من الصعوبة بمكان إعطاء توصيف جامع مانع و متفق عليه للمَعينات التدريبية في ضوء تعددها واختلافها وتنوعها، وبالتالي اختلاف الأهداف والمرامي المقصودة والمستهدفة من استعمالها واستثمارها وتوظيفها في الحقل التدريبي.
إن اختيار الوسائط التدريبية أو التعليمة مقترن ومشروط بدورها الفعال وبالمكانة الخاصة والحيز الكبير الذي تشغله من الجلسة التدريبية أو النشاط التعليمي، من هذه الزاوية يفترض في المدرب أو المحاضر أن يكون ملماً ومطلعا على جل أنواع المعينات المتوفرة والممكن توفيرها، والتي يرى أنها حَرية بتحقيق الأهداف المرجوة والكفايات المنشودة، إن انتقاء الوسائل التعليمية مرهون بمواصفاتها وطبيعتها والوظيفة أو الدور الذي تضطلع به وبالهدف الذي ينشده المدرب والمحاضر من وراء توظيفها ومن خلال الاستعانة بها.
فما هي اذاً شروط فرز واختيار المدرب لهذه الوسائط التدريبية؟ وبالتالي ما هي أصناف هذه الوسائط في ظل الاختلاف والتعدد والتشعب؟
شروط فرز وانتقاء الوسائط التدريبية:
1- إن المدرب مطالب، مبدئيا، بالتحديد الدقيق للغاية والغرض الذي من اجله اعتمد هذه الوسيلة بالضبط وليس سواها، مثلا هل هي وسيلة اختيرت بهدف التوضيح؟ أم الاستدلال؟ أم الإخبار...؟
2- الدفع بالمتدربين للتحسس بها والتعامل معها والاستئناس بها وذلك بقصد تحقيق الدور المنوط بها، أي بعبارة أوضح استحضار وتلمس الأنشطة بصورة تقرب المتدرب وتجعله في صلب العملية التدريبية .
3- يشترط في هذه المعينات أن تكون مفتوحة و متعددة الاستعمالات أي حمالة أوجه حتى تدفع بالمتدربين وبالمتعلمين إلى التشويق والابتكار والاستكشاف، وبالتالي تتم الاستفادة منها بصورة عامة وفي شتى المواقف.
4- أن تكون هذه الوسائل مستقاة من المحيط الطبيعي والبيئة المحلية بالمتدرب أي قريبة من عقل ووجدان المتدرب ومتناسبة مع قدراته الحسية والفكرية، الأمر الذي يدفعه إلى استحسانها وبالتالي فهم المغزى الذي وظفت من اجله.
5- أن تشبع رغبات المتدرب الفطرية وتستجيب لميوله وحاجاته الطبيعية وتحفزه للبحث والاستطلاع وللحاجة إلى التعبير والتواصل والتفاعل مع البيئة والمحيط والناس والأشياء .
أصنافها:
يندرج، عادة، في إطار هذا التصنيف كل الوسائل التي نرى أن من شانها أن تصب في خانة بلورة العملية التدريبية وتحقيق النتائج المنشودة.
البيئة الطبيعية والمحلية للمتدرب:أي كل ما يحيط بوسط المتدرب وبحياته اليومية من بيئة مادية وبشرية يمكن أن توظف وتستثمر في تحصيل المعارف واكتساب المهارات وبناء المفاهيم.
المعينات الجاهزة أو الموجهة والمقصودة: مثل الكراسات والمجلات والدوريات والمجسمات والنماذج والعينات والوسائط البصرية مثل الصور والرسومات والخرائط والمبيانات والجداريات والمنشورات والملصقات والوثائق المكتوبة والمدونة ثم الوسائط السمعية البصرية مثل الأشرطة السينمائية والوثائقية والثقافية والتاريخية وأشرطة الفيديو وأقراص الحاسوب المدمجة والمرنة وكل ما يغذي ويشبع حاجات المتدرب ، ويستثير فضوله ويحفزه على التفكير وإعمال العقل.
ومن المؤكد إن إنجاح النشاط التدريبي، يبقى رهينا باستعمالنا واستعانتنا بهده الوسائط وتوظيفها توظيفا مرنا وجيدا ييسر ويبسط ويوضح كل الالتباس والإبهام والغموض الذي يشوب الوضعية التواصلية والتي تحول دون فهم واستيعاب المتلقي أو المتعلم للرسالة .