(إذا فعلت الأشياء الصحيحة بالطريقة الصحيحة، سوف تحصل على النتائج التي ترغبها)
بريان تراسي
اعتمدت المناقشة السابقة، على تغيير القيم والمعتقدات أولًا لتغيير الإتجاهات، ثم تغيير السلوك.
وفي الواقع أن هذا هو النموذج التقليدي، الذي تم استخدامه في مجال تغيير الإتجاهات التنظيمية، ومع ذلك، فإن هناك مدخلًا بديلًا لتغيير الإتجاهات، ويتمثل هذا المدخل في تغيير السلوك أولًا، مفترضًا بذلك، أن الفرد سوف يوحد إتجاهاته لتدعم السلوك، فوفقًا لنظرية عدم التوافق الوجداني، فإن إرتباط الفرد بسلوك معين، لا تدعمه إتجاهات الفرد، فإن هذا ممكن أن يؤدي به إلى تغيير الإتجاهات، لتخفيض التوتر الناتج من عدم التوافق، ويمكن تحقيق هذا من خلال تمثيل الأدوار للأفراد، الذين نريد تغيير إتجاهاتهم.
وقد جادل الباحثان، جولد سيتن وسورتر، بأن وجهة النظر التقليدية في تغيير الإتجاهات لم تثبت فعاليتها بصفة دائمة في المجال التنظيمي، ويقترح هذان الباحثان أن استخدام الإقناع في تغيير المعتقدات والقيم، غالبًا ما يفشل في تغيير الإتجاهات؛ لأن الأفراد المراد تغيير إتجاهاتهم يكونوا غير قادرين على رؤية، أو إدراك الكيفية التي يمكن من خلالها، تحويل المعتقدات الجديدة إلى تطبيق فعلي في مجال السلوك في المنظمات.
فمثلًا، قد يتعلم بعض المتدربين من خلال برنامج تدريبي، أن الأفراد الذين لديهم خلفيات أخلاقية مختلفة يكون لديهم أنماطًا مختلفة للإتصال، وبالرغم من معرفتهم هذه، لا يكون لديهم الفهم الكافي للكيفية، التي يمكن أن يطبقون بها هذه المعرفة، في تعاملاتهم مع الأفراد الآخرين داخل العمل.
وللتعامل مع هذه المشكلة، فإن المدخل الجديد لتغيير الإتجاهات، يقترح ضرورة تعلم الفرد لسلوكيات خاصة يمكن تطبيقها، وممارستها في مجال العمل، تتوافق مع التغيير المطلوب في الإتجاهات، فعندما يجد المتدرب أن هذه السلوكيات ناجحة في تحقيق أنشطتهم اليومية، فإن نظرية عدم التوافق تقترح أن الإتجاهات سوف تتغير، لتستجيب مع السلوكيات الجديدة، التي تعلمها الفرد، ووفقًا لهذا المدخل المعدل لتغيير الإتجاهات، فإن هناك ثلاثة أساليب، يمكن استخدامها لتغيير السلوك:
  1. نمذجة السلوكيات الصحيحة، ويمكن تحقيق هذا، من خلال شرائط فيديو توضح السلوك المطلوب.
  2. تمثيل الأدوار للسلوكيات الصحيحة يقوم بها المتدربون، وبهذه الطريقة يمكن إعطاء فرصة للمتدربين، للممارسة الفعلية للسلوكيات المطلوبة.
  3. التدعيم للسلوك التمثيلي، وفي هذا المجال يقدم المدرب التدعيم (وعادة ما يكون مدحًا) للسلوك التمثيلي الصحيح.
وقد تم تطبيق هذا النموذج المعدل، في شركات كبيرة بالولايات المتحدة الأمريكية، مثل أي. بي. إم.، وجنرال إلكتريك، وأثبت نجاحه، مما يشير إلى إمكانية تطبيقه في مجالات أخرى.