بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"المجلس الوطني من خارج الصندوق"نمر في هذه الأيام بفترة انتخابات للمجلس الوطني , و نرى الاجتهاد من المرشحين و تسابقهم لحجز مقاعد في المجلسو بدأت الحملات الدعائية على الجرائد و المواقع الاجتماعية و أعمدة الشوارع و غيرها من الوسائل الإعلامية,و ظهرت لنا وجوه جديدة في المجالس و الاستراحات لم نراها منذ زمن بعيد و هي نفس الوجوه التي تظهر لنا في الصحف و المجلات , و يأملون من الناس ترشيحهم.يعيش الشعب اليوم في أول فصول من فصول مسرحية المجلس الوطني , و الشعب الإماراتي على وعي بأن المجلس الوطني ليس لديه الصرحيات الكافية لفعل أي شيء لهم سوى التوصيلة و الاقتراح و المناقشة , , و إذا عن نقل مشاكل الناس إلى الحاكم فالحاكم على دراية تامة بما يدور في دولته , و لديه من ينقل له مشاكل الناس ,و في الفترة الانتخابية الماضية رأيناهم المجلس و كان بعض أعضائه كالدمى على الطاولات , ولم يحققوا أي انجاز للشعب الإماراتي يُشكروا عليه , خرجوا و كأنهم لم يدخلوا, بالعكس الأمور ازدادت سوءاً على الشعب لأن دورهم لم يكن فعاللهذا المجتمع الإماراتي ثقته بإمكانيات المجلس الوطني قلة بنسبه كبيرة جداً , حتى البعض يأس من المجلس , و أنا شخصياً أفضل مشاهدة مسرحية طارق العلي على مشاهدة مسرحية المجلس الوطني , المعذرة لكن هذه الحقيقة , لأن الضجة التي تحدث في فترة الانتخابات أكبر بكثير من النتائج الإيجابية التي ممكن يسكبها الوطن من بعدها .فعلاً هي مسرحية , و المجلس شكلي تفرضه قوانين أمم المتحدة على الدول , نحن نحتاج مجلس فعلي مجلس لديه الصراحيات بالمحاسبة و متابعة حقوق المواطن , المجلس تكّون لأجل الوطن و المواطن , و ليس ليكون مساير الحكومة , وجود المجلس يفترض أن ينوب الشعب في الشورى و محاسبة المسئولين سواء كانوا حكام أو وزراء أو مدراء,وهذا ما تعلمناه من ديننا العظيم و لنا في من اقتدينا بهم من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الصحابة إلى التابعين عبر و قصص نتعلمها و نطبقها ولنا في قصة امرأة مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه درس عظيم, عندما أنكرت على عمر نهيه عن أن يزيد الناس في المهور على أربعمائة درهم، بعد ان شكا بعض من الناس عن غلاء المهورفقالت له: ليس هذا لك يا عمر: أما سمعت قول الله سبحانه: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً}فقال: أصابت امرأة وأخطأ عمر.لهذا يجب أن يعلم المنتخب دوره الحقيقي , و انه مسؤول أمام الله عن ما يفوق 100 ألف مواطن فرداً فرداً.و المنتخبون بإمكانهم في مناصبهم أن يجاهدوا أفضل جهاد , فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"و نحن في العدل لا نحتاج أن نتعلم من الغرب , فديننا علمنا العدل و المساواة و النظام ما يفوق ديمقراطيتهم العنصرية الفاشلة , لكن دائما العرب تحب التسلط , وبعض الدول الإسلامية اليوم تركت الحكم الإسلامي و السنة النبوية لأن شريعتنا ضد الاستبداد و تعطي للشعوب حقوقها و تفسح لهم المشاركة في السلطة , و هذا ما لا يتقبله الحكام , لهذا نشاهد اليوم تساقطهم واحد تلوى الآخر.على كل حال وجود المجلس الوطني ضروري إذا أُعطي الصراحيات , ليس لأن الأمم المتحدة تفرضه , إنما لأنها هذه سنتنا من قبل أن يتأسس مجلس الأمم المتحدة ,و اختيار المرشحين أمانه على من لديه الأصوات و سيحاسب إمام الله كل شخص على اختياره, يجب أن لا يكون الترشيح لصلة القرابة أو الصداقة , إنما يكون للكفء , صاحب السيرة الطيبة و الذكر الحسن , و معلوم بالكرم و بالتداخل مع الناس , و يمتلك العلم و المعرفة .و في هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استعمل رجلا ً على عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين"و أريد أن أذكر بالحديث التالي لكل من يحاول التصويت لفرد من أهله محاباة وهو يعلم إن هناك من هو أكثر كفائه منه:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ولي من أمر المسلمين شيئاً ، فأمَّر عليهم أحداً محاباة ، فعليه لعنة الله ، لا يقبل الله منه صرفاً ، ولا عدلاً ، حتى يدخله جهنم " .في السابق لم أكن متقبل الانتخابات , و لم أكن أريد أعطاء صوتي لأحد , ولكن عندما نفكر بالعقل , نجد أن من الضروري التصويت لو أننا لا نعترف بفعالية المجلس و لكن التصويت ضروري خاصةً من الناحية الأمنية , و لكي لا يستقلوا بعض الأقلية في الدولة تجاهلنا للانتخابات لصالحهم , و شخصياً أقترح أعطائهم مقعد واحد من باب العدل من قبل الحكومة لو لم يتمكنوا من حجز مقعد لهم من خلال الأصوات لنقل مشكلاتهم ,و أيضا في الشرع من الإثم الامتناع عن التصويت , قال تعالى " ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم " البقرة قال تعالى : " ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله "إلا في حالة جميع الأسماء المرشحة فاسدة أو ممن ترك الدين خلف ظهره و أهدافه فقط دنيويه هنا لك الحق بالامتناع, و الحمدلله يوجد من المرشحين الكثير منهم فيهم الخير و البركة و لهذا يجب علينا التصويتلكن لكي يكون المجلس فعلاً مجلس وطني و فعال و يكسب ثقة الناس يجب توسيع صراحيات الأعضاء , مما يمكنهم من محاسبة كل راعي عن رعيته , لكن طبعاً على أن يكون بالعقل ولا توصل الأمور كما يحدث في مجلس الأمة الكويتي ,ليس فقط المحاسبة , أنما بإمكانهم عزل وزير أو مدير مؤسسة إذا كان رأي أغلبية الأعضاء عزله, و لن يجمع الناس على شيء إلا إذا كان يستحق الجمع عليه سواء شر او خير ,و روى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عزل سعد بن أبي وقاص عن الولاية لمجرد شكوى الناس عليه، وقال: «إني لم أعزله عن عجز، ولا عن خيانة».و هذا يدل إن الرعية لها الحق في عدم الرضا بالراعي و أظهار سخطهم , و على الحاكم عزله فوراً إذا كانت الشكوى من أكثريه.و أخيراً بما أن أعضاء المجلس ينوبون عن الشعب , فأن من حق الشعب أن يرى ما يفعله الأعضاء في الجلسات , لأن الذي يدور في القاعات يخصهم و يعنيهم , و نقل الوقائع حق مشروع لهم , و ليس من حق أحد كتمان المناقشات عن الشعب , الدولة تحتاج كسب ثقة المواطن بالمجلس , و لكسب ثقتهم على الدولة أن تسمح لهم بمتابعة الأحداث من خلال القنوات أو تخصيص قناة و ألتماس النتائج الإيجابية من المجلس .و في الختام اسأل الله أن يصلح حالنا و يوحد كلمتنا و يسدد خطانا الكاتب: راشد خليفة المزروعي