الموظفون ... مورد بشرى ذو قيمة كبرى في مكان العمل، فهم من يتولون الإدارة وتحقيق الإيرادات وإستقطاب رضاء العملاء ، إذ أنهم لا يمثلون كنز الملكية الفكرية للمؤسسة فحسب، ولكنهم يمتلكون أيضاً مفاتيح نجاح الشركة في المستقبل. لذلك لابد من الحرص على إسعادهم .. تُرى كيف تحافظ على سعادة موظفيك وتحسن تحفيزهم على العمل وتعزز إحتمالية بقائهم لمدة أطول في شركتك لأنهم إن لم يجدوا السعادة على مستوى العمل فى مؤسساتهم هربوا إليها فى مكان عمل أخر؟ إنه سؤال يستحق التفكير.
تعي بعض من الشركات الخمسمائة الأفضل في الولايات المتحدة أهمية الإستثمار في الموظفين بإعتبارهم أحد الموارد المهمة لأى مكان، وتمارس تلك الشركات مبدأ إضفاء الشعور بالسعادة على أي شخص في وظيفته مهما كانت بسيطة.
ضمن ما تتم ممارسته لإضفاء شعور السعادة إظهار الإحترام فالحاجة إلى الشعور بإحترام الآخرين إحدى الطبائع الإنسانية والتي يجب أن يفهمها كل من يدير الآخرين. والإحترام لا يقتصر فقط على أسلوب المعاملة ولكن على التقدير للأداء سواء من الناحية المادية أو المعنوية.
الترقي
إذا شعر الموظفون بأن وظيفتهم تقدم لهم فرصاً عظيمة ومثيرة للتحفيز، لن يتخلوا قطعاً عنها بسهولة، لذلك قدم مساراً واضحاً نسبياً للنمو والترقى داخل الشركة، فعندما يري الموظف أن وظيفته في الشركة تنتهي إلى طريق مسدود، سيحاول البحث عن أية فرصة خارج الشركة. والترقى لا ينطبق فقط على السلم الوظيفى وإنما ينطبق أيضاً على الراتب الملائم وهناك خطأ فادح تقع فيه بعض الشركات حينما تضطر إلى تخفيض الحد الأدنى للتكاليف فتبدأ أولاً بمرتبات الموظفين، مما يدفعهم إلى الشعور بالغبن الذى يفقدهم القدرة على الإبداع والإنتاج بل والبحث عن فرص أفضل فى أماكن منافسة، لذلك إدفع لموظفيك أعلي من المرتبات السائدة في السوق بقليل، وقدم المكافآت وأسهم المشاركة في ملكية الشركة خاصة لمن لديهم ولاء طويل الأجل للشركة أو الموظفين ذوي الإنتاجية العالية.فهذا من شأنه إشعارهم أنهم أصحاب المال فيجتهدون للحفاظ عليه وزيادة ربحية المؤسسة.
ما سبق يبث فى نفوسهم الشعور بأنهم مشاركون ذوى قيمة في إدارة الشركة ولهم دور مهم في مجالات الخبرة الخاصة بهم، وعندما يمتلك الموظفون الفرصة لتحمل المسئولية في المشروعات وإستخدام مبادراتهم الخاصة، لن يزيد تمتعهم بالعمل فحسب ولكن سيصحبون أكثر إنتاجية وكفاءة.
من المثير للدهشة أن عدداً من كبار المديرين التنفيذيين لا يعرفون هوية موظفيهم، وليس لديهم الوقت الكافي للجلوس مع هؤلاء الموظفين للتعرف عليهم ، وينطبق نفس الشيء على الإدارة في المستويات المتوسطة. لذلك يفقدون سبل إسعادهم ثم يفقدونهم.
التغذية المرتجعة
يحب الموظفون الإطراء و سماع الأخبار السارة عما يقومون به من عمل، يقدرون أيضاً التغذية الراجعة على الأمور السلبية في العمل ولكن فقط في حالة تقديم هذه التغذية الراجعة بأسلوب إيجابي وودي دون التهديد أو النقد، ويعني تقديم التغذية الراجعة التركيز على المشكلات والعمليات في العمل وكيفية تحسين ذلك ، لإنها تشير إلى مدى إهتمام المدير بما يقوم به الموظفين ومشاركتهم بشكل فعال في وظائفهم. لذلك فكلمات المدح التى تأتى فى موقعها ووقتها المناسب تدخل السعادة على الناس كما أن كلمات الإنتقاد البناء الهادئة التى لا تجرح وتبتعد عن التعنيف تصل إلى ما يرغبه المديرين دون أن تعطى إنطباعاً هجومياً لدى الموظف وهذا هو أسرع طريق للوصول إلى قلب الموظف .
فى النهاية لا يسعنا إلا أن نقول أن الموظفون في شركتك مثل النباتات التي تزدهر عندما تتوفر البيئة الصالحة للإزدهار، فإذا لم تستطع توفير هذه البيئة ، لن تستطيع توجيه اللوم لهم إذا ما سعوا إلى أماكن أخرى أفضل فيما اخفقت فيه؟