شهدت فعاليات اختتام اللقاء الثاني لمسؤولي الموارد البشرية وسوق العمل بدول مجلس التعاون الخليجي دعوات لتأسيس لجنة للتوطين في دول المجلس ومنح المزيد من المزايا والحوافز والضمانات في حرية انتقال رعايا المجلس وتنظيم آليات جلب واستقدام العمالة الأجنبية. وعقد المؤتمر في غرفة تجارة وصناعة الشارقة بالتعاون والتنسيق مع لجنة الموارد البشرية وسوق العمل بدول مجلس التعاون الخليجي واتحاد الغرف الخليجية واتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة والذي أقيم تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة وعقد تحت شعار «تحديات الموارد البشرية وسوق العمل بدول المجلس» .

وشهدت أعمال اليوم الثاني والأخير من اللقاء الذي حضره طارق سلطان بن خادم عضو المجلس التنفيذي رئيس دائرة الموارد البشرية بالشارقة وحسين محمد المحمودي مدير عام الغرفة و عبدالرحيم حسن النقي أمين عام اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي وصالح بن علي الحميدان رئيس لجنة الموارد البشرية وسوق العمل الخليجية وخالد بن بطي بن عبيد مساعد المدير العام لشئون العضوية والفروع ومريم سيف الشامسي مساعد المدير العام للموارد البشرية والمالية والمعلومات.



فعاليات

واستعرضت فعاليات اللقاء أفضل الممارسات المطبقة بشأن تنمية وتأهيل الموارد البشرية حيث تم تقديم تجربة برنامج استثمار الموارد البشرية بالقيادة العامة لشرطة دبي من خلال العرض الذي قدمه اللواء طارش عيد محمد المنصوري مدير الإدارة العامة للموارد البشرية لافتا الى انه يهدف بالدرجة الأولى إلى استثمار الموارد البشرية في شرطة دبي وذلك عبر تسخير إمكانيات وطاقات وخبرات الموارد البشرية (المواطنة) وتوظيفها بالطرق العلمية الصحيحة بحيث ترتقي إلى تأهيل خبراء ومدربين ومحاضرين قادرين على تقديم أفضل مستويات التدريب النظري والعملي للوصول إلى التنمية الشاملة والاكتفاء الذاتي داخل شرطة دبي في مجال التدريب، بل وتسخير وتوظيف هذه الإمكانيات وذلك لتدريب وتأهيل العاملين بالدوائر والمؤسسات الحكومية بدولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي وعلى النطاق الاقليمي .

ويهدف البرنامج إلى إقامة دورات تدريبية تخصصية وعامة بأحدث الوسائل العلمية من قبل خبراء ومدربين ومحاضرين من شرطة دبي من ذوي الخبرات والمؤهلات العلمية المتقدمة.

وأيضا تم استعراض تجربة الغرفة التجارية والصناعية الشرقية بالمملكة العربية السعودية التي عرضها عادل خليفة الباز مدير مركز التوظيف في غرفة الشرقية والتي تناولت أهم السبل المطبقة في دعم توطين الوظائف ، فيما تعرف الحضور إلى تجربة شركة تنمية نفط عمان التي عرضها احمد بن سعيد الشكيلي مستشار الموارد البشرية بالشركة والتي تركزت حول آليات تقييم الأداء الوظيفي ،كما تم استعراض تجربة شركة نفط عمان التي قدمتها نايلة بنت سعيد الجهضمي رئيس التوظيف في الشركة وكانت حول طرق إجراء مقابلات التوظيف ،وشهدت أعمال الجلسة أيضا التعرف كذلك على تجربة غرفة تجارة وصناعة ابوظبي التي استعرضت خلالها علية تامر مدير قسم تدريب الشركات في أكاديمية الإمارات تجربة الأكاديمية في تطبيق أفضل الممارسات المتعارف عليها دوليا.

وجاء في ختام اليوم الأخير من أعمال اللقاء تكريم الجهات التي قام حسين محمد المحمودي يرافقه عبدالرحيم النقي وصالح بن علي الحميدان وخالد بن بطي بن عبيد ومريم الشامسي بتقديم هدايا تذكارية الي ممثلى الجهات الست التي استعرضت تجاربها لأفضل الممارسات المطبقة في قطاع تنمية وتطوير الموارد البشرية خليجياً .



مشاركة واسعة

من جانبها قالت مريم سيف الشامسي مساعد المدير العام للموارد البشرية والمالية والمعلومات إن اللقاء الثاني لمسؤولي الموارد البشرية الذي تفضل الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة بافتتاحه بحضور كبار المسئولين من الجهات الحكومية والخاصة بالشارقة إضافة إلى ضيوف اللقاء حظي بمشاركة واسعة من الوزارات والهيئات والمؤسسات والدوائر الحكومية الاتحادية والمحلية بالدولة إضافة إلى المديرين التنفيذيين للموارد البشرية بغرف تجارة وصناعة الدولة وممثلي القطاع الخاص بالشارقة تعرفوا من خلال النخبة المختارة من الخبراء والأكاديميين والمسؤولين المختصين في مجال الموارد البشرية خليجيا على أفضل الممارسات والتجارب المعتمدة في هذا القطاع ،كما كان اللقاء فرصة طيبة للتعارف في ما بينهم وتبادا الآراء والمقترحات التي من شأنها أن تخدم عملهم وتسهم في الارتقاء بالجهات العاملة بها.



توحيد الجهود

وأضافت الشامسي أن فعاليات اللقاء الثاني لمسؤولي الموارد البشرية وسوق العمل لدول مجلس التعاون الخليجي هدفت كذلك الى تفعيل الاستراتيجية الخليجية المستقبلية لتنمية وتطوير الموارد البشرية من رعايا دول مجلس التعاون الخليجي من خلال الدعوة إلى مزيد من العمل لتوحيد الجهود بين القطاعين العام والخاص ووضع وتنفيذ الآليات المناسبة في تنمية اقتصادات التنمية البشرية في إطار تنسيقي وتكاملي بين دول المجلس وتحقيق شراكة مستدامة بين دول المجلس و وضع وتنفيذ استراتيجية وبرامج التدريب والتأهيل والتوظيف سواء في الأجهزة الحكومية أو في منشآت القطاع الخاص.

ووجهت مريم الشامسي الشكر والعرفان إلى سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة على رعاية سموه الكريمة لهذا اللقاء الخليجي والى سمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة لتفضله بافتتاح فعاليات اللقاء ،مثنية في هذا الصدد على جهود كافة الجهات التي ساهمت في التنظيم ودورها الايجابي في إنجاح أعمال اللقاء.

مؤكدة على أهمية تفعيل شراكة القطاع الخاص مع القطاع الحكومي لتعزيز دوره في استثمار امثل للموارد البشرية الخليجية ،وأضافت أن المجتمعين وجهوا الدعوة لتأسيس لجنة للتوطين في دول مجلس التعاون وكذلك تنظيم آليات جلب واستقدام العمالة الأجنبية بما يضمن أفضل الكفاءات والخبرات وأيضا العمل على منح المزيد من المزايا والحوافز والضمانات في حرية انتقال رعايا دول المجلس في سوق العمل الخليجي.



المشروعات الصغيرة

وقال الدكتور خالد مقلد مدير تطوير الاعمال في مؤسسة «رواد» ان الموارد البشرية تمثل العنصر الأهم في عملية تطوير قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة حيث تعتمد هذه المشروعات على المهارات والقدرات البشرية سواء كانت لمؤسسة المشروع أم العاملين فيها، ويأتي تشكيل خريطة المشروعات الصغيرة في أي مجتمع من مجتمعات الاعمال بناء على موارد هذا المجتمع البشرية ومدى توافر المهارات والقدرات اللازمة للعمل.

وتساهم المشروعات الصغيرة في توفير العديد من فرص العمل فمثلا تسهم المشروعات الصغيرة في بريطانيا بتوفير نسبة 27% من القوى العاملة وفي تايلاند نسبة 71% وفي دول المؤتمر الاسلامي 47% من قوى العمل ومن هذا يتضح ان هناك علاقة طردية بين نمو المشروعات الصغيرة وتوفير الوظائف وايضا هناك ايضا علاقة بين نوعية القدرات والمهارات البشرية وبين نوعية الافكار الاستثمارية في المشروعات الصغيرة.

وتعد عملية اعداد وتدريب الموارد البشرية من اهم عمليات دعم قطاع الاعمال الصغيرة وعملية التدريب يجب ان تكون مستمرة ومتواصلة طوال فترة عمل المشروع لتواكب التطور المطلوب.



المواطنون قيمة مضافة

قال عوني العلمي نائب الرئيس التنفيذي للبنك العربي المتحد ان البنك ملتزم بدعم وتنمية عملية التوظيف وتفعيل سوق العمل الوطني داخل الدولة ضمن استراتيجية رئيسية تهدف إلى تشجيع المواهب المحلية وخلق فرص عمل مصرفية مناسبة لجذب المهارات الوطنية الواعدة من الكليات الحكومية والجامعات المحلية.

وقال نحن نؤمن بأن موظفينا من أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة يشكلون قيمة مضافة للبنك وهو ما نعمل على استثماره وتطويره من خلال برنامج توسيع شبكة فروع البنك الذي يفسح أمامنا المجال لخلق فرص عمل جديدة وتوظيف المزيد من أبناء الدولة ويدعم توجهاتنا لتوطين وظائف البنك وذلك بهدف دعم التنمية الاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها الكريم إن رعايتنا لهذا اللقاء تأتي تماشيا مع التزامنا تجاه هذه الأمة وهو يعّد بمثابة ترجمة لالتزام البنك بالرؤية الرشيدة لقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة لخلق بيئة عمل ديناميكية وسليمة وتفعيل عملية التوظيف وخلق فرص عمل في الدولة مشيرا الى ان نسبة التوطين في البنك تصل 34% بينما تصل نسب التوطين في منصب مديري الفروع الى 100%.