إن الخطة التي ستحسن نوعية حياتنا لا بد أن تخدم رؤيتنا لهذه الحياة، لا بد أن تخدم هدفنا الأهم الذي نسعى له في هذه الحياة، ان أعمال الانسان كما يقرر القرآن الكريم تتحدد بمكانته، قال تعالىبناء الرسالة الشخصية قل اعملوا على مكانتكم) و يذكرني هذا بمحاضرة رائعة للداعية الراقي عمرو خالد بعنوان الشباب و الصيف يتحدث فيها عن ضرورة أن يكون للشباب المسلم رسالة في هذه الحياة، رسالة تكون شغله الشاغل و في فكره العامل، يخطط لها و يتعب من أجلها و يضحي في سبيلها، إن هذه الرسالة يجب أن تكون عنوان حياتنا.

إن مجرد اختيار هذا الهدف أو هذه الرسالة عملية صعبة و لكن لا بد منها لكل من يبحث عن المعالي، انها رسالة محددة مكتوبة، ترسم لنا الطريق و تجعل لحياتنا معنى.

إذا أجت عن هذه الأسئلة بوضوح قد تستطيع كتابة رؤيتك الملهمة أو رسالتك في هذه الحياة:
1. ما هي أهم الأشياء في حياتي؟
2. ما هو الشيء الذي يعطي معنى لحياتي؟
3. ماذا أريد أن أكون؟ و ماذا أريد أن أعمل في هذه الحياة؟

بسهولة أستطيع أن أقول – كمسلم- إن رضى الله عني هو غايتي و مرادي و لكن عندما أتكلم عن رسالتي في هذه الحياة فيجب أن تكون كل أعمالي و كل أهدافي و كل خططي في سبيل رضى الله و لكن يجب أن تكون رسالتي أكثر تحديدا و وضوحا، و أقدم مثالا للتعرف أخي على هذا المعنى، الدكتور يوسف القرضاوي يذكر في كتبه أنه نذر نفسه لتحقيق معاني الوسطية و التيسير في أركان أمة الاسلام، و ذات يوم كنا نجلس في حضرة أحد المشايخ الفضلاء فأخذ يكلمنا عن ما يتمنى أن يحققه للاسلام في هذه الحياة، فكانت رسالته هي بعث الأمل و بشائر النصر في هذه الأمة، فراجعت كل ما علمنا من دروس و تذكرت كل ما قاله من كلمات في الماضي، فعلمت أنه ما قال في يوم كلمة الا و هذا الهدف الجليل وراءها و حينها فقط علمت سر نجاحه و توفيقه في دخول القلوب، و علمت لماذا أخرج في كل مرة من محاضرته أشد شوقا و حبا للتضحية و الجهاد و العمل في سبيل الله.
تخيل معي أخي لو أن هناك من يجعل الاعلام الاسلامي رسالة له – على قدر طاقته – و تخيل لو أن هناك من يجعل من خدمة الفقراء و المساكين رسالة في حياته، و لو أن هناك من يجعل من الاطفال و تربيتهم التربية الاسلامية هما و رسالة له في الحياة، لا بد أن هذا سيغير الكثير، هناك جمعيات في أمريكا يقدر أعضاؤها بالملايين تهتم بأشياء لا قيمة لها في نظرنا و لكنها تعتبرها أهم شيء في الحياة، هناك جمعيات كاملة للحفاظ على نوع معين من الاسماك يخشى عليه من الانقراض، و جمعيات هم أصحابها الوحيد في هذه الحياة هو مكافحة التدخين، ينامون و يستيقظون و هم يفكرون في وسيلة جديدة تنقذ شخصا جديدا من آفة التدخين.

إن بناء رسالة شخصية قوية عامل مهم لتحسين نوعية حياتك، و للبدء بهذه الخطوة فكر أنه قد بقي لك في هذه الدنيا ستة شهور فقط، كيف ستنفق هذا الوقت؟