لعل الذى يعايش ويشاهد انماط التعليم فى عالمنا العربى يجد وببساطة غلبة ثقافة الذاكرة فقط على عملية التعليم والتعلم على حد سواء ، مما ينعكس وبشكل سلبى على المجتمع العربى واول من يعانى من ذلك الأسرة على عمومها ، فنجد الأم منهكه فى التعاطى مع الأبناء لحفظ المادة العلمية ، وكذلك الأب ، وعلى صعيد آخر تأتى الدروس الخصوصية فتفرض سحابة من الكآبة على الجميع ، وينعكس ذلك وبصورة سلبية على نفوس الأبناء ولا يجنوا سوى الشعور بالاغتراب وكراهية العلم والمدرسة والجامعة ، وبنظرة متفحصه الى المجتمعات المتقدمه ، نجد ان هناك مساحه حقيقية من الحرية فى التعاطى مع الأنشطة المختلفة خارج نطاق تقديس المقرر الدراسى ، ونلمس تطبيق فعلى لمفهوم المنهج الحديث الذى يزود الأبناء بالخبرات التربوية الجادة والفاعلة ووفق متعة حقيقية وزيادة دافعية نحو التعلم ، وينعكس ذلك وبشكل ايجابى على المجتمع والأسرة فى تلك المجتمعات التى صاغت دستورا للتعليم واحترمته تنظيرا وتطبيقا .
ان المتأمل الى انماط الادارة التعليمية فى عالمنا العربى يجد انه يسيطر عليها النمطية ، ويغلب عليها سيطرة النمط الفوضوى من ناحية او المتسلط من ناحية اخرى وفق منظومة المجتمع السياسية ، وبالتالى نجد ان الادارة تتنازل عن دورها الحقيقى اما طواعية ، او رغم عنها ارضاءا للواقع الاجتماعى الذى تتواجد فيه .

وعندما تشاهد حال المعلم فى العالم العربى اما ان يكون بين قهر المادة وحرص على ان يوفق اوضاعه المادية وفق ادنى المستويات الاقتصادية لكى يشعر انه انسان فى مجتمع له متطلبات . واما ان يسيطر عليه شعور البلاده الناتج عن عدم احساس بالمسؤلية نتيجة مسايرة الأوضاع القائمة .

وتعكس المقررات الدراسية واقعا ليس بأفضل حال من حال المعلم والادارة فهى تعمق ثقافة الذالكرة وبقوة وتؤكد فى احسن احوالها على حقيقة تقديس النص فقط ، والذى يظهر فى آليات التقويم التى تعمق عملية الحفظ فقط .

والطالب مجرد صورة فقط ليس له الحق فى ان يتعلم مهارات التفكير ، او يمارس دوره فى اتخاذ القرار وهو مجبول على ذلك فى كل مراحل التعليم .

ولعلنا نسأل أنفسنا نفس السؤال اذا كنا قد وضعنا ايدينا على الداء لماذا لا ننهض لوضع العلاج . حتى نتحرر من تلك الثقافة التى لا تخلق الا عقلية العبيد ، وتؤصل التبعية فى كل شيء .
دكتور صلاح عبد السميع عبد الرازق