اقترب العد التنازلى لما يسمى بثوره الغضب الثانيه !! وهذا العنوان ليس نوعا من الدعابه او المرح ..بل بالفعل هى دعوه اقامتها عدد من صفحات الفيس بوك تحت شعار ..انا مش حاسس بالتغيير ..ونازل من تانى التحرير !!! فى البدية عندما سمعت بهذا الحدث وحقيقة دون ادنى مبالغه لم يخطر ببالى وقتها الا انها نوعا من الكوميديا التى تخفى ورءاها مشهدا ما يريد احدا ان يلفت نظرنا اليه ..وبالفعل تصفحت هذه الصفحات فإذ بى اكتشف انها دعوة حقيقه !! بحثت عن اهداف هذه الدعوه واسبابها فوجدت هدفا رئيسا التزم به الداعون ( تغيير المجلس العسكرى بمجلس مدنى ) !!! ..ظللت مترقبا ظهورا كنت على ثقه انه لابد ان يحدث ممن يدعمون هذه الدعوه مبررا هذا الشطط الذى ولد نوعا من الكأبه وعدم الفهم للعديد من المصريين ..وبالفعل ظهرت احدى الداعيات لهذا الحدث وخرجت علينا بلغة عجيبة فيها كثيرا من عدم الاحترام للمؤسسه العسكرية وتهكما على قيادتها وبانهم يضحكون علينا وغير جديرين بإدارة البلاد وغير هذا من التهم المعلبة التى اصبحت حديث كافة الذين ايقنوا أن لعبه الديمقراطية لن تخدم مصالحهم فانقلبوا عليها وعلى من يهتم بنقلها للشعب !!.. وهنا لسنا فى محل رد على ماجاء فهو ليس معرض حديثنا ..لكننى وددت ان اناقش هذه الدعوة التى ماهى إلا نوعا من الهزل السياسى !! أولا نود التوضيح بأن حق التظاهر مكفول للجميع وهو حقا انسانيا فى المقام الاول ..وايضا الانتقاد السياسى لاداء المجلس العسكرى ليست جريمة بل ربما يعد واجبا يحتم علينا ابراز مانراه خطئا يجب تلافية لاننا لا هدف لنا الا مصلحه البلاد ...لكننا سنتحدث عن محورين هامين الاول هو مناقشة الهدف الرئيسى للدعوه ..والثانى مانراه اسلما للتعامل معها ومع احداثها .. بداية فان فكرة المجلس الرئاسى فكرة ربما تكون ذات عنوانا براقا ..لكن عندما ندخل فى التفاصيل إذا بك تصطدم بأسئله عديدة لاتجد لها إجابة ..فكيف سيشكل هذا المجلس ؟؟ هل بالتعيين ام بلانتخاب ؟؟ فاذا كان بالتعيين فيا مثبت العقل إن التهمه التى تلازم المجلس العسكرى عندما تتحدث الى اى احد من المنظريين للفكرة يقول لك ان هذا المجلس العسكرى الذى عينة مبارك!! إذا هذا المجلس سيأتى بتعين من مبارك ايضا ولكن بصفه غير مباشره إذ فقط يحول بينهما وسيط هو المجلس العسكرى فكيف يستقيم هذا !! ..فإذا حدثوك عن انه سيأتى بلانتخابات زاد العجب!! فمعظم الداعون لاحديث لهم لا داخليا ولا خارجيا إلا من خطوره اجراء انتخابات الان !!! بحجه انه كيف ستقيم انتخابات فى ظل ظروفا امنية بهذا التعقيد !! فلماذا اذا ستهدم الدنيا فى حاله اجراء اى انتخابات !! لكنها ستكون ورديه إذ ماقررنا اجراء انتخابات مجلس رئاسى !! ثم ماهى الشروط الواجب توافرها فى هذا المجلس ..بمعنى على اى اساس سينتخب صاحبه او المرشح لعضويته !!ولماذا يكونوا ثلاثه لماذا ليسوا خمسة مثلا ..ثم من سيحق له طرح الاسماء المرشحه ؟؟ ام سيتم فتح الباب للجميع مما يتاح للسيد مرتضى منصور ان يدخل وبالطبع اذا لم يأتى سوف يقوم برفع قضيه يكسبها كالعاده وندخل فى دوامه حل المجلس !!!! كف يفكرون واى مصلحه يقصدون ؟؟ لاينكر احد ان شرعيه الجيش اتت من انه من حماها وهو حامى الجبهتان الداخليه والخارجيه الان ..ولم نسمع منه انه يريد مثلا مدا للفتره الانتقاليه .ولم نراه يعتقل من اعلنوا الترشح للرئاسه!! ..بل راينا فى هذه الفتره محاكمات للفاسدين،وحكومه ثورة ، وحلا لامن الدوله، واعلانا دستوريا، وحلا للحزب الحاكم ، ومحاكمه للرئيس ، وقانونا للحياه السياسيه ،،وحريه لانشاء الاحزاب ..ولاينكر احدا ان هناك بطئا موجودا وان هناك اخطاء لانريد لها ان تكون ..لكن ان ندعو لثوره ثانيه تحت عنواين براقه عليها مائه سؤال لا نجد فيها اجابه واحده !! فهذا هو الهزل نفسه !!اخيرا فأننا حينما نتأمل الداعون لن نستغرب كثيرا من الدعوه وليس فى هذا لا تخوينا ولا غير ذلك ..لكنها فقط إشاره فى حاجة للملاحظة ..إن معظم القوى التى الان تدعوا هى من انقلبت على ارده الشعب بعدما صدعتنا باداب الالتزام الديمقراطى ..فهى من تروج فى الاعلام المصرى والخارجى بان اقامه انتخابت يعنى فوزا لفصيل كذا وإقصائا لاخر !! وهى من تريد ان لايمنح المجلس الجديد ( المنتخب شرعيا ) حق ان يكون ممثلا عن الامه فى اعداد الدستور وهذا ما وافق عليه الشعب فى الاستفتاء الاخير ..وقد خابت لاسف كل محاولتهم فى ان يكون لهم مايريدون فأرادوها دعوه اخرى وصداما اخر وشقا ثانيا للمصريين دون ان يبالوا بنتائجه التى من شأنها استفزاز ملايين الصامتين الذين يبكون على الوضع الاقتصادى الصعب الذى هو يعتبر طبيعا فى ظل ثوره تاريخية كهذه ..لكن حاجتهم المعيشيه شديده الضيق تجعلهم لا يطيقون ذرعا بما يحدث ..وهذا ربما يكون عاملا لمواجهه لم يحسب الداعون لها حسابا هذا بإفتراضنا حسن النيه فى دعوتهم ...اخيرا نصيحتى المتواضعه لنفسى وللمجلس العسكرى ولمن ذهلهم مثل هذه الدعوه ..انه يجب الا نستفز بأى حال من الاحوال ..ولنترك اليوم يمر دون صدام او حتى مجرد الاقتراب ..وعلى الجيش ان يحمى المتظاهرين وان يوفر لهم كافه حقهم فى إبداء الرأى ..ولنرى من سيقبل من الشعب مجهولا كبيرا يريدون بنا الداعون ان نسير إليه ..فهذا اختبار اخر سيظهر مدى عظمه هذا الشعب ووعيه وحقه فى ان ينال الحريه والديمقراطيه والتى من اجلها خرج ومن اجلها يحاول الحفاظ على بلادنا ..فى حين ان من يدعون حمايتها يراهم غير مؤهلين لها .