التكاتف والتفاعل يعني أن الكل أكبر من مجموع الأجزاء. عندما يعمل شخصان أو أكثر على فهم أمر ما، يمكنهم تكوين ظاهرة تسمى " التكاتف." التكاتف يمكننا من أن نكتشف معا أشياء كانت فرص اكتشافنا لها فرادى أقل بكثير.
التكاتف إجراء يوصلنا إلى البديل الثالث. البديل الثالث هو حل مشترك يتم التوصل إليه من خلال مفهوم "انفع نفسك وانفع الناس" الذي يرضي جميع الأطراف المعنية. ولكي يجد الناس البديل الثالث، يجب أن تتم اتصالاتهم بشكل تعاوني، كما يجب أن يعملوا على تحقيق أهداف مشتركة. لا يمكن تحقيق التفاعل دون الوصول إلى البديل الثالث أولا.
يتم تحقيق التكاتف والتفاعل بعد تكوين بيئة مساندة لهما. بالعمل داخل إطار دائرة التأثير الخاصة بنا، يمكننا تكوين بيئة يزدهر من خلالها التكاتف والتفاعل. تتضمن عناصر هذه البيئة: تبني مواقف "انفع نفسك وانفع الآخرين؛" فهم الآخرين أولا؛ الإيمان بقدرتنا على الوصول إلى البديل الثالث. ملحوظة: تقوم هذه العادة على العادتين السابقتين: فكر بطريقة "انفع نفسك وانفع الآخرين،" و "احرص أولا على تفهم الآخرين، ومن ثم على أن يفهمك الآخرون."
العلاقات التي تجمع أناسا ذوي قدرات وأساليب تفكير مختلفة تمثل فرصا للتكاتف. تزداد فرص التكاتف مع الآخرين عندما لا يرى شخصان الأمور بنفس الطريقة. الاختلاف بينهما يمثل فرصة.
وقد يكون هناك خلافات بين الذين يفكرون بشكل مختلف أكثر ممن يفكرون بنفس الطريقة، ولكن عندما تنهار علاقات العمل أو العلاقات الشخصية بسبب عدم الاتفاق، فإنه لا يكون بسبب تلك الاختلافات. السبب الحقيقي هو أن الأشخاص المعنيين لم يقدروا الاختلافات بينهما أو طريقة الاستفادة منها.
الخطوة الأولى نحو الاستفادة من وجود الاختلافات هي تقديرها واحترامها. لا يؤدي مجرد وجود الاختلافات إلى التكاتف بين الناس. بل يجب أن نقدر ونحترم الاختلافات بيننا، وأن نستفيد من وجودها. احترام الفروق والاختلافات يعني منح الآخرين حرية التفكير المستقل، وأن نكون منفتحين لآرائهم. أما تقدير الاختلافات فيعني الاقتناع بأن رؤيتنا غير كاملة.
التحدي الذي يواجهنا هو احترام وتقدير الاختلافات وأن نتعلم مما تكشفه لنا، حيث يمكننا أن نراها كفائدة أو كتهديد، واختيارنا يحدد نوع العلاقات ونوع الحياة التي نحياها.
الأحكام المسبقة قد تعوق تقدير الفروق والاختلافات. تمثل الأحكام المسبقة صور ذهنية مقيدة وغير دقيقة. فهي تمنعنا من تقدير قيمة الاختلافات بيننا وبين الآخرين.
الاتصالات التكاتفية مفتوحة. عندما تكون اتصالاتنا تكاتفية، فإننا ببساطة نفتح أذهاننا وقلوبنا لاحتمالات جديدة، وبدائل جديدة، واختيارات جديدة. فنحن نؤمن بأن الحلول التي نتوصل إليها ستكون أفضل بكثير من الحلول السابقة.