كلام في الإدارة

ان ما يعانيه العالم العربي من تخلف انعكست أثاره على كافة المجالات وأصبحنا مضرب الأمثال في التخلف بين شعوب العالم حتى وصل بنا الأمر ان نتندر نحن بتخلفنا وانتابنا يأس وقنوط في أن يتغير وضعنا إلى الأحسن وأود أن أتساءل ما هو السبب الحقيقي لما نحن فيه من تردي وما هو العلاج سأحاول في هده الخاطرة أن أدلي بدلوي واطرح بعض المحاور الأساسية التي أرى أنها من الأسباب الرئيسة لهده المشكلة وأود أن أجد مشاركة منكم لنثري هدا الموضوع الهام وسأطرح المحاور الآتية :
المحور الأول انعدام الديمقراطية ان وجود مؤسسات ديمقراطية فاعلة سيحد من استفراد بعض أفراد المجتمع بالسلطة وهدا ما تعانيه مجتمعاتنا العربية من احتكار للسلطة وتسخير كافة موارد المجتمع ومقدراته لتحقيق مصالحهم ومصالح بطانتهم وإتباعهم ولن تكون هناك أهداف كلية للدولة ولا خطط إستراتيجية وسيتم إدارة مؤسسات الدولة الهامة من قبل إتباعهم دون مراعاة وضع الرجل المتناسب في المكان المناسب وسيتم إدارة هده المؤسسات بما يخدم مصالح هده الطبقة وبدلك تضيع المصلحة العامة أمام مصالح هده الفئة وتنعدم الشفافية وهدا بالضبط ما يجري في عالمنا العربي .
المحور الثاني عدم وجود أهداف إستراتجية أو كلية للدولة : إن الأهداف الإستراتيجية الكلية للدولة هي الخطوط العريضة التي ستنتهجها الدولة والتي سوف تقود مسيرتها وتبنى على أساسها الخطط في كافة القطاعات والمجالات فعندما نخطط للتعليم مثلا لابد ان نراعي احتياجات سوق العمل ونوعية هده الاحتياجات انسجاما مع الأهداف الكلية للدولة وهكذا الأمر في كل القطاعات والمجالات .
المحور الثالث عدم وجود استقرار سواء في الأهداف أو في العناصر الإدارية المناط بها العمل على تحقيق هده الأهداف : أن استقرار الأهداف الكلية أمر في غاية الأهمية فما نلاحظه في إدارتنا العربية انه كلما تغير مسئول وجاء مسئؤول غيره قام بتغيير كل الخطط والأهداف السابقة بل وادعى أنها غير ملائمة وهده القضية بالذات سببا لما يجري من فوضى وتخبط وفشل تام في تحقيق الأهداف انعكست أثاره على جميع القطاعات حتى الإستراتيجية منها مثل التعليم والصحة والبحث العلمي والتدريب .

سالم بنور