في عام 2005 كان نادي السلة الاحترافي هيوستن روكيتس يبحث عن لاعبٍ موهوبٍ لإكمال تشكيلته. قدّمت تقارير الاستكشاف والتحاليل التقليدية لائحةً بأسماء عديدة. كان بعضها مشغولاً، وبعضها باهظ الكلفة، وبدا بعضها الآخر بعيداً عمّا يحتاجه الفريق حقاً.
لكن عندما استخدم هاوستون مدير الفريق أسلوب تحليل متقدم توصّل إلى أنّ اللاعب شين باتيير هو ما يحتاجه الفريق حقاً.
لم يقتنع الجميع باختيار المدير. فحسب كثيرٍ من المعايير التقليدية (مثل عدد النقاط المسجلة، والهجمات المرتدة، والتسديدات المعترضة..) كان باتيير لاعباً عادياً. لكنّ تحليل هاوستون مضى أبعد من تلك المعايير. كان ممكناً قياس أداء أعضاء الفريق الآخرين عندما يكون باتيير حاضراً في الملعب، وبناءً على هذا المعيار كان باتيير متفوقاً على أقرانه. حيثما كان باتيير حاضراً، بغضّ النظر عن موقعه، فإنّ أداء رفاقه كان يتحسّن فيتقدّم فريقه ويتراجع الفريق المقابل.

رسا الاختيار على باتيير، وبالفعل تقدّم ليصبح نجماً ساطعاً.
وأنت عزيزي القارئ، كيف تقيس مساهمات أعضاء فريقك؟ بل كيف تختار هؤلاء الأعضاء أوّلاً؟

كيف تضمن أنّ طاقات الأعضاء لا تضيع في استيعاب واحتمال التنافرات والاختلافات الداخلية وإنّما تتكامل وتركّز في سبيل إنجاز الأهداف؟ كيف تعرف أنّ هذا العضو أو ذاك رافعةٌ للفريق وليس عبئاً؟ مفيدٌ للفريق وليس مستفيداً؟ مشغّل وليس مستغلّاً؟