الطبيب ليسأله عن علاج


فقال له الطبيب حرفياً :"عليك أن تأخذ هذا الدواء ثلاثة مرات يومياً، ولكن هناك بعض التجاوزات بأن تأخذه بعد وقته بساعه إن اضطررت"


فقام "بقلظ" بالتشاجر مع الطبيب .. بقوله:


"ياعم الطــــب يسر، انت اية فهمك فى الطب؟؟؟ - انا هاخد الدواء ده كل ثلاث أيام مرة واحده"


فقاله له الطبيب: إذاً، إذهب وافعل ما شئت .. فلن يأتى هذا الدواء بنتيجة معك إذا لم تستخدمه كما وصفته لك


* انظر كيف وصل جهل "بقلظ" بأن ظنّ انه يفهم فى الطب أكثر من الطبيب، إذاً لماذا ذهب إلى الطبيب من الأصل،

والأكثر دهشه انه ربما وهم وخدع نفسه أنه ممن يأخذون الدواء والعلاج وانه سيُشفى من مرضه هذا


-----------


دعنى أضع لك شخصيات هذه القصه واقعياً ..


فالطبيب (باختلاف المقامات) هو الداعية إلى الله الذى لا يأتى بكلام من عنده .. فما هو إلا نقل لكلام رب العباد سبحانه، وكلام سيد الخلق صلى الله عليه وسلم


أما "بقلظ" .. فهو رجل يكثر فى زمننا هذا وفى بلدنا تلك .. الذى ربما خدع نفسه بأن تجاوز حدود الله وحجّته بأن "الدين يسر"


نعم .. الدين يسر .. بأنك إن لم تجد ماءاً للوضوء تتيمم


نعم .. الدين يسر .. إذا حضر وقت أكل مع وقت صلاة وكنت جائعاً .. يمكنك أن تأكل أولاً حتى لا ينشغل ذهنك فى الصلاة


نعم .. الدين يسر .. بأنك لو مريضا أو مسافراً وكنت فى صيام .. يمكنك الإفطار والقضاء فيما بعد


نعم .. الدين يسر .. بأن فرض عليك فقط خمس صلوات فى اليوم والليلة .. والباقى ماهو إلا تطوع منك لا تحاسب إن تركته


ولكــــن .. جاء "بقلظ" ليخدع نفسه ثانية بأن يعتقد أن الدين يسر فى حدود الله ..

وما العيب فى أن اترك الصلاة لأننى ببساطة "كسلان" .. فإن الدين يسر والإسلام دين قلوب "وانا قلبى أبيض وبينى وبين ربنا عمار"


ليت بقلظ يسمع قوله تعالى فى سورة النساء:


(لَيسَ بِأَمانِيِّكُم وَلا أَمانِىِّ أَهلِ الكِتٰبِ ۗ مَن يَعمَل سوءًا يُجزَ بِهِ وَلا يَجِد لَهُ مِن دونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصيرًا ﴿١٢٣﴾)دعنى أحاول أن اصحح بعض مفاهيم هذا البقلظ فى كلمة "الدين يسر" ..


لا .. الدين ليس يسراً عندما تسلم على "صديقاتك" بيدك وتقول "انا نيتى سليمة وشريفه وبيضه" ..
فلا اعلم يا بقلظ .. هو انت تقصد ان نيتك وقلبك اطهر من قلبه عليه الصلاة والسلام ..
فهو لم يمسّ يد امرأة مطلقاً .. وقال عليه الصلاة والسلام

"لأن يضرب أحدكم بمخيط من حديد فى رأسه خير له من أن يمس يد امرأة لا تحل له"

أخرجه الطبراني 20|211

لا .. الدين ليس يسراً عندما تتصفح كتب "الأبراج" وتتهافت عليها وكأنها قرأن .. وتقول بكل بساطة وطيب نفس "ياعم ده كلام فارغ انا بس بقراه كده ومش بصدقه اكيد" ..
.


لا .. الدين ليس يسراً بأن تكذب لتضحك غيرك .. بل وتكون أول من يستمع إلى النكات وتفاهات الكذب .. فلو أن الدين يسراً .. فما قال عليه الصلاة والسلام :"ويل لمن يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له"
رواه الترمزى


لا .. فالدين ليس يسراً بأن تتخلى المرأة عن حجابها الشرعى وتتحايل على كلام الله عز وجل .. بحجّه "الجو حر، ومقدرش البس كده، وكمان انتوا ايش فهمكوا انتوا يا مشايخ .. انا قلبى أبيض ودى أهم حاجة" .. فلو أن الأمر كذلك فما قال الله تعالى:

(وَما كانَ لِمُؤمِنٍ وَلا مُؤمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسولُهُ أَمرًا أَن يَكونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم ۗ) سورة الأحزاب


لا .. الدين ليس يسراً بأن تتابع الأفلام والمسلسلات والأغانى وتنظر هنا وهنالك إلى ما يبغضه الله .. بحجة "ياعم الدين يســــــر بقى انتوا هتعقدونا .. واحنا يعنى بنعمل ايه .. دى أغانى وكلام فاضى يعنى مفهوش حاجة .. مجرد بنسلى نفسينا .. الرحمة حلوه يا ناااس" ..



والكثير الكثير غير ذلك ..انظر كيف وصل فهم ذاك البقلظ الخاطئ لأمور دينه .. وظنّ بأن كلمة "الدين يسر" ستكون حجّه له ..

لا وربّى .. فلا يسر فى حد من حدود الله سبحانه .. وستكون حجّه عليه يوم القيامة


وللأسف .. مشكله "بقلظ" الحقيقية انه جعل أمور دينه أتفه وأقل من أن ينظر فيها ويسأل عنها ويتفقه فى دينه


أعوذ بالله ان اذكركم به وأنساه .. ولكن فى الختام ليسأل كلٌ منّا نفسه ..


هل أنا بقاظ