يقول فرويد:"لاأحد يستطيع ان يخفي سرا.إذا كانت الشفتان صامتتين,فإنه يثرثر بأطراف أصابعه!".
ويقول إيمارسون :"حالك ينطق بقوة,لدرجة انني لاأستطيع أن أسمع ما تقول!".
ربما يبدو لك حديث الجسم شيئاً مبهماً مع أنه يشاركك حياتك اليومية.
فمثلاً: يدخل عليك ابنك يوما,وما أن تنظر لوجهه وحركاته حتى تستنتج على الفور أن شيئاً ماليس على مايرام.
هو لم يحدثك بعد,ولكن جسمه كشف لك عن كل شيء.
وفي العمل,وأنت تستعد للحديث مع مرشح لوظيفة في شركتك,تبدأ بمراقبة طريقته في الدخول,في السلام,في الجلوس
ثم تنظر لوجهه,لهندامه,وفي الوقت الذي تسجل فيه هذه الملاحظات,تبدأ في تكوين فكرة اولية عن شخصية هذا المرشح.
من الضروري إذاً عندما تتحدث لفرد أو مجموعة أن تنتبه لحركات جسمك,بحيث تتوافق تماماً مع أقوالك وتدعمها.
في البداية,تعرف على نفسك قف أمام مرآة كبيرة, وتفحص هذا الإنسان الواقف أمامك.
لاحظ ماتراه جيداً في مظهرك,وماتريد تحسينه,
وإذا كنت تشكو من عيب جسدي,فحاول أن تقتلع من أعماق نفسك كل مركب بخصوصه
,واقبل خلقتك كما هي.
تعود على الابتسام
لاأحد يستطيع أن يبقى جامداً أمام ابتسامة غيره
فالابتسامة الطبيعية تضفي إشراقة على الوجه,وتشير بوضوح ان طبيعتنا مرحابة
فكر إذاً عندما تلاقي شخصا ما,أن تستقبله بابتسامة حقيقية مرسومة جيداً على محياك,
كما لوكنت تريد أن تقول له:"أنا مبتهج بلقائك ومسرور أن تعبر لك ابتسامتي عن ذلك".
تعلم لغة النظر
نعم,للنظر أيضاً لغته الخاصة يعبر بها عن باطن الإنسان ويكشف عن جوانب من شخصيته.
ولكي يلعب هذا النظر دوره في الإقناع,يجب على المستمع أن يراه.
لذلك,عندما تتحدث الى شخص ما,فانظر في وجهه من حين لآخر.
وإذا كانوا مجموعة.فحاول أن تجبل بنظرك فيهم حتى يكونوا اكثر أنتباهاً لما تقول.
هذب صوتك
عندما تتكلم في الهاتف,فإنه يكفي عادة لمن تكلمه أن يسمع صوتك حتى يعرف من أنت.
فصوتك هو بمثابة بطاقة تعريفك.وهو يمتاز بأنه طيع,بمعنى أنك تستطيع تهذيبه وتحسينه
.ولكي تتمكن من هذا الأمر,يجب أن تتدرب باستمرار على القراءة بصوت مرتفع.
خصص إذاً بضع دقائق من وقتك يوميا لقراءة نص أو بضع آيات من القرآن الكريم بتأن وبصوت مسموع,
وستلاحظ مدى التقدم الذي تحققه في وقت قصير.
في حياتك اليومية,عندما تتحدث الى فرد أو مجموعة,
احرص على أن تتلفظ بوضوح حتى تتجنب أي سوء فهم
ولاتسرع في الحديث لكي تترك الوقت الكافي لمستمعك ان يفهم ماتقول.
اعلم أيضاً أن كل خطاب ناجح يجب أن يتضمن من حين لآخر سكتات قصيرة.
فهي لحظات مفيدة للخطيب لكي يسترجع أنفاسه,وللمستمع لكي يستعرض ذهنياً ماقيل ويستعد لما سيقال.
أمر أخير يجب أن تنتبه إليه: كل حديث يلقى بنفس النغمة يجلب النعاس للمستمعين.
إذاً,التركيز على نقطة مهمة أو لسرد واقعة أو قراءة بلاغ,
بدل النغمة.عبر بصدق عما يخالج صدرك,وستشد إليك كل من حولك.
راقب حركات يديك
من تأثير الرهبة أنها تجمد الجسم,فيصبح كتلة صلبة غير معبرة.
لإطلاقه وتنشيطه,ابدأ إذاً بتحريك يديك,ثم راقب هذا التحرك بحيث يكون متوافقاً مع ماتقول.
مهارات " توكيد الذات "
تسمى هذه المهارات في علم النفس بمهارات توكيد الذات والتي هدفها تعزيز الإحساس بقيمة الإنسان الذاتية ؛ وهي مهمة إنسان كي يحيا واثق بنفسه مؤكداً لذاته في محيطه ، ومن المفيد جدا تطبيقها على الأبناء والتلاميذ ؛ فهي للمربين وأولياء الأمور وكل إنسان يريد أن تكون له بصمةٌ في جبين التاريخ :

1- لا تقارن نفسك بالآخرين : فمن البعض من ينظر إلى من هو أعلى منه علماً أو مالاً أو جاهاً ويقارن نفسه به وأنه من الصعب الوصول لتلك المنزلة ، وهو بذلك يجعل نفسه لا ترنوا إلى الطموح بل تركن إلى الرضا بالحال والإكتفاء بما هو عليه ، ومن الناس من يقارن نفسه بمن هو دونه بالعبادة أو في العلم أو في أي مجال ، فيرى نفسه كبيراً فيخلد إلى الأرض ويكتفي بما هو عليه لأنه يرى نفسه أفضل من غيره .
2- التوقف فوراً عن إحباط النفس : وذلك بأن يتوقف كلٌ منا عن إطلاق الجمل والكلمات الذاتية المحبطة والتي تزيد الشعور بقصور النفس وأنها فاشلة لا تستطيع إنجاز شيء ، لأن هذه الكلمات لا تفيد مطلقاً بل تزيد اليأس يأساً وللفشل سبباً .
3- تقبل كل الإطراء الذي يوجه إليه بطريقة متزنة : فعندما يجد الواحد منا من يشكره على عمل عمله ، أو يجد ذلك المدح أو الإطراء تجاهه وهو يستحقه ، يجب أن يقابل ذلك كله بعبارت متزنة ليس فيها ما يدعو نفسه للوقع في فخ العجب والبحث عن الثناء ، كأن يقول : "شكراً " " جزاك الله خير " أو " هذا العمل بسيط ومن الممكن أن يعمله الجميع " ، لأنه إذا وقع في فخ العجب ومصيدة حب الظهور ، سيثق بنفسه بشكل مبالغ فيه وبشكل قاتل في أحيان كثيرة مما يفقد شخصيته صفة الإتزان والتواضع .
4- استعمل الجمل الإيجابية لدفع الإحساس بقيمة ذاتية مرتفعة : كأن تردد دوماً " أنا مسلمٌ قوي أستطيع عمل الكثير لخدمة الدين الحنيف " وأن تقول تلك الفتاة الملتزمة " أنا فتاة مسلمةٌ قويةٌ أستطيع الوقوف أمام كل دعوات التحرروالإفساد الموجهة لي " وأن يقول ذلك الطالب المجتهد " مهما كانت الأسئلة معقدة فإن ثقتي بالله ثم باجتهادي وجهدي الكبير سأتجاوز هذا الإمتحان " وغيرها الكثيرمن العبارات ، وكلما كانت العبارة محددة وهادفة ومختصرة كان وقعها أكثر فعالية على النفس ، لأن الهدف من هذه العبارة هو جعل النفس مطمئنة تستطيع مواجهة أي ظرف يحل عليها مهما كان صعبا أو قاسيا ً .
5-عرَّض نفسك لما يعزز القيمة الذاتية : كحضور الدورات والندوات المهتمة بالإرتقاء بالنفس وتطويرها ، وكذلك قراءة سير الصحابة والتابعين ورجال التاريخ بشكل عام الذي ساهموا في صناعة الحياة ، وهذا يدفعك للسير على خطاهم وتلمس السبل التي جعلتهم يصلون غلى ما وصلوا إليه ، وأنك مثلهم بشر تستطيع المساهمة في صياغة تاريخ الأمة .
6- التواصل مع أفراد إيجابيين مساندين يقدرون ما تفعل : لأن ذلك سيزيد لديك الشعور بمكانتك عندهم وعند المجتمع بشكل عام ، ويجعلك تبذل المزيد لزيادة هذه المكانة ورفعها لمستوى أفضل وأرقى مما هي عليه ، وبنفس الوقت يجب الإبتعاد عن الكُسالى والبطالين واليائسين ، لأن الجلوس معهم والسير بجانبهم يجعلك منهم مع الوقت ، حتى لوكان هؤلاء من الأقرباء أو من الأصدقاء المقربين يجب التقليل من الخلطة بهم ، ولقائهم بالقدر الواجب عليك كصلة للرحم وإبقاءً للود .
7- اكتب لائحةً بالإنجازات الإيجابية السابقة : مهما كانت بسيطة اكتبها وأقرأها دوماً ، حتى تدفعك لإنجاز المزيد ، وعند قرآئتك لها حاول استعادة الإحساس بالنصر الذي ينتابك عند تذكر هذه الإنجازات ، فتحمد الله عليها وتعزم وتسعى لإنجاز الكثير في المستقبل .
8- اكتب لائحة بالصفات الإيجابيبة التي تمتلك : لكل واحدٍ منا صفات إيجابية يجدها في نفسه ؛ مهما بلغ سخطه على نفسه ، يجب عليه أن ينقب عن صفاته الجميلة والحسنة فيه والتي ستدفعه لتنميتها والتمسك بها وزيادتها ، فعمرو يغضب سريعاً (صفة سيئة ) لكنه لا يحمل حقداً على أحد (صفة حسنة )، وزيد لا تظهر آثار الغضب عليه (صفة حسنة ) لكنه يحمل في قلبه شيئاً من الكره (صفة سيئة ).
9- اشغل نفسك بأعمال ونشاطات تحبها : فتحاول إيجاد الوقت الكافي لأي عمل تسعد نفسك به (لا يكون معصيةً طبعا ) وتشعر عن ممارسته بالسعادة ؛ كمن يشعر بارتياح نفسي كبير عند صلاة ركعتين بعد الوضوء ،ومن يستمتع بري حديقة المنزل وتقليم أشجارها ، أو عند ممارسة أي مهارة من المهارات ؛ كالسباحة مثلاً أو الرسم الحر أو قراءة القصص الهادفة .
10- كن صادقاً مع نفسك : أي أن تقود الحياة التي ترضى عنها أنت ؛ لا الحياة التي تُفرض عليك وتستطيع بنفس الوقت تغييرها .
11- تحرك واعمل : ابتعد عن الخوف والقلق من إقدامك على أي عمل مفيد ، ففي الحركة بركة ؛ ومهما تعثرت ستنجح في النهاية .
12- كن منفقاً ذاتياً : أي حاول أن تنمي الإحساس بالقيمة الذاتية لدى الغير ، وذلك بتطبيق هذه المهارات على الغير بتعريفهم بها وتعليمهم إياها ، وممارستها معهم ومساعدتهم في تحقيقها ، وهذا بدوره يولد لديك ثقةً بالنفس وإحساساً جميلاً أنك استطعت إكساب الإحساس الذاتي للآخرين .