يعتبر التغيير المستمر في كافة مجالات الحياة من أبرز سمات عالمنا المعاصر، والذي يمكن ان يتناول أي شيء في حياتنا، مما فرض على الادارة المعاصرة حقيقة واقعية مفادها أنها قد غدت أداة لإحداث التغيير وإدارته في المقام الأول إنطلاقاً من أساليب الشورى والتشارك والديموقراطية لضمان تحقيق التغيير والتطوير الفاعل للمنظمة، على العكس مما كان حقيقة التغيير سابقاً والذي كان يفرض على العاملين فرضاً عن طريق السلطة المسيطرة والذي كان يؤدي الى المقاومة والرفض.

ما هو التغيير وما أهميته

قد يشير التغيير الى التجديد والخروج عن المألوف، او الانتقال من وضع قائم الى وضع آخر جديد، او قد يعني فكرة او ممارسة او تطبيق يقوم به الأفراد لإحداث تجديد في ضوء أهداف مرغوبة أساسية مخططة ومرسومة.
أما أهمية التغيير فتنبع من الحاجة لمواكبة التطور في أي مجال من مجالات الحياة بشكل عام وللنظام التربوي بشكل خاص، فقد يأتي التغيير لمعاجة عدة نقاط من أهما:
1- معالجة الاخفاق في تحقيق الأهداف التربوية.
2- التكييف مع التطور المستقبلي وتلبية حاجات المجتمعات المتجددة.
3- التزود بالمهارات اللازمة لتدبر المشكلات التربوية وطرق التغلب عليها.
4- مساعدة الأفراد في حل المشكلات وإنتاج أجيال قادرة على حل المشكلات بشكل إبداعي.
ويجب الأخذ بعين الاعتبار ان هناك تحولات أساسية في النظام التربوي أدت للاهتمام بالتغيير والتطوير التربوي كالاهتمام بالكيف بدلاً من الكم، ومن الاستقلالية الى الاهتمام المتبادل، ومن الوحدة الى التنوع ومن السلطة الى المشاركة الحقيقية بين أفراد النظام التربوي بشكله الشمولي.

القائد والتغيير

ان التغيير التربوي لايحدث فجأة كما لايحدث بالتمني، وإنما له متطلبات من أهمها مستوى الجاهزية للتغيير، حيث يمثل التصميم الجوهر الأساس للعملية التي ينتج عنها التغيير الذي يحتاج إلى جاهزية هيئة التدريس وجاهزية المنظمة بالنسبة لمنظومة قيمها وتقاليدها وسياساتها المرتبطة بالتغيير المقصود، إضافة إلى المصادر المادية والقيادة وغيرها، فالقائد لعملية التغيير التربوي يجب ان يتحلى برؤية واضحة المعالم وبوجهة نظر استشرافية ، تشكل متغيراً أساسياً ورئيسياً في توليد الأفكار وسبل وبدائل الوصول الى تجسيد تلك الرؤية ضمن أبعادها الفلسفية، وكلما كان القائد مناسباً ويتمتع بتأهيل ملائم، انعكس ذلك على ثقته بنفسه مما ينعكس أيجاباً على العاملين ليكونوا أكثر تجاوباً معه، فالعاملون يتعاملون بإيجابية مع من يعتقدون أنه عارف ومدرك لما يدور حوله وان هناك من يشاركهم العبء والمسؤولية، مما يزيد من دينامية التغيير وعدم التهييب من الانفتاح على البدائل الجديدة التي تؤدي للتطوير والتغيير المنشود.
كما ان القائد التربوي يقع على عاتقه القيام بالدور المزدوج المتعارض الذي يتمثل في المحافظة والتجديد، فهو من ناحية يحاول ان يحقق الثبات والاستقرار في عمله لكي يتم أداء العمل في انتظام دون اضطراب او انقطاع، ومن ناحية أخرى عليه ان يجدد في أساليب العمل وطرق الأداء بما يحقق الدافعية المتجددة لدى الأفراد والتي تؤدي الى التغيير المنشود.
إن المدير الذي يتولى القيادة في زمن التغيير يجب ان يدرك أولاً إلى أي حد يجب أن يتولى زمام المبادرة، فسلاح المبادرة فعال جداً من أجل التخلص من الخوف والقلق والغموض الذي يكتنف العمل، على الرغم من أنه ينطوي على الكثير من المخاطر لأن الاستعداد لتولي المخاطر وقبول التحديات ليس مجازفة يقوم عليها أياً كان عندما يتعلق الأمر بالعمل الاداري، بل إنها عملية توظيف لامكانات وطاقات موجودة من أجل تشغيلها ووضعها موضع العمل.

استراتيجية التغيير والتطوير التربوي

إن التعامل مع التغيير ليس بالأمر السهل، لان التغيير يتصل إتصالاً فعالاً بالأشخاص والذين هم بطبيعتهم يفضلون السير على منهج واضح غير مجهول المعالم، فالتغيير يتأثر وبشكل رئيسي بعاملين رئيسين هما الانسان والبيئة وخاصة التغيير التربوي الذي أساسه الانسان ومحوره الطالب الذي هو قائد المستقبل، فقوى التغيير المتعلقة بالانسان تتفاعل مع قوى التغيير المتوافرة في البيئة، فالتربوي يبدي إحساساً بعدم رضاه وقناعته بشئ او موقف معين يعمل فيه ويعيشه، ثم يبدأ بتحليل ذلك ضمن إدراكه للاطار البيئي الذي يعمل به، ثم ينتقل الى مرحلة بلورة الأهداف التي يرغب في تحقيقها وتحديدها آخذاً بعين الاعتبار حدود نظامه وطبيعتها وحاجات وإمكانات بيئته، وغالباً ما يتم ذلك بالتعاون والتشارك مع آخرين (مشرفين، رؤساء، خبراء، باححثين، ...) يوفرون له الدعم المعرفي والتقني والنفسي، وفي المرحلة الأخيرة ينتقل الى تثبيت ما توصل إليه في صلب النظام التربوي.

كيف تمنح الآخرين الإحساس بمشروعالتغيير


1- اخبرهم مسبقاً حتى يكون لديهم الوقت للتفكير في مضامين التغيير و أثره عليهم.
2- اشرح لهم الأهداف العامة للتغيير ، أسبابه و كيفية و توقيت حدوثه.
3- بين لهم فائدة التغيير .
4- أطلب من الذين سيتأثرون بالتغيير المشاركة في كافة مراحله.
5- ابق قنوات الاتصال مفتوحة معهم.
6- كن مرناً خلال عملية التغيير ، اعترف بالأخطاء و أجر التعديلات اللازمة.
7- برهن على التزامك بالتغيير و القدرة على تنفيذه.
8- حفز و شجع و قدر فريق التغيير.