تفكير "انفع نفسك وضر الناس" يدعو إلى عقد مقارنات ومنافسة غير صحية. "أنا أنفع نفسي، عندما تضر نفسك أنت" يمثل نموذجا إدراكيا منتشرا بين الأكاديميين والرياضيين والسياسيين ورجال القانون والعائلات والزملاء والأصدقاء.
أسلوب إنفع نفسك وانفع الناس" هو التزام يسمح للجميع بالإنتفاع. يمثل التفكير بطريقة "انفع نفسك وانفع الناس" إطارا ذهنيا وعاطفيا يسعى باستمرار للفائدة المتبادلة في جميع التفاعلات الإنسانية. وتعني "انفع نفسك وانفع الناس" النفع للجميع لأن الاتفاقات أو الحلول المتفق عليها نافعة ومرضية للجميع – فيكون لدى كل الأطراف أحاسيس طيبة نحو القرار، كما تشعر بالتزام نحو عملية التنفيذ.
كل المواقف التي لا تتضمن مبدأ "انفع نفسك وانفع الناس" تعتبر عديمة الفعالية. فمثلا، قد يكن أحد الوالدين لولده حبا مشروطا بالتفوق في مجال ما أو باتباع سلوك يقبله الوالد. وقد لا يظهر رئيس في العمل رد فعله إلا في حالات الفشل فقط، وليس في حالات النجاح. تتحقق الفعالية عندما تكون العلاقات الإنسانية مهمة لنا لدرجة نهتم فيها برفاهية الآخرين وحسن أحوالهم بصرف النظر عما يمكنهم تقديمه لنا.
عقلية الندرة عكس عقلية الوفرة. صاحب عقلية الندرة يعتقد أنه يتضرر عندما ينتفع إنسان آخر. يمثل مبدأ "انفع نفسك وانفع الناس" توازنا بين الشجاعة والشهامة (مراعاة مشاعر الناس). يركز الشجعان الذين لا يراعون مشاعر الناس على اتفاقات "انفع نفسك وضر الناس." أما التفكير بطريقة "انفع نفسك وانفع الناس" فينبع من إقامة التوازن بين الشجاعة والشهامة (مراعاة مشاعر الناس). تنبع علاقات "انفع نفسك وانفع الناس" من الإيمان بالبديل الثالث، ومن التنازل الاختياري عن الأنانية. فالذين لا يثقون في بعضهم البعض لا يؤمنون باتفاقات "انفع نفسك وانفع الناس،" إذ تنبع الثقة من الإيداعات المتكررة والزيادة في رصيد حساب الثقة. وعندما تكون درجة الثقة عالية بين الطرفين، تتبعها تلقائيا اتفاقات "انفع نفسك وانفع الناس."
وتنمو علاقات "انفع نفسك وانفع الناس" من الإيداع غير المشروط في حساب الثقة. ومن ناحية أخرى، يتم تدمير العلاقات عن طريق السحب المستمر من حساب الثقة. التفكير بطريقة "انفع نفسك وانفع الناس" هو صورة ذهنية للتعامل الإنساني. وينبع التفكير بطريقة "انفع نفسك وانفع الناس" من مكارم الأخلاق: الاستقامة، والنضج، وعقلية الوفرة. وهو ينبثق من العلاقات التي يوجد فيها درجة عالية من الثقة، وتتجسد في الاتفاقات التي توضح وتدير التوقعات والإنجازات بفعالية. ويمكننا ممارسة التفكير بطريقة "انفع نفسك وانفع الناس" من خلال أربعة أركان: (1) مكارم الأخلاق، (2) العلاقات، (3) اتفاقات "انفع نفسك وانفع الناس" و (4) النظم والعمليات.
وتركز الدورة التدريبية "العادات السبع: عادات الناس ذوي الفعالية العالية" على البعدين الأول والثاني. أما اتفاقات "انفع نفسك وانفع الناس" والنظم والعمليات فيتم تغطيتها بالكامل في البرنامج التدريبي "الأدوار الأربعة للقيادة."
يمتلك أصحاب شخصية "انفع نفسك وانفع الناس" الاستقامة والنضج وعقلية الوفرة. الاستقامة: الناس ذوو الاستقامة صادقون في مشاعرهم وقيمهم ومبادئهم. عقلية الوفرة: الناس الذين يتمتعون بعقلية الوفرة يؤمنون بأن هناك من الخير ما يكفي الجميع. النضـج: الناس الناضجون يعبرون عن أفكارهم ومشاعرهم بشجاعة مع مراعاة أفكار ومشاعر الناس.