السمات الأكاديمية والاجتماعية والاقتصادية لطلبةتخصص علم المكتبات والمعلومات
في الجامعات الأردنية ودوافع التحاقهم بالتخصص
ربحي مصطفى عليان
المستخلص
هدفت هذه الدراسة المسحية إلى التعرف على السمات الأكاديمية والاجتماعية والاقتصادية لطلبة علم المكتبات والمعلومات في الجامعات الأردنية ودوافع التحاقهم بهذا التخصص
وقد تم توزيع استبانة على جميع طلبة التخصص وعددهم 320 طالبا وطالبة، رجع للباحث منها 250 استبانة (78.1%) مكتملة وتصليح لأغراض التحليل الإحصائي • وقد أظهرت نتائج الدراسة أن 74% من الطلبة حاصلون على معدلات جيدة في امتحان الثانوية العامة ولا يوجد بنهم أي طالب حاصل على معدل ممتاز ، وأن الغالبية العظمى منهم 79% هم من طلبة الفرع الأدبي وغالبيتهم العظمى 84.2% جاؤوا من مدارس حكومية ، بينما جاء 25.3% من كليات المجتمع لأغراض التجسير (الحصول على البكالوريوس في التخصص) وتشكل الإناث نسبة 81.6% من الطلبة ، ويعمل آ باء 34% من الطلبة في القوات المسلحة والأمن العام ، و 25% في الوظائف الحكومية الأخرى و 7% فقط في مجال الزراعة • ويقل مستوى تحصيل 35.6% من آباء الطلبة عن الثانوية العامة ويحصل 41% منهم على القانوية العامة و 9.2% على الدبلوم المتوسط و 14.4% على شهادات جامعية • وتشكل نسبة المسلمين 95.2% بين طلبة التخصص • ولا تعمل 94.2% على أمهات الطلبة • كما أن غالبيتهن 42% حاصلات على الثانوية العامة أو دون ذلك 30.4% أو الدبلوم المتوسط 14.8%•
ويقل مستوى دخل أسر حوالي 70% من الطلبة عن 500 دينار أردني ، ويقول 22% منهم أنهم من أسر فقيرة ، و76.2% أنهم من أسر متوسطة الحال • ويعيش 67.6% من الطلبة في المدن و 25.2% في القرى والريف و 7.2% في البادية ويأتي 45.2% من الطلبة من محافظة العاصمة و 34% من محافظة البلقاء ، و9.2% من محافظة الزرقاء • وقد اختار 40% من الطلبة بأنفسهم التخصص بينما اعتمد 60% منهم على الآخرين في ذلك • أم أقوى الدوافع في اختيار التخصص فكانت : التخصص جديد في الأردن ، ندرة المتخصصين في المجال والرغبة في الحصول على شهادة جامعية وحب التعامل مع الآخرين وخدمتهم أما الدوافع غير القوية فكانت أوضاع وبيئة العمل في المكتبات مريحة ومشجعة ، حب القراءة والمطالعة والكتب والمكتبات وتوافر فرص العمل للمتخصصين • وقد خلصت الدراسة إلى عدد من التوصيات
المقدمة
تتطلب العمليات الفنية والخدمات المكتبية والمعلوماتية التي تقدمها المكتبات ومراكز التوثيق والمعلومات المختلفة هذه الأيام أطرا بشرية متخصصة ومدربة ومؤهلة للقيام بهذا الدور بصورة فاعلة ويأتي هذا الفريق البشري غالبا من برامج التعليم ما قبل الجامعي (المعاهد والكليات المتوسطة) وبرامج التعليم العالي أو الجامعي وبرامج التدريب المستمر أثناء الخدمة (عليان، 2002، ص99) ويعزو الكثير من الباحثين عجز المكتبات ومراكز المعلومات في الأردن عن القيام بدورها الفاعل إلى النقص الكبير في جهازها الوظيفي من الأطر البشرية المؤهلة تأهيلا عاليا وعلى أسس علمية (همشري ويونس، 1995، ص27)•
يرجع اهتمام الأردن بتدريس علم المكتبات إلى عام 1963 ، عندما تأسست جمعية المكتبات الأردنية وقامت بعقد الدورة التدريبية الأولى في علم المكتبات واشترك فيها 24 متدربا ، أما وزارة التربية والتعليم في الأردن فقد قررت تدريس علم المكتبات في معاهد المعلمين على مستوى الدبلوم المتوسط ابتداءا من عام 1965 وعلى مستوى كليات المجتمع ابتداءا من 1980
وقد بدأ تدريس علم المكتبات في الأردن على المستوى الجامعي ابتداء من عام 1977 عندما تأسس برنامجا الدبلوم العالي في علم المكتبات والتوثيق في الجامعة الأردنية ثم تطور إلى دبلوم علم المكتبات والمعلومات عام 1986 ، أما برامج تدريس علم المكتبات والمعلومات على مستوى البكالوريوس فلم تبدأ في الردن سوى عام 1999 عندما قامت جامعة البلقاء التطبيقية بإنشاء تخصص إدارة المكتبات والمعلومات في كلية التخطيط والإدارة ، وفي العام نفسه قامت جامعة فيلادلفيا بتدريس التخصص نفسه على مستوى البكالوريوس ، أما جامعة الزرقاء الأهلية فقد بدأت من عام 2000 بتدريس تخصص علم المكتبات والمعلوماتية على مستوى البكالوريوس في كلية الآداب (عليان 2002)•
وعلى الرغم من التاريخ الطويل نسبيا لبرامج تدريس علم المكتبات والمعلومات في الأردن مقارنة بالكثير من الدول العربية والدول النامية ، إلا أن الدراسات الميدانية التحليلية لهذه البرامج كانت قليلة جدا من هذا المنطلق ومن مشكلة غياب البحوث والدراسات العلمية في هذا المجال بصورة عامة ، وفي مجال السمات الكاديمية والاجتماعية والاقتصادية لطلبة الدراسة لتسهم في حل هذه المشكلة وتكون دافعا للباحثين لإجراء البحوث و الدراسات ف هذا المجال الواسع الذي ما يزال بحاجة إلى المزيد من الدراسات العلمية
الدراسات السابقة
على الرغم من كثرة الدراسات الوثائقية والميدانية التي تناولت موضوع تدريس علم المكتبات في الأردن وفي الوطن العربي ، إلا أن موضوع السمات أو الخلفية الأكاديمية والاجتماعية والاقتصادية للطلبة الذين يقبلون على هذا التخصص على المستوى الجامعي نادرة جدا لدرجة أن الباحث وباستخدام أدوات استرجاع المعلومات التقليدية والمحوسبة لم يتمكن من الوصول إلى دراسات منشورة في هذا المجال
أما موضوعا دافعية التحاق الطلبة بتخصص علم المكتبات والمعلومات فقد ظهرت عدة دراسات عربية وأجنبية في هذا المجال ففي عام 1971 أجرى ساندهيو دراسة هدفت التعرف على أسباب اختيار طلبة علم المكتبات في كندا للتخصص وقد أظهرت النتائج أن حب قراءة الكتب ومقابلة الآخرين والتعامل معهم هما من الأسباب الرئيسية لاختيار التخصص (Sandhu,1971) •
وقد أكدت الدراسة التي أجراها هنري عام 1975 وجود علاقة بين متغيرات العمر والجنس والخبرات السابقة ونوع المؤسسة التي تقوم بتدريس علم المكتبات ، وبين دوافع الطلبة إلى اختيار تخصص علم المكتبات • كما أكدت نتائج الدراسة أن أهم الأسباب التي دعت الطلبة على اختيار التخصص هي حب القراءة والكتب والرغبة في العمل مع الآخرين وخدمتهم • (Henry1975) وقد توصلت هذه النتائج أيضا الدراسة التي قام بها هول على طلبة السنة الثانية والسنة النهائية لطلبة تخصص علم المكتبات في معهد ليدز في بريطانيا(Hall 1982)
وفي عام 1984 أجرى الشربجي دراسة على طلبة تخصص المكتبات والتوثيق في كليات المجتمع الأردنية للتعرف على أسباب اختيارهم للتخصص ود أظهرت النتائج أن الأسباب الرئيسية هي زيادة الثقافة العامة ، مناسبة المهنة للإناث، أهمية الكتب والمعلومات في التطور الاجتماعي، والرغبة في خدمة الناس ومساعدتهم (الشربجي1984)•
أما الدراسة التي قام بها همشري عام 1989 على طلبة علم المكتبات والمعلومات في الأردن فقد أظهرت أن مستوى اتجاههم نحو المهنة كان إيجابيا وأن هناك فروقا ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الطلبة في اتجاهاتهم نحو تخصص المكتبات تعزى إلى نوع المؤسسة التي يدرسون فيها (جمعة، كلية مجتمع، معهد) ولم تكشف نتائج الدراسة عن فروق ذات دلالة إحصائية تعزى إلى متغير الجنس أو المستوى الدراسي (همشري 1989) •
وقد أجرى عليان وعلاونة عام 1994 دراسة حول دوافع التحاق الطلبة ببرنامج الدبلوم العالي في مصادر التعليم والمعلومات في كلية التربية في جامعة البحرين وأظهرت نتائج الدراسة أن أقوى الدوافع لدى الطلبة كانت الرغبة في الحصول على شهادة أكاديمية أعلى وتنمية المعرفة في مجال المكتبات والرغبة في دراسة تخصص جديد والتعرف على الأجهزة والوسائل وتكنولوجيا التعليم وزيادة الثقافة والمعرفة العامة والرغبة في العمل في المكتبات ومراكز مصادر التعلم ومتابعة الدراسات العليا وحب التعامل مع الآخرين وكشفت الدراسة عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الطلبة على بعض الدوافع تعزى لمتغيرات الجنس والخبرة والمهنة والتخصص والدفعة التي التحــق فيها الطاــلب بالبــرنامج(عليــان وعـلاونة 1994 ص 99) •
أسئلة الدراسة
تهدف هذه الدراسة إلى الإجابة عن الأسئلة التالية :
1-
ما هي السمات الأكاديمية لطلبة تخصص علم المكتبات والمعلومات في الجامعات الأردنية من حيث :
آ- معدلاتهم في الثانوية العامة
ب- فرع التخصص في الثانوية العامة
ج- تبعية المدرسة التي تخرجوا منها (حكومية أو خاصة) •
د- طلبة كليات المجتمع الذين التحقوا بالتخصص بهدف التجسير (إكمال دراستهم إلى مستوى البكالوريوس) •
2-
ما هي السمات الاجتماعية لطلبة تخصص علم المكتبات والمعلومات في الجامعات الأردنية من حيث :
آ- الجنس: ذكر، أنثى
ب- طبيعة عمل الوالد ومستوى تحصيله العلمي
ج- عمل الوالدة ومستوى تحصيلها العلمي
د- الديانة
3-
ما هي السمات الاقتصادية لطلبة تخصص علم المكتبات والمعلومات في الجامعات الأردنية من حيث :
آ- متوسط الدخل الشهري للأسرة ومستواها الاقتصادي
ب- البيئة التي يعيش فيها الطالب(مدينة-قرية-بادية) •
ج- المحافظة التي يعيش فيها الطالب
4-
ما هي الجهة التي اختارت تخصص علم المكتبات والمعلومات للطالب ؟
5- ما هي دوافع التحاق الطالب بتخصص علم المكتبات والمعلومات ؟
أهمية الدراسة
تأتي أهمية هذه الدراسة من أمور عدة أولها أنها الأولى في مجالها على مستوى الأردن ، وخاصة في جزئها الأول المتعلق بالسمات الأكاديمية والاجتماعية والاقتصادية لطلبة تخصص علم المكتبات والمعلومات في الجامعات الأردنية حيث إن التجربة الأردنية في هذا المجال تعد حديثة وترجع إلى عام 1999 • كذلك تأتي أهمية هذه الدراسة من أنها تقدم معلومات إحصائية تفيد أقسام ودوائر المكتبات والمعلومات في الجامعات الأردنية في عملية قبول الطلبة لهذا التخصص ووضع سياسات خاصة للقبول • ويمكن الاستفادة من نتائج هذه الدراسة بالمقارنة بين الطلبة في الجامعات الحكومة والجامعات الخاصة وغير ذلك من المتغيرات ، ويمكن لأساتذة علم المكتبات والمعلومات في الأردن الاستفادة من نتائج هذه الدراسة في التعرف على الخلفية الأكاديمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية لطلبتهم وبالتالي تكوين فهم أفضل لهم • كذلك يمكن الاستفادة من نتائج الدراسة في إجراء دراسات مقارنة بين واقع الحال في الأردن مقارنة مع واقعه في الدول العربية الأخرى التي تقوم بتدريس علم المكتبات والمعلومات
منهجية الدراسة وأداتها
استخدمت هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي بصورة عامة وأسلوب الدراسات المسحية بصورة خاصة (Survey Studies) للتعرف على السمات الكاديمية والاجتماعية والاقتصادية لمجتمع الدراسة (طلبة تخصص علم المكتبات والمعلومات في الجامعات الأردنية)، ودوافع التحاقهم بهذا التخصص • ويساعد هذا المنهج في الحصول على البيانات المطلوبة من مجتمع الدراسة
وقد تم جمع البيانات اللازمة لأغراض هذه الدراسة من خلال استبيانه تم تطويرها من خلال الاطلاع على دراسات سابقة ذات علاقة • وقد تكونت الاستبيانه من 16 سؤالا تقع في جزأين رئيسيين:
الجزء الأول ويضم 14 سؤالا تدور حول السمات الأكاديمية والاجتماعية والاقتصادية لمجتمع الدراسة
الجزء الثاني: ويضم سؤالين رئيسيين، الأول حول دوافع التحاق أفراد مجتمع الدراسة بالتخصص، والثاني حول الجهة التي اختارت لهم التخصص وشجعتهم عليه
صدق أداة الدراسة
قام الباحث بتصميم الأداة (الاستبانة) بصورتها الأولية من خلال الاطلاع على أدبيات الموضوع وخبراته العلمية في المجال • وقد تم التأكد من الصدق الظاهري وصد المحتوى للاستبانة في استخدام أسلوب التحكيم المرحلي للمتخصصين في مجال علم المكتبات والمعلومات والبحث العلمي بلغ عددهم 12 متخصصا • كما تم توزيع الاستبانه على 12 طالبا وطالبة من تخصيص علم المكتبات والمعلومات • وقد أخذت ملاحظات المحكمين والطلبة بعين الاهتمام وتم بعد ذلك تطوير الاستبانة بصورتها النهائية ثم قام الباحث بتوزيعها على 10 طلبة للتعرف على مدى مناسبة الفقرات للدراسة فكانت النسبة 95% حيث تعد هذه النتيجة دللا علـى صـدق الاستبانة
توزيع الاستبانة
قام الباحث بحصر أعداد طلبة تخصيص علم المكتبات والمعلومات في الجامعات الأردنية الثلاث (جامعة البلقاء التطبيقية، جامعة فيلادلفيا، جامعة الزرقاء الأهلية) وقد تبين للباحث أن هناك 320 طالبا متخصصا في علم المكتبات والمعلومات في هذه الجامعات
ثم قام بعد ذلك بتوزيع الاستبانة باليد داخل الصفوف التي يقوم بتدريسها في جامعة البلقاء التطبيقية وقام بإعطاء زملائه في الجامعات الأخرى الاستبانه ليقوموا بتوزيعها على طلبة التخصص أثناء المحاضرات، وقد تمت العملية خلال الشهر الخامس تموز من عام 2002
مجتمع الدراسة ومحدداته
تكون مجتمع الدراسة من جميع طلبة تخصص علم المكتبات والمعلومات في الجامعات الأردنية وقد كان مجتمع الدراسة على النحو التالي :







وقد تبين للباحث أن 14 من الاستبانات الراجعة فارغة أو غير مكتملة البيانات فقام باستبعادها ، وبذلك يكون عدد الاستبانات التي تم تحليلها 250 استبانة وبنسبة 78.1% من مجتمع الدراسة
وقد اقتصرت هذه الدراسة على طلبة تخصص علم المكتبات والمعلومات في الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة بكل مستوياتهم الدراسية (سنة أولى،ثانية ،ثالثة، ••) وبغض النظر عن أية متغيرات أخرى ولم يشارك في الدراسة طلبة كليات المجتمع أو طلبة الدورات التدريبية التي تعقدها جمعية المكتبات الأردنية
تحليل النتائج
هدفت الدراسة إلى التعرف على السمات الأكاديمية لطلبة تخصص علم المكتبات والمعلومات في الجامعات الأردنية وقد أظهرت النتائج أن معدلات الطلبة في الثانوية العامة كانت على النحو التالي:
جدول رقم (2)
معدلات طلبة تخصص علم المكتبات والمعلومات في الأردن في الثانوية العامة








ويبدو واضحا من الجدول رقم (2) أن غالبية طلبة علم المكتبات والمعلومات في الأردن 74% حاصلون على معدلات جيدة 70-79% في امتحان الثانوية العامة ، وأن 5% فقط منهم حاصلون على معدلات جيدة جدا ولا يوجد بينهم أي طالب حاصل على معدل 90% أو أكثر • الجدير بالذكر أن هذه المعدلات متواضعة مقارنة مع معدلات القبول في الجامعات الحكومية • أما سبب تواضع هذه المعجلات فيعود إلى أن نسبة عالية من الطلبة في جامعة البلقاء التطبيقية هم من الحاصلين على بعثات حكومية التي تقدم للطلبة وفق متغيرات كثيرة وأن طلبة الجامعات الحكومية الخاصة غالبا ما يكونوا من ذوي المعدلات المخفضة
كذلك أظهرت نتائج الدراسة (انظر الجدول رقم 3) أن الغالبية العظمى 79% من طلبةو تخصص علم المكتبات والمعلومات هم من طلبة الفرع الدبي في الثانوية العامة وأن 17% منهم فقط حاصلون على الثانوية العامة الفرع العلمي وهناك 10 طلاب 4% هم من خريجي الفروع الأخرى مثل التجاري والصناعي والزراعي•• الخ
جدول رقم (3)
توزيع طلبة تخصص علم المكتبات والمعلومات في الأردن وفق فرع الثانوية العامة





بالنسبة لتبعية المدرسة الثانوية التي تخرج منها طلبة تخصص علم المكتبات والمعلومات في الأردن فقد أظهرت نتائج الدراسة (انظر الجدول رقم 4 ) أن الغالبية العظمى منهم قد تخرج من مدراس حكومية 84.2% وأن 15.8% فقد قد تخرجوا من مدارس خاصة وتعد هذه النتيجة طبيعية حيث تنتشر المدارس الحكومية في كل مناطق الأردن بينما تتركز المدارس الخاصة في المدن الرئيسية ولا يرتادها سوى فئة قليلة من الطلبة بسبب رسومها العالية
جدول رقم (4)
توزيع طلبة تخصص علم المكتبات والمعلومات في الأردن وفق تبعية المدرسة الثانوية التي تخرجوا منها



كذلك أظهرت النتائج أن 63 طالبا 25.3% من طلبة تخصص علم المكتبات والمعلومات في الأردن هم من طلبة التجسير (خريجي دبلوم كليات المجتمع /تخصص المكتبات وتكنولوجيا التعليم) الذين التحقوا بالجامعات الأردنية بهدف إكمال دراستهم في علم المكتبات والمعلومات والحصول على درجة البكالوريوس بدلا من درجة الدبلوم المتوسط التي تمنحها كليات المجتمع في الأردن • ويشترط في هؤلاء الطلبة أن تكون معدلاتهم عالية في الامتحان الشامل لكليات المجتمع
بالنسبة للسمات الاجتماعية للطلبة فقد أظهرت الدراسة أن الغالبية العظمى من الطلبة 204 أي ما نسبته 81.6% هم من الإناث وأن هناك 46 طالبا أي ما نسبته 19.4% فقط من الذكور • الجدير بالذكر أن هذه النسبة متساوية تقريبا في جميع الجامعات التي تقوم بتدريس علم المكتبات والمعلومات في الأردن • وتعود هذه النتيجة إلى أن نسبة الطالبات المتفوقات في امتحان الثانوية العامة في الأردن أعلى من نسبة الطلاب كما أن مهنة المكتبات تناسب الإناث وترغب في هذه المهنة معظم الطالبات، ويوافقهن في ذلك أولياء الأمور ، كذلك فإن العادات والتقاليد والثقافة الاجتماعية السائدة في المجتمع الأردني المحافظ إلى حد كبير وخاصة خارج العاصمة وفي الريف الأردني والبادية يسمح للفتاة بالعمل في مجال المكتبات وبخاصة المكتبات المدرسية حيث لا وجد اختلاط
وقد هدفت الدراسة إلى التعرف على طبيعة عمل آ باء الطلبة ومستوى تحصيلهم الدراسي • وقد أظهرت النتائج (جدول رقم 5) أن 25% من آباء الطلبة يعملون كموظفين في الحكومة ، وأن 34% منهم يعملون مع القوات المسلحة الأردنية أو الأمن العام ، بينما يعمل 7% في مجال الزراعة و 13% في القطاع الخاص و 13 % منهم متقاعدون عن العمل • الجدير بالذكر أن معظم سكان المناطق التي تقع فيها الجامعات الأردنية التي تقوم بتدريس علم المكتبات والمعلومات ، وهي محافظة البلقاء ومحافظة الزرقاء يعملون في القطاع الحكومي بصورة عامة وفي الجيش الأردني والمن العام بصورة خاصة • ولأن محافظة البلقاء محافظة زراعية فإن بعض أولياء طلبة جامعة البلقاء التطبيقية يعملون في هذا القطاع

جدول رقم (5)
مهنة آباء تخصص علم المكتبات والمعلومات في الجامعة الأردنية









بالنسبة لمستوى تحصيل آباء طلبة تخصص علم المكتبات والمعلومات في الجامعات الأردنية فقد أظهرت نتائج الدراسة (انظر الجدول رقم 6) أن أكثر من ثلث آباء الطلبة تحصيلهم العلمي دون الثانوية العامة ، وأن (41%) منهم حاصلون على شهادة الثانوية العامة • أما نسبة الحاصلين على الدبلوم المتوسط (دبلوم كليات المجتمع) فهي 9.2% فقط وتنخفض هذه النسبة بصورة واضحة لدى الحاصلين على الشهادات الجامعية العليا لتصل إلى2.8% للحاصلين على درجة الماجستير و 3.2% للحاصلين على درجة الدكتوراه وغالبا ما يكون هؤلاء يعملون في الهيئة التدريسية للجامعة • الجدير بالذكر أن هذه النسب تتأثر بواقع الحال الثقافي والاقتصادي للمواطنين في محافظة البلقاء والزرقاء
التحصيل العلمي لآباء طلبة تخصص علم المكتبات والمعلومات في الجامعات الأردنية وقد أظهرت نتائج الدراسة أن الغالبية العظمى من الطلبة 238 طالبا أي ما نسبته 95.2هم من المسلمين أما طلبة النصارى فقط بلغوا 12 طالبا وطالبة أي ما نسبته 4.8% • الجدير بالذكر أن نسبة النصاري إلى نسبة السكان ف الأردن هي بحدود 8% فقط • ويوجد معظم هؤلاء الطلبة في جامعة البلقاء التطبيقية ، ولا يوجد أحد منهم في جامعة الزرقاء الأهلية ذات الاتجاه الإسلامي المحافظ
وحول عمل الوالدة أجاب 94.2% من الطلبة أنها لا تعمل إطلاقا ، بينما ذكر 5.8% فقط من الطلبة أن والدتهم تعمل • أما بالنسبة للتحصيل العلمي للوالدة فقد أظهرت النتائج أن 30.4% من أمهات الطلبة يقل تحصيلهن عن الثانوية العامة بينما يصل تحصيل 42% منهن إلى الثانوية العامة • وقد وصل تحصيل 14.8% من أمهات الطلبة إلى درجة الدبلوم المتوسط و 8.8% إلى درجة البكالوريوس و 3% درجة الدبلوم العالي و 1.2% درجة الماجستير • ولا يوجد من بينهن من تحمل درجة الدكتوراه
جدول رقم (7)
التحصيل العلمي
لأمهات طلبة تخصص
علم المكتبات
والمعلومات في الأردن




بالنسبة للسمات الاقتصادية لطلبة تخصص علم المكتبات والمعلومات في الجامعات الأردنية فقد أظهرت النتائج أن متوسط دخل ربع الطلبة 26% يقل عن 250 دينارا أردنيا (350 دولار أمريكي ) كما أن 43.6% من الطلبة يتراوح متوسط دخل أسرهم ما بين 250-500 دينارا أردنيا • وتصل نسبة الطلبة الذين يتراوح دخل أسرهم ما بين 500-750 دينارا 16.4% فقط ولا يزيد عدد الطلبة الذين يتجاوز دخل أسرهم 750 دينارا عن 14%من الطلبة وبصورة عامة فإن غالبية الطلبة 69.6% يقل متوسط دخل أسرهم عن 500 دينار (700) دولار أمريكي تقريبا • الجدير بالذكر أن الدولار الأمريكي يساوي 0.71 من الدينار الأردني وأن متوسط عدد أفراد السرة في الأردن مرتفع نسبياً
جدول رقم (8)
متوسط دخل الأسرة لدى طلبة تخصص علم المكتبات والمعلومات في الجامعات الأردنية








وقد عد 7.2% من الطلبة أنهم من أسر فقيرة جدا ، و14.8% أنهم من أسرة فقيرة بينما قال ثلثي الطلبة 67.2% أنهم ينتمون إلى أسر متوسطة الحال وعد 8.8% من الطلبة أسرهم غنية بينما عد 2% فقط من جميع الطلبة من أسر غنية جدا
وتوضح هذه النتائج أن طلبة علم المكتبات والمعلومات في الأردن يأتون من أسر متوسطة الحال أو فقيرة غالبا
جدول رقم (9)
الوضع الاقتصادي للأسر التي
ينتمي إليها طلبة
تخصص علم المكتبات
والمعلومات في الأردن




بالنسبة للبيئة الجغرافية التي يعيش فيها الطالب فقد أظهرت النتائج أن الغالبية العظمى من الطلبة 67.6% يأتون من المدن الأردنية وبخاصة العاصمة عمان ودينة السلط والزرقاء وإربد • ويأتي ربع الطلبة 25.2% من القرى والريف وبخاصة في محافظة البلاء بنما يأتي 7.2% فقط من البادية الأردنية ، وتتناسب هذه الأرقام مع توزع سكان الأردن بين المدن والقرى والبادية
جدول رقم (10)





أما بالنسبة للمحافظة التي يعيش فيها الطلبة فقد أظهرت نتائج الدراسة (انظر الجدول رقم 11) أن الغالبية العظمى من الطلبة 45.2% يأتون من محافظة العاصمة عمان وهذه النتيجة طبيعية إذا علمان أن حوال ثلث سكان الأردن يعيشون في هذه المحافظة • ويأتي 34% من الطلبة من محافظة البلقاء حيث تقع جامعة البلقاء التطبيقية بينما يأتي 9.2% من الطلبة من محافظة الزرقاء حيث تقع جامعة الزرقاء الأهلية ، كما تعد ثاني أكبر محافظة من حيث عدد السكان • ويأتي 5.6% من الطلبة من محافظة إربد و 2% من محافظة المفرق و 8.% من محافظة معان ، و8.% من محافظة مادبا و 8.% من محافظة الطفيلة و 1.6% من محافظة جرش • ولا يوجد طلبة في التخصص من محافظة العقبة بسبب بعدها الجغرافي وقلة عدد سكانها • وتتفق هذه النتائج مع نسبة عدد السكان في كل محافظة ومع قربها من الجامعات التي تقدم برامج علم المكتبات والمعلومات
جدول رقم (11)
توزيع طلبة علم المكتبات والمعلومات في الأردن وفق المحافظات التي يعيشون فيها












بالنسبة للجهة التي اختارت للطالب التخصص فقد أظهرت النتائج (انظر الجدول رقم 12) أن 40% من الطلبة قاموا باختيار التخصص بأنفسهم ، بينما اختار الوالدين أو الأخوة والأخوات هذا التخصص لأكثر من ربع الطلبة 28% • وأشارت النتائج إلى أن 6.8% من الطلبة اختار لهم الزملاء والأصدقاء هذا التخصص ، بينما قال 18% إن الجهات التي منحتهم البعثة الدراسية هي التي اختارت لهم هذا التخصص • وتظهر هذه النتائج أن غالبية الطلبة 60% لم يختاروا هذا التخصص بأنفسهم بينما اختارته لهم جهات أخرى • وتحتاج هذه النتيجة إلى دراسة مستقلة لمعرفة أسبابها ونتائجها
جدول رقم (12)
الجهات التي اختارت لطلبة علم المكتبات والمعلومات في الأردن التخصص








وقد تضمنت الدراسة سؤالا رئيسا حول دوافع التحاق الطلبة بتخصص المكتبات والمعلومات ، وتضمن السؤال عشرة دوافع رئيسية، وكانت الإجابات مقيدة في البدائل التالية: أوافق بشدة، لا أوافق، لا أوافق بشدة • وقد أظهرت النتائج (انظر الجدول رقم 13) أن أقوى الدوافع للالتحاق بالتخصص لدى الطلبة كان (التخصص جديد في الأردن) ، حيث وافق على ذلك 82.8% وكان الدافع الثاني للطلبة من حيث القوة (ندرة المتخصصين في هذا المجال في الأردن) حيث وافق عليه 81.2% من الطلبة • وجاء دافع (الحصول على شهادة جامعية عالية) في المرتبة الثالثة ، حيث وافق عليه 80% من الطلبة وبالنسبة نفسها تقريبا 79.2% جاء دافع (حب التعامل مع الآخرين وخدمتهم) ليكون الدافع الخامس من حيث القوة لدى الطلبة
وقد جاء دافع (تشجيع الآخرين لي لاختيار هذا التخصص) في المرتبة السادسة من حيث القوة وقد وافق عليه 76% من الطلبة ، بينما وافق 65.6% من الطلبة على أن الغربة في العمل مستقبلا في مجال المكتبات ومراكز المعلومات كان دافعا لهم لاختيار التخصص • ووافق 65.2% من الطلبة على أن ندرة المتخصصين في المجال كان وراء التحاقهم بالتخصص • أما الدوافع التي لم يوافق عليها غالبية الطلبة فكانت على النحو التالي:
أولا: أوضاع وبيئة العمل في المكتبات مريحة ومشبعة (وافق على ذلك 47.2%فقط)•
ثانيا: حب القراءة والمطالعة والكتب والمكتبات (وافق على ذلك 34% فقط)
ثالثا: فرص العمل متاحة للمتخصصين في المكتبات( وافق على ذلك 32% فقط)•
وتظهر النتائج أن هناك دوافع مختلفة لاختيار الطلبة في الجامعات الأردنية لتخصص علم المكتبات والمعلومات • يبرز من بينها حداثة هذا التخصص في الأردن ، حيث لم يبدأ تدريسه في الأردن على مستوى البكالوريوس سوى عام 1999 ، وندرة من المتخصصين في هذا المجال في الأردن بسبب غيابه عن الجامعات الأردنية وقلة البعثات التي تمنحها الحكومة لهذا التخصص وصعوبة دراسته في الخارج بسبب لكلفة العالية ، التي لا تستطع تحملها الأسرة الأردنية هذه الأيام بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الأردن من عدة سنوات
ومن الدوافع الإيجابية التي شجعت الطلبة على اختار التخصص ، حب التعامل مع الآخرين وخدمتهم وتشجيع الآخرين للطلبة لدراسة علم المكتبات والمعلومات ، ويبدو أن المجتمع الأردني يعي أهمية هذا التخصص ومستقبل الخريجين ، ومن الدوافع الإيجابية كذلك برز دافع الرغبة في العمل مستقبلا في مجال المكتبات والمعلومات ، وهذا توجه إيجابي لدى طلبة التخصص
ويبدو أن أوضاع العمل في المكتبات الأردنية غير مشجعة لاختيار المهنة وكذلك حب القراءة والكتب والمكتبات ، كذلك فإن فرص العمل المتاحة للمتخصصين في الأردن غير مشبعة ، وهذه حقيقة لا تواجه هذا التخصص فقط في الأردن هذه الأيام بل تواجه جميع التخصصات بما فيها الطب والهندسة بسبب الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها الأردن ( انظر الجدول 31)•
التوصيات
في ضوء نتائج الدراسة وخبرات الباحث في هذا المجال ، توصي الدراسة بما يلي:
1-
ضرورة وضع سياسة مناسبة لقبول الطلبة في تخصص علم المكتبات والمعلومات في الأردن تأخذ بعين الاهتمام السمات الأكاديمية والشخصية للطلبة وضرورة عدم قبول الطلبة ذوي المعدلات المتدنية في التخصص
2-
ضرورة مراعاة مبدأ التوازن في القبول ما بين الذكور والإناث ومبدأ التوازن في القبول ما بين المحافظات ، حيث أظهرت النتائج أن الغالبية العظمى من الطلبة يأتون من محافظة العاصمة عمان ومن محافظة البلقاء
جدول رقم (13)
دوافع التحاق الطلبة من تخصص علم المكتبات والمعلومات في الأردن












3- ضرورة طرح التخصص في الجامعات الأردنية الأخرى وبخاصة جامعة اليرموك في شمال الأردن، وجامعة مؤتة في جنوبه، لحاجة هذه المناطق إلى التخصص ولصعوبة قدوم الطلبة من تلك المناطق إلى الجامعات التي تقوم بتدريسه في محافظة البلقاء والزرقاء
4-
تشجيع الجهات التي تمنح البعثات في الأردن لتوجيه طلبة التخصص العلمي وذوي المعدلات العالية للالتحاق بالتخصص ، وتوجيه هذه البعثات لطلبة المناطق التي تحتاج إلى متخصصين في علم في علم المكتبات والمعلومات
5-
التأكيد على مبدأ النوعية وليس الكمية في قبول طلبة تخصص علم المكتبات والمعلومات في الجامعات الأردنية ، واختيار الطلبة الذين لديهم تفوق في اللغة العربية والإنكليزية ومهارات الحاسوب والشخصية المتميزة
6-
تحسين أوضاع وبيئة العمل في المكتبات ومراكز المعلومات في الأردن ورواتب العاملين فيها ، لكي يكون ذلك دافعا قويا لتشجيع الطلبة على اختيار المهنة
7-
توفير فرص عمل للخريجين وإصدار قوانين وأنظمة وتعليمات حكومية تمنع تعيين غير المتخصصين في المكتبات ومراكز المعلومات في الأردن
8-
ضرورة إجراء المزيد من البحوث والدراسات حول برامج تدريس علم المكتبات والمعلومات ودوافع التحاق الطلبة بهذا التخصص أو إعراضهم عنه

المصادر والمرجع
1- أميمة شريم : واقع تدريس علم المكتبات في الأردن - رسالة المكتبة مج 19 ع1 (آذار 1984) ص 3-7
2-
ربحي مصطفى عليان : التجربة الأردنية في تدريس علم المكتبات والمعلومات على المستوى الجامعي • ورقة قدمت لندوة برامج تدريس علوم المكتبات والمعلومات في البلاد العربية • بيروت 4-6 حزيران 2002.
3-
ربحي مصطفى عليان : مقدمة في علم المكتبات والمعلومات - عمان: دار الفكر 2001.
4-
ربحي مصطفى عليان وشفيق علاونة : دوافع التحاق الطلبة ببرنامج مصادر التعليم والمعلومات في جامعة البــحرين - مجلة البحث في التربية وعلــم النفس (جامعة المنيا) ابريل /نيسان 1994 0-ص 71-100.
5-
محمود الأخرس: تدريس علم المكتبات والمعلومات في الوطن العربي - المجلة العربية للمعلومات مج3 ع2(1982) 0-ص 12-20
6-
عمر همشري : اتجاهات طلبة علم المكتبات نحو مهنة المكتبات في الأردن 0- دراسات مج17 ع3 19990 0-ص 67-91
7-
نجيب الشربجي : اختيار طلبة كليات المجتمع لتخصص المكتبات والتوثيق والمعلومات :
8-
دراسة مسحية -مجلة رسالة المكتبة مج19 ع4 1984 ص 46-51
9-
يونس الخاروف وعمر حمادنة : تدريس علم المكتبات في الأردن • ورقة قدمت للمؤتمر الثاني للمكتبيين الأردنيين عمان 1991

10- Hall, John. Why Librarian ship. Assistant Librarian. Vol. 75, no.10 (1982), p.127-130.
11- Henry, N. and Roache, D. Why do people enroll in librarian ship courses. The Australian Library Journal. Vol. 24, no.8 (1975). P. 333-341.
12- Sandhu, R.K Jop perception of university librarians and library students. Canadian Library Journal. Vol. 28, no. 6 (1971). P.438-445