التخطيط الاستراتيجي -مفهوم المعوقات-
المطلب الأول: تعريف التخطيط الاستراتيجي
إن المقصود بالتخطيط التقليدي[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ] هو محاولة التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية المؤثرة في الشركة وتحديد ما يجب عمله للتكيف مع هذه الاتجاهات. أما التخطيط الاستراتيجي فهو عبارة عن التصميم والتبصر برسالة الشركة وبأهدافها وبمسارها الرئيسي وتحديد العمليات والأنشطة والأعمال اللازمة لتحقيق ذلك. كما يمكن أن نورد التعاريف التالية للتخطيط الاستراتيجي:
- هو نظام متكامل يتم بشكل متعمد وبخطوات متعارف عليها.
- هو نظام يتم من خلاله تحديد مجالات تميز الشركة في المستقبل وتحديد مجال أعمال وأنشطة الشركة مستقبلا.
- هو رد فعل لكل من نقاط القوة والضعف في آداء الشركة والتهديدات والفرص الموجودة في البيئة وذلك لتطوير وتنمية مجالات التميز والتنافس المتاحة أمام الشركة في المستقبل.
- هو أسلوب عمل على مستوى الإدارة العليا والإدارة التنفيذية وبشكل محدد، ويميز مساهمة كل مستوى ووظيفته داخل الشركة، كما يمكن تعريف التخطيط الاستراتيجي بطريقة عكسية من خلال شرح ما هو ليس التخطيط الاستراتيجي، فالتخطيط الاستراتيجي ليس:
- التنبؤ: فالتنبؤ هو امتداد طبيعي من الحاضر للمستقبل بينما التخطيط الاستراتيجي هو محاولة لتصور شكل الشركة في المستقبل والسعي لتحقيق هذا التصور.
- تطبيق الأساليب في التخطيط: التخطيط الاستراتيجي هو محاولة للتحليل والبحث عن الأفكار والابتكار والإبداع والتعمق في ذات وشخصية الشركة وثقافتها لبناء مستقبلها، وهي أمور قد تبتعد عن الأساليب الكمية في التخطيط والتنبؤ.
- إنهاء للمخاطرة: فطالما هناك مستقبل فهناك مخاطرة إلا أن التخطيط الاستراتيجي يساعد المديرين على تقييم المخاطرة، استناداعلى معايير استراتيجية موجودة في الأهداف العامة ورسالة الشركة وغيرها.
المطلب الثاني: ضرورة التخطيط الاستراتيجي.
تشير التقارير إلى أن هناك ما يزيد عن مائة ألفمشروع يفشل سنويا في الولايات المتحدة الأمريكية، ويشمل فشل المشروعات الإفلاس والتصفية، وبالرغم من أن هناك الكثير من العوامل التي أدت إلى هذا الفشل، إلا أن افتقاد هذه المشاريع إلى خطة أو استراتيجية واضحة فعالة يعد من أكثر العوامل تسببا في هذا الفشل، وعليه فالتخطيط الاستراتيجي يعد ضرورة وليس ترفا، وفيما يلي بعض مبررات استخدام التخطيط الاستراتيجي:
1- يزود الشركة بمرشد حول ما الذي تسعى إلى تحقيقه.
2- يزود المسؤولين بأسلوب وملامح للتفكير في الشركة ككل.
3- يساعد الشركة على توقع التغيرات في البيئة المحيطة بها، وكيفية التأقلم معها.
4- يساعد الشركة على تخصيص (توزيع) الموارد المتاحة وتحديد طرق استخدامها.
5- يزيد وعي وحساسية المديرين لرياح التغير والتهديدات والفرص المتاحة.
6- يجعل المدير خلاقا ومبتكرا ويبادر بصنع الأحداث، وليس متلقيا لها، كما أنه يفيد في إعداد كوادر للإدارة العليا.
7- يوضع صورة الشركة أمام كافة جماعات أصحاب المصالح.
المطلب الثالث: معوقات التخطيط الاستراتيجي.
بالرغم من المزايا العديدة التي تجنيها الشركات من استخدامها لمفهوم التخطيط الاستراتيجي، إلا أنه هناك مجموعة من العقبات التي تحول دون استخدام الاستراتيجي، أهمها حسب (1972, Steiner-1975, Taylor) مايلي:
1- اتصاف البيئة بالتعقد والتغير المستمر مما قد يجعل التخطيط متقادما قبل أن يكتمل.
2- عدم رغبة المديرين أو ترددهم في استخدام هذا الأسلوب لاعتقادهم بأن إدارة ومتابعة العمليات اليومية وحل المشاكل، تأخذ كل الوقت المتاح لهم، وبالتالي فليس هناك وقت للقيام بالتخطيط، وكذلك قد يؤدي فشل الإدارة في تقييم الآداء بناء على الأهداف الطويلة الأجل إلى عدم القدرة على تحديد هذه الأهداف ومن ثم القيام بالتخطيط الاستراتيجي (Banks and Wheelwight)، بالإضافة إلى اعتقاد المدراء بأنهم لن يكافئوا على عملية التخطيط الاستراتيجي.
3- مشاكل التخطيط الاستراتيجي التي تترك انطباع سيئ لدى المدراء مثل مشاكل جمع البيانات وتحليلها لوضع الخطط الاستراتيجية، أو وجود خطأ في تنفيذ الخطة الاستراتيجية مما يجعل المدير يعتقد بعدم جدوى الفكرة.
4- ضعف الموارد المتاحة: حيث يصعب تحقيق الفوائد المنتظرة من التخطيط الاستراتيجي في حالة نقص وضعف الموارد "إذا كنا لا نستطيع التغيير فلماذا التخطيط؟".
5- التخطيط الفعال يحتاج لوقت وتكلفة كبيرة، إذ يستغرق تحديد أهداف ورسالة المنظمة وقتا طويلا، وهذا ما يعتبره بعض المديرين مضيعة للوقت بما أنه لا توجد أي نتائج مادية ملموسة، كما أن التخطيط الاستراتيجي يتطلب كما هائلا من المعلومات والإحصاءات المكلفة وهنا قد يتردد الإداري في الإنفاق على جمع هذه المعلومات لأنه لا يستطيع أن يثبت-بصورة مؤكدة-أن وجود هذه الإحصاءات سيؤدي إلى زيادة الربحية.
المطلب الرابع: مسؤولية ومستويات صنع الاستراتيجية.
توجد ثلاثة مستويات لصنع الاستراتيجية، بحسب أكثر التقسيمات شيوعا، لكل منها مكانتها والمختصين بوضعها وهي:
1-استراتيجية المنظمة Corporate strategy: تمثل الاستراتيجية الرئيسية على مستوى المنظمة ككل والتي تحاول الإجابة على التساؤلات التالية:
- ما هو الغرض Purpose الأساسي للمنظمة؟
- ما هي الصورة الذهنية التي ترغب المنظمة في عكسها في أذهان الأفراد عنها؟
- ما هي الفلسفات والمثاليات التي ترغب المنظمة في أن يؤمن بها الأفراد العاملين بها؟
- ما هو ميدان العمل الذي تهتم به المنظمة؟
- كيف يمكن تخصيص الموارد المتاحة بطريقة تؤدي إلى تحقيق أغراض المنظمة؟
وهذا المستوى من الاستراتيجية هو مسؤولية الإدارة العليا للمنظمة.
2-استراتيجية وحدات الأعمال Business Strategy: يحاول هذا المستوى من الاستراتيجية الإجابة عن الأسئلة التالية:
- ما هو المنتج أو الخدمة التي سوف تقوم الوحدة بتقديمها للسوق الذي تعمل به.
- من هم المستهلكون المحتملون للوحدة؟
- كيف للمؤسسة أن تنافس بكفاءة مع منافسيها في نفس القطاع السوقي؟
- كيف يمكن للوحدة أن تلتزم بفلسفة ومثاليات المنظمة وتساهم في تحقيق أغراضها؟
وهذا المستوى من الاستراتيجية هو مسؤولية الصف الثاني من الإدارة والمتمثل في نائب رئيس المنظمة.
3--استراتيجية الوظائف Function al strategy: تهتم استراتيجيات الوظائف بمجال وظيفي محدد يعمل على تنظيم استغلال مورد معين بالمنظمة مادي كان أو بشري، فمثلا تهتم الاستراتيجيات المتعلقة بالأفراد بسياسات الأجور، والمكافآت، وسياسات الاختيار والتعيين وإنهاء الخدمة...الخ. وهذا المستوى من الاستراتيجية هو مسؤولية المدراء التنفيذيين.