حتّى ترى مؤسستك من وجهة نظرٍ خارجية لست محصوراً بعيني مراقبٍ خارجي! إنّ طرفاً داخلياً مبدعاً صافي الفكر يمكنه أن يتحرّر من تصوراته وتصوّرات شركته المسبقة فينظر من إطلالةٍ جديدة.
من أبرز الأمثلة على هذا ما قام به في عام 1985 آندي غروف (رئيس إنتل فيما بعد) ورئيسه غوردون مور عندما كانا يواجهان ما بدا حينئذٍ معضلةً لا مخرج منها.
في غمرة بحثهما المشتّت في كل اتجاه سأل آندي غوردون: لو تخلّص منّا مجلس الإدارة وأحضر قيادةً جديدة فماذا تظنّها ستفعل؟.. وعندئذٍ بدت الإجابة المنشودة وحل المعضلة واضحةً لكلا الرجلين.

سؤال آندي غروف البسيط في ظاهره كان كفيلاً بنزع معمّيات الإنكار والمكابرة عن عينيهما. أتاح لهما رؤية الموقف رؤيةً مجرّدة ومواجهته مواجهةً واضحة، وتمكّنا بفضله من الإقدام على ما صار يبدو حينئذٍ الخيار الصحيح الواضح.
إن سؤال غروف لم يجعل الرجلين أكثر ذكاءً، وهما لم يكونا بحاجةٍ لمزيدٍ من الذكاء على أية حال. إنّ مواجهة الإنكار الذاتيّ وتخطّي المكابرة ليست مسألة ذكاء وحدّة نظر بل مسألة منظورٍ جديد وإطلالةٍ جديدة.