الحياة ما بين الكلام و الصمت

الكلام عند العرب هو ترجمان القلب يعبر عن كنه شخصية صاحبه ولسان حال ينطق بمكنونات اعماقه واسرار
ذاته فالكلمة في عرفهم مقدسة لذلك اهتم حكماء العرب بشروط الكلام فقالوا :"خير الكلام ما قل و دل" اي ان يقتصر المتكلم على قدر حاجته وان يعرف ان ما لا ينفع من الكلام هذيان و هذرو الشرط الثاني هو : "لكل مقام مقال" و الشرط الثالث ان يكون الكلام لداع يدعو اليه اما في اجتلاب منفعة او دفع ضرر والشرط الرابع هو انتقاء اللفظ ومن جملة الاقوال الماثورة في هذا الصدد ما روي عن الامام الحكيم علي بن طالب كرم الله وجهه

:
"تكلموا تعرفوا فان المرء مخبوء تحث لسانه"
"لسان العاقل وراء قلبه وقلب الاحمق وراء لسانه

"
وقيل ايضا: اللسان عنوان الانسان يترجم عن مجهوله ويبرهن عن محصوله
وقال احد الشعراء :و زن الكلام اذا نطقت فانما ==== يبدي عيوب ذوي العيوب المنطق
و قال اخر احفظ لسانك ايها الانسان ===== لا يلدغنك انه ثعبان


وبقدر اهتمامهم بالكلام فطنوا لاهمية الصمت ..فقالوا الصمت ابلغ من الكلام
وقال الامام علي "بكثرة الصمت تكون الهيبة"
وقال بعض الحكماء" من اطال صمته اجتلب من الهيبة ما ينفعه ومن الوحشة ما لا يضره"
وبالغ بضهم في استحسان الصمت فقال "عي تسلم منه خير من منطق تندم عليه فاقتصر من الكلام على ما يقيم حجتك
ويبلغ حاجتك واياك وفضوله فانه يزل القدم ويورث الندم"
وقال بعض الحكماء "الزم الصمت فانه يكسبك صفو المحبة ويؤمنك سوء المغبة ويلبسك ثوب الوقار ويكفيك مئونة الاعتذار"

وقد قسم العرب الصمت الى اربعة اصناف: صمت الحكماء ; صمت الجبناء ; صمت الخبثاء وصمت الجهلاء ; وبلا شك
فان الحكماء العرب كانوا يعنون صمت الحكمة الذي ينجي الانسان من الزلات وسقطات اللسان