[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]





كيف تجعل تفكيرك ايجابيا؟2










بعد أن تعرفنا في المقال السابق على مفهوم التفكير الإبداعي والفرق بينه وبين التفكير التحليلي، سنتعرف اليوم على سمات الشخصية الإبداعية.
سمات المُبدع:
يرى علماء النفس أن هناك سمات أو قدرات تلازم الشخص المُبدع، ويظهر تأثيرها في سلوكه، ومن هذه السمات الطلاقة، والمرونة، والقدرة على الإدراك الصحيح للثغرات، والإحساس بالمشكلات، والأصالة في التفكير، ويكون الشخص مُبدعًا حينما يظهر عليه تلك السمات أو كثيرًا منها.
أولًا ـ الطلاقة:
وتتمثل في القدرة على إنتاج معلومات كثيرة في وقت معين، كالقدرة على تركيب جمل مختلفة من نفس الكلمات، وتُصنف الطلاقة إلى نوعين:
- الطلاقة اللفظية:
ونقصد بهذا النوع القدرة على إنتاج أكبر عدد ممكن من الجمل والألفاظ ذات المعاني المختلفة، مثل كتابة أكبر عدد ممكن من الكلمات التي تبدأ بحرف الباء، أو كتابة عدد من الجمل المكونة من ثلاث كلمات تبدأ كل كلمة منها بحرف العين ... إلخ.
- الطلاقة الفكرية:
وهي تمثل كمية الأفكار التي يُمكِن أن تَرِد على الذهن في وقتٍ ما، أو هي معدل سيل الأفكار المولدة في زمن محدد، ومن أمثلتها ذكر كل الاستخدامات الممكنة لـ"المصباح الكهربي" أو غير ذلك من الأمثلة.
ثانيًا ـ المرونة:
وهي القدرة على التكيف السريع مع المواقف أو المشاكل الجديدة، وهي تتعلق بقدرة الشخص على إنتاج وبشكل تلقائي عدد متنوع من الأفكار التي لا تنتمي إلى فئة أو مظهر بعينه.
ثالثًا ـ الحساسية للمشكلات:
فالمبدع عنده القدرة على اكتشاف نواحي القصور في الأفكار الشائعة، فعنده المقدرة أن يرى ما بين السطور، ولديه الحساسية المرهفة للتعرف على المشكلات في الموقف المحدد، بخلاف الشخص العادي.
رابعًا ـ الأصالة:
وتمثل قدرة الفرد على الإتيان بأفكار لم يأت بها آخرون، فأفكار المُبدع عادة ما تكون جديدة غير مألوفة، وهي تختلف تمامًا عن الطلاقة والمرونة، فهي لا تشير إلى كمية الأفكار الإبداعية التي يعطيها الفرد كما في الطلاقة، بل تعتمد على قيمة تلك الأفكار وجدتها، وهذا ما يميزها عن الطلاقة.
كما أنه لا تمثل نفور الفرد من تكرار تصوراته وأفكاره هو شخصيًا بل تشير إلى نفوره من تكرار ما يفعله الآخرون، وهذا ما يميزها عن المرونة.
خامسًا ـ الاحتفاظ بالاتجاه:
فالمبدع عنده القدرة على التركيز لفترات طويلة في مجال اهتمامه، فالمشكلة التي طالما يقع فيها كثير من البشر أنهم يحبون النظر إلى الإنجاز السريع، ولا يمتلكون الصبر الكافي لجني ثمار أفكارهم الإبداعية، فكما يقود الدكتور محمد السيد عبدالرازق: (إن كثيرًا من الأفكار ذهبت أدراج الرياح؛ لأننا استعجلنا الوقت، ومضى الوقت الذي كنا نظنه كبيرًا ولم نتحرك من مكاننا بعد).
هل أنت مبدع؟
سؤال لابد له من إجابة عزيزي القارئ ونحن في أول مراحل رحلة الإبداع، وحتى نيسير عليك الإجابة، إليك بعض أصناف المبدعين والمبتكرين، فابحث عن موطن تميزك في مجال من تلك المجالات ومن أبرزها:
1. المخترع:
وهو الذي يقدم اختراع لم يسبقه إليه أحد، مثل مبتكر أول سيارة، أو أول نظرية في مجال ما.
2. المركب:
وهو الذي يجري تعديلات على جهاز إلكتروني؛ لزيادة كفاءته.
3. المطور:
وهو قريب من الصنف السابق، ولكن يتميز بقدرات أكثر في مجال الإضافة والتطوير، وخاصة في إجراء الدراسات التطويرية وتقديم الجديد.
4. المقلد:
فليس ضروريًا أن تكون فكرتك جديدة تمامًا حتى تصبح مبدعًا أو مبتكرًا، فمثلًا صناعة الطائرات جاءت من محاكاة وتقليد تحليق الطيور في الآفاق، والغواصات جاءت تقليدًا للحيتان وهكذا، ولذا؛ يقول إسحاق نيوتن واصفًا أحد أسباب نبوغه وإبداعاته: (إذا كنت أرى بعيدًا؛ فذلك لأنني أقف على أكتاف العظماء).
5. المحاول:
ربما تعجب وهل شرف المحاولة يعد إبداعًا؟ نعم، فكثير من الاختراعات الناجحة بدأت بمحاولات فاشلة، فمثلًا قام عباس بن فرناس بأول محاولة للطيران، ولكنه وقع ومات، ومع ذلك يذكر على أنه أول من ابتكر فكرة الطيران، وأخرجها من حيز الخيال إلى احتمال التحقق في الواقع، حتى جاء الأخوان رايت ليحولوا شرف المحاولة (العباسية) إلى واقع.
أهم المراجع:
1. تنمية الإبداع لدى الأبناء، د.محمد السيد عبد الرازق
2. لمحات في التفكير الإبداعي، عبد الإله بن إبراهيم الحيزان.
3. كيف تنمي مهارات الابتكار